اليابان تكافح لاستكمال نهضتها الاقتصادية

  • 12/27/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد 3 سنوات على عودة شينزو ابي إلى السلطة بناء على وعد انتخابي بإعادة الاعتبار لصــــورة اليابان وقوتها الاقتصادية يواجه رئيس الوزراء واقع بلاده المتباين مع حجم وعوده، فيما بدأ الوقت ينفد أمامه.وبعد ولاية سابقة عابرة وغير مقنعة على رأس اليابان في 2006-2007، عاد ابي (60 عاماً) إلى السلطة في 26 ديسمبر 2012 بكامل طاقته واندفاعه للعمل، وهذه المرة تسلح ببرنامج كان من المفترض أن يضخ حيوية جديدة في بلد أضعفته سنوات مديدة من الانهيار في الأسعار وتراجع بطيء في مكانته الدولية. وباتت اليابان في الظل أمام الصــين التي انتزعت منها مرتبة القوة الاقتصادية الثانية في العالم والتي يتنامى نفوذها في آسيا. 3 كوارثكما يترتب على اليابان النهوض من الكارثة التي حلت بها على 3 مستويات في مارس 2011، حيث ضربها زلزال وتسونامي وكارثة نووية.وجاب السياسي القومي الحاضر على كل الجبهات، ارجاء العالم عارضاً برنامجــاً اقتصادياً بات يعرف باسمه ابي - نوميكس وأعلن من الولايات المتحدة عدت وعادت اليابان كذلك. وحصد ابي تعليقات ومواقف شديدة الحماس سواء في بلاده أو في الخارج، لبرنامجه الذي يمزج بين خطط دعم كثيفة وسياسة نقدية شديدة الليونة لبنك اليابان وإصلاحات هيكلية.وكانت المرحلة الأولى من تطبيق هذا النموذج الاقتصادي مشجعة، حيث عاد النمو وارتفع الدولار بعد عام إلى ما فوق عتبة 120 يناً لأول مرة في أكثر من سبع سنوات. ومع تسجيلها أرباحاً قياسية سارعت الشركات المصدرة إلى تأييد هذا النهج، كما أيدته بورصة طوكيو، حيث تضاعفت قيمة مؤشر نيكاي في سنتين ونصف السنة لتتخطى عتبة 20 ألف نقطة.مهمة صعبةلكن مع اتمام شينزو ابي أمس عامه الثالث في السلطة، وهي مدة استثنائية في اليابان التي تعاقب عليها سبعة رؤساء حكومات بين 2006 و2012، لاتزال المهمة التي تنتظره هائلة. فبعد تسجل انكماش عام 2014 في أعقاب زيادة في ضريبة القيمة المضافة شكلت صدمة للأسر اليابانية، لم يعد بوسع اليابان إعلان نمو مزدهر هذه السنة.ولم يتغلب البلد بصورة نهائية على انهيار الأسعار، كما أن التغييرات الجريئة التي وعد بها ابي لرفع العقبات الهيكلية في وجه الاقتصاد لا تزال في بداياتها. ورأى الخبير الاقتصادي في معهد دايوا للأبحاث ساتوشي اوساناي إن المرحلة الأولى من حكومة ابي أسفرت عن تقدم، لكن المرحلة الثانية لم تكن بالازدهار ذاته. غير أن رئيس الوزراء لايزال يتمتع بنسبة شعبية مريحة تجاور 50% مع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ الصيف المقبل، وهي نسبة تبدو مدهشة، لا سيما وأن مراوحة نهجه الاقتصادي تقترن بعدم شعبية بعض التدابير.مفاعلات نوويةكما شهد عهده اعادة إطلاق أول مفاعلات نووية بالرغم من تشكيك غالبية من اليابانيين في الطاقة النووية، بعد إغلاق جميع المنشآت تدريجياً بعد مأساة فوكوشيما. وقال اختصاصي آسيا المعاصرة في جامعة تمبل في طوكيو روبير دوجاريك إن شينزو ابي يفيد من فكرة منتشرة لدى الناخبين بأن لا بديل عنه.فلا يخشى ابي أي منافسة من جانب معارضة يسار الوسط المشرذمة. وهو لديه الغالبية في مجلس النواب ومن المتوقع أن يحتفظ بتقدم كبير عند تجديد قسم من مقاعد مجلس الشيوخ عام 2016 بمساعدة حزب كوميتو الجديد الوسطي المتحالف معه. غير أن المراقبين يحذرون بأن الوقت ينفد أمام اليابان.

مشاركة :