دعت إيطاليا وأميركا، أمس، المؤسسات الليبية إلى تجنب الإجراءات الأحادية المزعزعة للاستقرار، والحفاظ على حياد المؤسسات السيادية، حسبما أكد المبعوث الخاص لوزير الخارجية الإيطالي إلى ليبيا، نيكولا أورلاندو، ومدير إدارة شمال أفريقيا في الخارجية الأميركية جوشوا هاريس، حيث يزور الأول واشنطن لإجراء مشاورات مكثفة حول ليبيا. وفي هذه الأثناء، يجري رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، اليوم، مشاورات سياسية مع مسؤولين مصريين، خلال زيارة يجريها إلى القاهرة، لبحث المشكلات التي تعاني منها ليبيا وفي مقدمتها أزمة السلطة التنفيذية والإطار الدستوري اللازم لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد، حسبما أكدت مصادر برلمانية ليبية لـ«الاتحاد». وأشارت المصادر البرلمانية إلى أن رئيس مجلس النواب سيطلع الجانب المصري على نتائج مشاوراته مع الجانب التركي خلال زيارته إلى أنقرة خلال اليومين الماضيين، إضافة لبحث سبل حل الأزمة السياسية التي تعاني منها ليبيا خلال الأشهر الماضية، فضلاً عن التطرق إلى سبل الحفاظ على وقف إطلاق النار في ظل التحشيد العسكري الذي جرى غرب البلاد خلال الأسابيع الماضية. وأوضحت المصادر إلى أن رئيس البرلمان الليبي يتمسك بتمكين الحكومة الليبية الجديدة برئاسة فتحي باشاغا، مؤكداً أن المستشار عقيلة صالح نقل للجانب التركي كواليس عملية تكليف الحكومة الجديدة ومنحها الثقة بواسطة مجلس النواب، إضافة لرفضه استمرار حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة ووصفها بـ«حكومة منتهية الولاية»، وفقاً للمصادر. إلى ذلك، نفى فتحي المريمي، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب، لـ«الاتحاد» قبول المستشار عقيلة صالح لأي عرض لتشكيل حكومة جديدة، مؤكداً عدم وجود أي مشاورات بخصوص تشكيل حكومة جديدة. واعتبر المريمي إلى أن الحكومة الليبية الجديدة، برئاسة فتحي باشاغا، هي الحكومة الشرعية والقانونية في ليبيا والتي تمت عبر التوافق بين مجلسي النواب والدولة، مؤكدا أن زيارة المستشار صالح إلى تركيا جرت بناء على دعوة رسمية من السلطات التركية التقى خلالها الرئيس إردوغان ورئيس البرلمان التركي. في طرابلس، أكدت وسائل إعلام محلية وصول تعزيزات عسكرية إلى التشكيلات المسلحة التابعة لآمر غرفة الاستخبارات العسكرية السابق اللواء أسامة جويلي، مشيراً إلى أن الهدف من ذلك هو التمهيد لإعلان مقر لحكومة فتحي باشاغا. وكان المجلس الرئاسي أصدر، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، قراراً بحل كل الغرف العسكرية التي جرى إنشائها منذ سنوات وعددها 15 غرفة عسكرية، ويتضمن القرار حل غرفة العمليات المشتركة التي يقودها الجويلي. على جانب آخر، بحث القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ريزدون زينينغا، مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، آخر التطورات في ليبيا، واتفقا على ضرورة رسم مسار للانتخابات في أقرب وقت ممكن، بناء على إطار دستوري توافقي. وجدد زينينغا التزام البعثة بدعم ليبيا لتجاوز الانقسامات السياسية الحالية في هذا الوقت الحرج واستئناف المسار نحو الاستقرار تماشياً مع خلاصات مؤتمري برلين وباريس ومؤتمر تحقيق الاستقرار في ليبيا فضلاً عن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، معلنا ترحيبه بالتطورات الإيجابية الأخيرة بما في ذلك استئناف إنتاج النفط.
مشاركة :