✍️عبدالله العطيش تألمت ولم أتعلم، فطيبة القلب جريمة في هذا الزمن، فقد تقسو علينا الدروب، تضيق بنا مفترقاتُ الحياة، يشدُ اليأس جدرانه علينا، تعصف بنا رياح المحن بين الحين والآخر، تمر أوقات تضيق فيها الأرض فلا نجد من يمد يده ليطمئننا. جئت يتيماً لا أب ولا أخ ولا عم في هذه الدنيا نشأ جسدي بإحسان غير أبي, وتألمت وسأرحل في سلام دون أن يشعر بي أحد حتى ابناء وطني، ووطني الذي عشت فيه لم يكن ليشعر بأن على أرضه من يتألم، لم أعد اتحمل قسوة الحياة أم قسوة البشر, ولكن هيهات فلتأتي بما عندك يا دنيا فهناك جزء طاهر لم يصدأ بعد ألا وهو القلب. إن قسوة الحياة ليست إلا مرادفًا لقسوة من حولك.. ونحن تعودنا على تبادل القسوة بلا وعى.. حتى أصبحت حياتنا صعبة بل وأحيانا كئيبة، لغة الإحباط والتشاؤم والتباكى أصبحت سمة فى جلساتنا اليومية؛ وكأن بداخل كل منا طاقة سلبية هائلة يريد أن يفجرها فى من حوله، نتبادل نظرات التجهم والترصد والتحفز فى الشوارع وكأننا غابة استوائية ولسنا أصحاب قلوب حية. كنا نتباهى قديمًا بالأخلاق الآن نتباهى بالأملاك ونسينا تماما أن قيمة الأخلاق والفضائل أعلى بكثير من قيمة المال حتى إن كلامى هذا قد يدعو البعض للسخرية ولكنها حقيقة لا نقاش فيها مهما تلاعب بعقولنا الزمان. أشعر، وكأن الحزن بات في جميع الأشياء أصبحت حتى الطرقات، والمنزل حزينة. لا أعرف أين أذهب، وإلى من أشتكي همومي، فأنا أخبئ دموعي ممن حولي.
مشاركة :