حرصت القيادة على إشراك المواطن والمسؤول في نقطة التحول الوطني لعجلة التنمية والاقتصاد من خلال استشفاف رأي الجميع، ووضع المقترحات والحلول والآلية للتحول الوطني الذي تقبل عليه المملكة، وتأتي هذه الخطوة الجادة ضمن سياسة المملكة الدائمة والتطويرية ومحاربتها للفساد وسعيها للتنمية واحتواء المواطن في الداخل والعالم في الخارج. "الرياض" طرحت العديد من التساؤلات على المسؤولين حول التوجه المقبل للدولة.. وكيفية تحقيقه بشراكة حقيقية مع المواطن؟ معالجة الحاجات قال د. خالد العرج وزير الخدمة المدنية في حديث خاص ل"الرياض": إن الدولة تعمل على التطرق لعدد من الموضوعات التي تعالج احتياجات المواطن وتخلق التحول الطموح الذي تسعى له ومن ضمنها موضوع البطالة وتوليد الوظائف، فالمملكة تعمل على انماء الاقتصاد والعمل الحر الذي من شأنه أن يخلق المزيد من الفرص والشواغر للكوادر السعودية، مؤكداً أنه لايوجد مشكلة تحل بين يوم وليلة وكذلك مشكلة البطالة, فطالبو العمل في القطاع الحكومي كبير جداً، في الوقت الذي ينمو به القطاع الخاص ولكن وسط عزوف السعوديين عنه مع الأسف. وأكد وزير الخدمة المدنية على أن ثقافة خدمة المواطن ليست جديدة على الدولة فهي موجودة منذ عهد المؤسس -رحمه الله- ولكن لم تفعل أحياناً من المسؤولين، والدولة حالياً في توجه للمحاسبة الجادة والتحرك بمعية المواطن لدعم عجلة التنمية، فجميع القرارات تصب على أن يكون المسؤول قريباً من المواطن ويفهم متطلباته، كما أن الدولة في العقد الأخير توجهت لتعزيز مبدأ الشفافية وردم الفجوة بين المسؤول والمواطن. وزير الخدمة المدنية: المرحلة المقبلة مولدة للوظائف.. مجهضة للبطالة تحول جاد ونوه د. العرج إلى أن الدولة تسعى للتطرق لجميع المواضيع التي تخص المواطن بهدف تحقيق التحول الوطني الذي تسعى له, فحرصت على استشفاف رأي المواطن بحيادية وأخذ رأيه قبل اتخاذ أي قرار، والجديد في التحول الذي تعمل عليه القيادة، وهذا الأمر سيجعل القرار مدروساً ونتفادى به أي سلبيات وأن تكون أي توصية قوية ولا يوجد بها رجعة. وأشار إلى أن الدولة طلبت أن تسمع رأي كل مواطن، وإنه إذا كان معها فليعمل لتحقيق الرؤى والطموح وإذا لم يكن معها فهي على استعداد لأن تسمع وجهة نظره لتعديل أي رؤى وخطط مستقبلية. احتضان الآراء وزير الإسكان ماجد الحقيل قال في تصريح ل"الرياض": إن منهجية الدولة بدأت تتغير وهي أن تكون حاضنة لجميع الأفكار، وأن يكون هناك حاضنة لتقييم تلك الأفكار من المسؤول والمواطن, بحيث ترى نقاط التقارب والتباعد وأن يكون أي تجربة يتم تنفيذها محسوبة بشكل أدق وباحتمالية نجاح أكبر. وأكد وزير الإسكان أن التوجه الجديد للدولة هو البحث عن حلول طويلة المدى وليس حلولاً قصيرة المدى فجميع التوجهات الحالية تسعى لآلية تمكننا من الارتقاء بالبلاد، بحيث لا نعتمد على مستوى واحد في الدخل، فيجب أن يكون للقطاع الخاص حصة أكبر من المشاركة في الناتج القومي وهذه خطط تحتاج إلى وقت وإلى إعادة الثقة مع الدولة، خاصة أن هناك إجراءات غير مكلفة لكنها تطور في عمل الدولة. رفاهية محققة وزاد الحقيل "أن الاهتمام بالصحة والسكن والتعليم ونجاحها سيحقق الرفاهية المرجوة للمواطن، فإذا عملنا جميعاً لنجاح هذه النقاط بشكل أفضل ووصلت إلى مستحقيها بشكل أسرع وساعدنا القطاع الخاص في العمل لتكتمل هذه العناصر نتوقع النجاح والتحول". وزير التعليم: مشرحة جادة لهموم المواطن وبحث الحلول ضمن الأولويات وشاطره الرأي وزير التعليم د.أحمد العيسى الذي تحدث ل"الرياض" قائلاً: "إن الدولة تعمل على خلق رؤية واضحة وصريحة ومركزة ومباشرة بخصوص دعم الاقتصاد الوطني ودور الجهات المسؤولة في الدولة في تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد، مؤكداً أن هذه الرؤيا ستعطي نوعاً من الطمأنينة ومن الثقة لدى المواطنين". وقال: "جميع القضايا التي تهم المواطن من بطالة وسكن وصحة مطروحة أمام مجلس التنمية والاقتصاد، وقد لمست هذا منذ الجلسة الأولى التي حضرتها بعد تعيني وزيراً، ورأيت مستوى الطرح بكل شفافية، والعمل الجاد على تحديد مواطن الضعف والخلل للمواضيع التي تهم المواطن، ونحن متفائلون في مرحلة جديدة بدأت للعمل الحكومي". الشباب أولاً وتطلعت عضو مجلس الشورى د. دلال الحربي إلى عقد ورشة عمل أخرى للشباب من عمر 18- 30 عاماً، واستطلاع آرائهم ونقاط النقد التي يوجهونها للدولة، خاصة وأن أهم تحدٍ تواجهه الدولة هو تلبية احتياجات الشباب, فعقد ورشة عمل خاصة للشباب سيفيد بالتعرف على ماذا يتطلع الشباب مستقبلاً وماذا يريدون. وأكدت أن للقيادة الشابة عظيم الأثر في هذا التحول الذي تسعى له المملكة، وقالت: الدولة تسير في طريق يدعونا للتفاؤل والاطمئنان فالمعطيات تدلل على وجود وعي كامل بكافة متطلبات المرحلة الراهنة والمقبلة، وهذا الوعي لم يقتصر بالمعرفة بل تسلح كذلك بوعي مع وضع الحلول. وأشارت د. دلال إلى أن الطرح الذي تعمل عليه الدولة اتسم بالشفافية العالية والرؤية الطموحة والقدرة على التحقيق، مشيرة إلى أن الأهداف التي رسمت خارطة الطريق من المؤمل أن تحل الكثير من هموم المواطن وستسهم في التحول الوطني الذي تسعى له القيادة بشراكة مع المواطن. وزير الإسكان: نعمل على حلول طويلة المدى ولم تعد تغرينا تلك القصيرة الاستعانة بالشباب بينما لفت عضو مجلس الشورى القاضي د. عيسى الغيث إلى أن الدولة ترى الواقع بخلاف ماكان في السابق وأن الواقع قد تغير ويجب أن يتغير الاطار السياسي, خاصة بعد أن زاد عدد المواطنين من 2 مليون إلى 20 مليوناً ومع المقيمين أصبح التعداد السكاني 30 مليوناً، بالإضافة إلى أن الملفات الداخلية والخارجية والمشاكل والخطورة التي تحيط بنا وأصبحت كبيرة جداً, الأمر الذي جعل القيادة تستعين بشعبها ومؤسساتها لتستفيد منهم جميعاً ليتحملوا معها هذه الأعباء ويعينوها للقيام بالواجب. وقال الغيث: "الاستعانة بأكثر من 300 من المخضرمين للاستفادة منهم في رسم عجلة دولة سعودية جديدة تستطيع أن تقاوم السلبيات والمعوقات وأن تعالج المشاكل الموجودة وتسعى نحو الاقتصاد والتنمية جاء نتيجة وجود طاقات شابة في موضع القيادة الأمر الذي جعل النظرة تختلف، لأن النظرة مختلفة والتعليم مختلف والمشاكل التي نقابلها في هذا الزمن كانخفاض اسعار النفط والمشاكل الداخلية والخارجية مختلفة عن السابق، كما أصبح على الشعب مسؤولية أن يقوم بواجبه بما في ذلك الكوادر الموجودة". وتمنى أن تستمر الرؤية السياسية بإشراك أكبر قدر ممكن من رجال الوطن ليكونوا رجال دولة يستفاد منهم وأن يشاركوا الدولة في تحمل الأعباء. شوريون ورجال أعمال: قيادة التغيير تتم بجدارة.. وكل المؤشرات تدعو للتفاؤل إشراك الجميع غاية فيما أضاف عضو مجلس الشورى د. أحمد بن عمر الزيلعي أن المستقبل مشرق لهذا البلد فالدولة تعمل على الاستعانة بجميع التخصصات والأعمال والاهتمامات وجمعتهم ليعتركوا ويروا ما يمكن أن ينتظر المملكة في المستقبل، الأمر الذي يدلل على أن الدولة تعمل بالمشورة وتطلبها لدفع عجلة التنمية والاقتصاد. وقال الزيلعي "الدولة تعمل ليل نهار وهي في سباق مع الزمن بهدف مواكبة التغيير وتحقيق تطلعات المواطن والقيادة, فالدولة تسعى لتنمية المدخولات والبحث عن مداخيل جديدة والحرص على الترشيد الاقتصادي، كما أن المملكة أعلنتها صريحة بأنها محاربة للفساد بجميع أشكاله وهي تعمل على دعم الاقتصاد الحر. كما أن المملكة والقيادة تريد أن تسمع من المواطنين ومن كل ذي اهتمام". عصف ذهني وقال رئيس الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية عبدالرحمن بن صالح العطيشان أن هناك مرحلة عصف ذهني تنتظر الجميع، حول عدد من الأمور المهمة للبلد يشارك فيها المواطن من القاع للقمة. فالمؤشرات والدلالات كثيرة حيال أن الدولة تتوجه إلى استشفاف الآراء من جميع القطاعات لأن أغلب القطاعات في السابق كانت تصدر أحادية الجانب أو من أكاديميين, ولكن الدولة اليوم تتطلع لإشراك الجميع, فالجانب الأميز أن القيادة طلبت من المواطن أن يتعامل معها بشفافية مطلقة وأن ينقد المسؤول نقداً بناء وأن يتكاتف مع الحكومة لتصحيح الأخطاء فجل من يخطأ. كما أن الدولة تؤكد على أنها محاربة للفساد، وأنها قيادة مستندة على الشريعة السمحة وهي تعمل في المرحلة الحالية على الاستثمار في العمل الحر والقطاع الخاص.
مشاركة :