أخلى محتجون موالون لـ«التيار الصدر»، أمس، مبنى البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء ببغداد، وواصلوا الاعتصام في محيط المبنى الذي يتواجدون داخله منذ 4 أيام، فيما توالت الدعوات إلى الحوار من أجل حلّ الأزمة. ووفق البيان الصادر عن وزير زعيم «التيار الصدري»، صالح محمد العراقي، فقد دعا مقتدى الصدر إلى إخلاء مبنى البرلمان وتحوّل الاعتصام أمام وحول البرلمان. ودعت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق القوى السياسية إلى حل القضايا من خلال حوار سياسي بنّاء في الإطار الدستوري. كما حثّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، جميع الأطراف على تجاوز خلافاتهم وتشكيل حكومة وطنية فعالة من خلال الحوار. بدورها، دعت السفارة الأميركية في بغداد الأطراف السياسية إلى الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن العنف وحل خلافاتهم السياسية من خلال عملية سلمية وفقاً للدستور العراقي. وأكد خبراء ومحللون سياسيون لـ«الاتحاد» أن العراق أمام مفترق طرق بين إعادة هيكلة النظام السياسي وخريطة طريق أو الانزلاق إلى الفوضى، مشيرين إلى أن طرفي الأزمة ذهبا إلى نقطة اللاعودة، وسط دعوات للجلوس إلى طاولة الحوار والعمل من أجل استقرار العراق. وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد ورئيس «مركز التفكير السياسي» الدكتور إحسان الشمري أن طرفي الأزمة في العراق ذهبا إلى نقطة اللاعودة واتبعا «سياسية الهاوية»، مشيراً إلى أنه لا يمكن الاستمرار مع سيناريو المواجهة بين الطرفين على اعتبار أن هناك ضوابط تمنع طرفي الأزمة من اعتماد هذا الخيار. وأضاف لـ«الاتحاد»: «أعتقد أن تصاعد الأزمة إلى هذا المستوى والتلويح باستخدام السلاح يؤشر إلى أن العراق سيمضي إلى مرحلة جديدة، إما أن يكون هناك إعادة هيكلة للنظام السياسي ورسم خريطة طريق أو أن الموضوع سيمضي باتجاه الفوضى». بدوره، أشار مازن صاحب الشمري نائب رئيس «مركز حلول للدراسات المستقبلية» إلى أن التوقعات المستقبلية للعراق تنحصر في خطين متوازيين، الأول استمرار التصعيد في الاعتصامات التي ربما تخرج من نطاق الموقع المحدد لتشمل باقي المحافظات، وخصوصاً المحافظات الجنوبية. وأضاف الشمري في تصريح لـ«الاتحاد» أن «الخط الآخر هو تجديد الدعوة للحوار وهذا يتطلب وجود طرف إما محلي أو دولي ضامن». كما قال الدكتور فاضل البدراني أستاذ الإعلام السياسي في الجامعة العراقية في تصريح لـ«الاتحاد» إن «الاحتكاكات قد تحصل بين الطرفين بشكل محدود، لكن الصدام مستبعد، فكل طرف يريد أن يظهر حجمه الجماهيري وقوته، لكن المهم أن كليهما لا يريدان الصدام وهذه نقطة مطمئنة».
مشاركة :