وسعت إسرائيل وكثفت حملة قصفها العسكرية لليوم الثاني على قطاع غزة، مؤكدة أنها تستهدف حركة الجهاد، التي وصفتها بأنها ذراع إيران التي تريد تدميرها، في حين شنّت الفصائل الفلسطينية ضربات صاروخية طالت مطار تل أبيب وعدة مستوطنات، وسط استعدادات للدخول في «حرب استنزاف». غداة تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت يائير لابيد أن الفصيل الفلسطيني المسلح (وكيل لإيران يريد تدمير بلده)، كثف الجيش الإسرائيلي، أمس، عملياته العسكرية التي أطلقها أمس الأول ضد حركة الجهاد الإسلامي في غزة، وشنّ ضربات جوية ومدفعية عنيفة في محاولة لمنع الحركة من فرض معادلة جديدة تربط بين أنشطتها في القطاع المحاصر والضفة الغربية المحتلة. وعقد لابيد، أمس، اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء الأمني المصغّر، لبحث تطورات العملية التي أطلق عليها اسم «الفجر الصادق». وقال لابيد، ليل الجمعة ـ السبت، في أول رسالة له بعد بدء العملية: «مهما استغرق الأمر، سنقضي على التهديد الذي يواجه مواطنينا». وأضاف: «هذه الحكومة لديها سياسة عدم التسامح مطلقا مع أيّ محاولة هجوم، من أي نوع، من غزة». وأكد أنه «لن نقبل أي إنذار بخصوص عمليات الجيش وقوات الأمن، بما في ذلك على الجبهات الأخرى، وسيتم اعتقال كل من يجب اعتقالهم، وأي محاولة لإلحاق الأذى بالمدنيين أو الجنود ستتلقى رداً قاسياً». ودعا لابيد الإسرائيليين في المناطق القريبة من غلاف القطاع إلى اتباع التعليمات الأمنية بعد ساعات من اغتياله قائد شمال قطاع غزة بـ «سرايا القدس» الذراع العسكرية لـ «الجهاد»، تيسير الجعبري. وأجرى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أمس، جلسة مشاورات أمنية مع رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي. وأوعز غانتس في ختام الجلسة بـ «مواصلة النشاطات الهجومية ضد الجهاد، مع الأخذ بعين الاعتبار اتخاذ خطوات لإحباط إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية». من جهته، أكد المتحدث باسم الجيش، ران كوخاف، الاستعداد لـ «أيام طويلة من العمليات، قد تستغرق أسبوعا على الأقل». وأضاف: «إذا لزم الأمر ستكون أطول». وردّاً على ما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيستهدف حركة حماس خلال عملياته، أجاب كوخاف بأن «هذه العملية تستهدف الجهاد، لكننا مستعدون لأي سيناريو، ومستعدون إذا لزم الأمر لشنّ عملية واسعة». سلامي والنخالة وتزامن التصعيد في غزة مع مشاورات يجريها قائد «الجهاد»، زياد النخالة، في طهران، وفي وقت تنظر الدولة العبرية بقلق لاحتمال نجاح جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني خلال ساعات، وفق نائب منسق «الاتحاد الأوروبي» بمفاوضات فيينا إنريكي مورا. وأكد قائد الحرس الثوري خلال لقاء جمعه بالنخالة أن «رد المقاومة الفلسطينية السريع على جرائم العدوان ينبئ بأن المقاومة تدشّن مرحلة جديدة من القوة، وأن الصهاينة سيدفعون ثمناً باهظاً». وفي تصريحات منفصلة، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن «العالم شهد الليلة الماضية مرة أخرى عدوان الصهاينة»، مؤكداً أن «مقاومة سكان غزة ستسرع في زوال الكيان الصهيوني القاتل للأطفال».وقال قائد فيلق القدس إسماعيل قآني، إن «حزب الله» سيوجه الضربة الأخيرة للاحتلال، في الوقت المناسب، لإزالته من الوجود. وأكد قآني أن العمليات يتم توجيهها من طهران، مشيراً إلى أن «الكيان الصهيوني آخذ في الانحسار، وأن نحو 15 عملية يتم تنفيذها يومياً ضده». وتابع: «لن نتجاهل أبدا الأعمال الشريرة وجرائم أميركا والكيان الصهيوني بحق شعبنا وغيره من المظلومين». قصف وردّ وعلى صعيد العمليات العسكرية، أكد الجيش الإسرائيلي، أمس، أن «الجهاد» أطلقت أكثر من 160 صاروخاً من قطاع غزة منذ ظهر أمس الأول. وأوضح أن «القبة الحديدة» الدفاعية اعترضت 30 منها، وأشار الجيش إلى أنه شنّ 30 غارة جوية على 40 هدفا لـ «الجهاد» وقال إنه أطلق 155 قذيفة في اليوم الأول من الحملة العسكرية. وهدد بتوسيع عملياته في حالة تدخّل حركة حماس المسيطرة على القطاع، أو «حزب الله» اللبناني. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، اعتقال 19 قال إنهم عناصر في «الجهاد» بالضفة الغربية التي بدأت منها حالة التوتر عندما أوقفت سلطات الاحتلال القيادي البارز بسام السعدي من مخيم جنين في عملية وصفت بـ «الهمجية» الاثنين الماضي. في المقابل، أعلنت «سرايا القدس» أنها قصفت تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت. وأطلقت «سرايا القدس»، عملية «وحدة الساحات»، رداً على القصف الإسرائيلي الذي وصفته بـ «إعلان حرب». وأكدت «الجهاد»، في بيان، أن «الكلمة للميدان في ظل استمرار العدوان الذي أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء»، مشددة على استعدادها للدخول في «حرب استنزاف ضد الاحتلال»، بالتنسيق مع الفصائل المسلحة الأخرى التي تشارك بالرد حالياً. في غضون ذلك، أفادت وزارة الصحة بأن «العدوان الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 15 فلسطينيا، بينهم طفلة (5 أعوام)، وسيدة، إضافة إلى إصابة 79 بجروح مختلفة؛ نحو 16 بالمئة منهم من النساء». كما توقّفت محطة الطاقة الوحيدة في قطاع غزة عن العمل، بعد نفاد الوقود، إثر إغلاق إسرائيل المعبر البري الوحيد الذي تدخل منه السلع الأساسية منذ 5 أيام. وفي وقت تتجه الأنظار اليوم إلى مدينة القدس المحتلة، مع حلول ذكرى ما يصفه اليمين الإسرائيلي المتشدد بـ «خراب هيكل سليمان»، دعت جماعات صهيونية متشددة إلى اقتحامات واسعة لباحات المسجد الأقصى اليوم. وحذّر مراقبون من احتمال تسبب المواجهات المتوقعة عند الأقصى في إشعال مواجهة قد تجبر حركة حماس وتجر حزب الله اللبناني للدخول في جولة قتال شامل تقول الأوساط العبرية إن إسرائيل تستعد لها، بعد استدعائها 25 ألفا من القوات الاحتياطية أمس الأول. أبرز عمليات الاغتيال لقادة الفصائل لم يكن اغتيال القيادي في «سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ «حركة الجهاد الإسلامي» تيسير الجعبري سوى حلقة في سلسلة اغتيالات ممتدة عبر سنوات تنتهجها إسرائيل. وفيما يلي أبرز الاغتيالات التي نفّتها اسرائيل خلال العقدين الماضيين: • 27 أغسطس 2001، اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى بصاروخين أطلقتهما إسرائيل على مكتبه في رام الله. • 23 يوليو 2002، اغتيال مؤسس كتائب القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» صلاح شحادة. • 22 مارس 2004، اغتيال مؤسس «حماس» في غزة الشيخ أحمد ياسين. • 16 أبريل 2004 اغتيال القيادي البارز بـ «حماس» في غزة د. عبدالعزيز الرنتيسي. • الأول من يناير2009، وفي مطلع الحرب الإسرائيلية الأولى على غزة، اغتيال القيادي العسكري والسياسي في «حماس» نزار ريان. • 15 يناير 2009، وخلال الحرب الإسرائيلية الأولى على غزة، اغتيال وزير الداخلية في حكومة «حماس» سعيد صيام. • 14 نوفمبر 2012، اغتيال أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام، ما أدى لاندلاع حرب استمرت 8 أيام قتل فيها 20 إسرائيلياً و162 فلسطينياً. • 12 نوفمبر 2019 اغتيال بهاء أبو العطا، قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس، وردت الحركة بإطلاق نحو 450 صاروخاً على أهداف إسرائيلية خلال يومين مخلفة شللاً في مرافق الحياة بإسرائيل، ما أدى إلى خسائر تعادل ملياراً و150 مليون دولار. • 5 أغسطس 2022، اغتيال القائد عسكري في سرايا القدس تيسير الجعبري، الذي خلف أبو عطا في قيادة المنطقة الشمالية، بقصف على برج سكني في غزة.
مشاركة :