ورفضت "جبهة التغيير والوفاق في تشاد" (فاكت)، إحدى المجموعات المتمردة الرئيسية، توقيع الاتفاق رغم الجهود التي بذلها الوسطاء في الدوحة حتى اللحظة الأخيرة لإقناعها بالانضمام إليه. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاتفاق الذي يفترض أن يفتح الطريق أمام عودة سلطة مدنية، بأنه "لحظة أساسية للشعب التشادي"، متحدثا في فيديو تم بثّها خلال مراسم التوقيع في الدوحة. لكنه شدد على ضرورة أن يكون الحوار "جامعا" لكل الأطراف ليكون ناجحا. وأعلن وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن الاتفاق يهدف إلى إحلال "سلام يكون بديلا لحرب استمرت سنوات طويلة". ووقعت حوالى 42 من أصل 47 مجموعة ممثلة في الدوحة على الاتفاق الإثنين مع المجلس العسكري. وبدأت المحادثات بين الحكومة التشاديّة والجماعات المسلّحة في 13 آذار/مارس 2022 برعاية قطر، سعيا لوضع حدّ لاضطرابات تُعاني منها منذ عقود البلاد البالغ عدد سكّانها 16 مليون نسمة والتي شهدت انقلابات عدّة. نُصّب ديبي رئيسًا للمجلس العسكري في نيسان/أبريل 2021 غداة مقتل والده على الجبهة التي كانت تشهد مواجهات مع متمرّدين، بعدما حكم تشاد بقبضة حديد لأكثر من 30 عامًا. ووعد على الفور بتنظيم انتخابات حرة وديموقراطية في مهلة 18 شهرًا بعد "حوار وطني جامع" مع المعارضة السياسية والحركات المتمردة. لكنّ محادثات الدوحة تعرقلت مرّةً تلو أخرى، بينما لم تعقد المعارضة محادثات مباشرة بعد مع ممثّلين للحكومة.
مشاركة :