كشف العراق الأحد أنه يعتزم تقليص توريد المشتقات النفطية بشكل تدريجي حتى الوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه الموارد في غضون عامين ونصف العام من الآن. وقال وزير النفط إحسان عبدالجبار في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن صحيفة “الصباح” المحلية إن “العراق سيدخل مرحلة الاكتفاء شبة الذاتي للمشتقات النفطية محليا بنهاية 2025”. وأشار إلى أن خطوات الاستغناء عن استيراد المشتقات النفطية ستكون على محورين، يتعلق الأول بإدخال مصفاة كربلاء إلى مرحلة التشغيل والإنتاج في نوفمبر المقبل. وأوضح أن إنتاج هذه المصفاة سيخفض من احتياجات الطلب المحلي للمحروقات (بنزين وديزل) إلى النصف، أي من 15 مليون لتر يوميا إلى نحو سبعة ملايين لتر يوميا. إحسان عبدالجبار: لدينا محوران سنبني عليهما خططنا لتحقيق الاكتفاء الذاتي أما المحور الثاني الذي ستعمل عليه وزارة النفط فهو زيادة قدرة إنتاج مصفاة البصرة الثانية بحدود ثلاثة ملايين لتر يوميا، مما سيساعد على إنجاز مشروعي بيجي شمال بغداد والديوانية وسط البلاد، لتعويض النسبة الباقية من الاحتياجات المذكورة. ومن المرجح أن تساعد هذه الخطة على تغطية الطلب المحلي وفي مرحلة لاحقة تصدير الفائض مما قد يدر عوائد إضافية لخزينة الدولة يمكن الاستفادة منها في عملية التنمية التي لا تزال تسير ببطء رغم كل المساعي. ويريد العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك، بناء مصاف جديدة بعد أن تقلصت طاقته لتكرير النفط بشدة جراء الأضرار التي لحقت بمصفاة بيجي الأكبر في البلاد خلال سيطرة تنظيم داعش عليها في منتصف عام 2014. وسرعت الأزمة المالية خلال السنوات الماضية في تحويل أنظار العراق نحو تحسين خبراته وشراكاته لتنمية نشاط التكرير وتحسين جودة المشتقات النفطية. ففي أكتوبر 2020 دعمت الحكومة خطواتها الطامحة إلى تقليل واردات المشتقات البترولية عبر توقيع اتفاقية مع شركة جي.جي.سي اليابانية لتحسين المنتجات البترولية الصديقة للبيئة ورفع الطاقة الإنتاجية في مصافي الجنوب وتقديم التكنولوجيا الحديثة للقطاع. وسبق أن وقعت وزارة النفط في 2018 اتفاقا لبناء مصفاة نفطية قرب مدينة كركوك شمال البلاد بطاقة تبلغ 70 ألف برميل يوميا. وذكرت حينها أن الاتفاق تم توقيعه مع شركة رانية الدولية، ومقرها إقليم كردستان شبه المستقل، وأن الشركة ستكون مستثمرا في المصفاة التي ستنتج البنزين المحسن العالي الأوكتان وبعض المنتجات البترولية الأخرى. وجاء مشروع مصفاة كركوك بعد الإعلان عن خطط لبناء مصفاة في ميناء الفاو وثلاث مصاف أخرى في منطقة الناصرية جنوب العراق وفي محافظة الأنبار غرب البلاد وفي القيارة قرب مدينة الموصل شمال العراق. وقبل ذلك أبرمت بغداد اتفاقا مع شركتي باور تشاينا ونركو الصينيتين لتشييد مصفاة للنفط بطاقة 300 ألف برميل يوميا ومجمع للبتروكيمياويات في محافظة البصرة. ويرى عبدالجبار أن العراق البلد الوحيد القادر على إنتاج أكبر كمية من النفط الخام بين البلدان المنتجة للخام في تحالف أوبك+ خلال السنوات القادمة. وأوضح أن كميات الإنتاج يمكن أن تصل إلى 3.3 مليون برميل يوميا بنهاية 2028.
مشاركة :