الإفتاء المصرية: تسجيل البغدادي يؤكد تراجع أعداد المنتمين لتنظيمه

  • 12/28/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في حين أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال استقباله المواطنة العراقية الإيزيدية نادية مراد أمس، إن «الأزهر يفند مزاعم تنظيم داعش الإرهابي عبر قوافل السلام التي تجوب العالم». ردت دار الإفتاء المصرية على التسجيل الصوتي لزعيم «داعش»، مؤكدة أن تسجيل أبو بكر البغدادي يؤكد تراجع أعداد المقاتلين بين صفوف «داعش» وانصرافهم عن التنظيم نتيجة لصدمتهم في أفكاره المتطرفة. والتقت الفتاة العراقية التي جرى اغتصابها على يد «داعش» الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول من أمس، وطلبت زيارة الأزهر للرد على تساؤلات حول تنظيم داعش. وأعرب الطيب خلال لقاء المواطنة العراقية عن تعاطف الأزهر مع مأساتها الإنسانية التي تمت على يد تنظيم داعش الإرهابي، والذي يخالف بأفعاله الإجرامية كافة الشرائع والأديان السماوية، وكذلك المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية التي تحرم الاعتداء على النفس البشرية أيا كان معتقدها أو لونها أو جنسها. وأكد الطيب أن الأزهر يواصل الليل بالنهار من أجل نشر الفكر الوسطي للإسلام ومواجهة كافة الانحرافات الفكرية وتفنيد مزاعم تنظيم داعش التي يستند إليها لتبرير أعماله الوحشية التي لا تمت إلى الدين الإسلامي بأي صلة أو سبب، وذلك من خلال مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، وقوافل السلام التي تجوب مختلف دول العالم، مشددا على أن الإسلام يقبل الآخر ويتعايش معه على أساس من المواطنة، وفي إطار من التسامح والرحمة والسلام. من جانبها، أعربت المواطنة العراقية الإيزيدية عن تقديرها لدور الأزهر وجهود شيخه من أجل إرساء السلام المجتمعي، ودعم أواصر الأخوة الإنسانية، ومواجهة فكر الجماعات الإرهابية التي ترتكب أعمالها البربرية باسم الدين الإسلامي، مؤكدة أن الإيزيديين في العراق تعرضوا لهجمات وحشية على يد «داعش» في منطقة سنجار شمالي العراق، مؤكدة أن المسلمين والإيزيديين عاشوا في العراق عبر تاريخه الطويل في جو من التسامح والتعايش السلمي فيما بينهم. مطالبة دول العالم الإسلامي بإبراز رفضها لما تقوم به كافة الجماعات المسلحة، وبضرورة تعاونها للقضاء على الإرهاب بكافة أشكاله وصوره. في غضون ذلك، أكدت دار الإفتاء المصرية أمس، أن الهجوم على الدول الإسلامية وتكفير حكامها والطعن في شرعيتها هي إحدى الوسائل الخبيثة لدى تنظيمات التكفير عامة وتنظيم داعش على وجه الخصوص، لضرب المجتمعات والدول وزرع الشقاق بين أبنائها وهدم السلام الاجتماعي والديني، وتحويل الأمر كله إلى فتن وصراعات يكون الولاء فيها للطائفة بدلا من الأوطان، لتقوم التنظيمات مقام الدول ولتتحول المنطقة العربية والإسلامية كلها إلى ساحة للاقتتال الطائفي والمذهبي المفضي إلى الفوضى والدمار. وشدد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة بدار الإفتاء، في رده على التسجيل الصوتي لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، أن توعد «داعش» بشن هجمات ضد إسرائيل ما هو إلا إثبات حالة وغسيل سمعة، الهدف منه ضم المزيد من المقاتلين إلى صفوفه، وخاصة من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، بعد تراجع أعداد المقاتلين بين صفوفه، سواء بانصرافهم عن التنظيم نتيجة لصدمتهم في أفكاره المتطرفة، أو تراجع الأعداد نتيجة كثرة القتلى بين صفوفه. وأضاف: إنها محاولة من التنظيم للرد على منتقديه بتخاذله عن القضية الفلسطينية، ومحاربته الجيوش العربية والإسلامية بدلاً من إسرائيل. وتابعت الإفتاء: إن التسجيل الصوتي المنسوب للبغدادي، الذي يتوعد فيه الإسرائيليين بأن تكون فلسطين مقبرة لهم بعد دخول «داعش» إلى فلسطين قريبا؛ جاء ليناقض ما أعلنه التنظيم في يوليو (تموز) من العام الماضي، من أن «الله في القرآن الكريم لم يأمرنا بقتال إسرائيل أو اليهود حتى نقاتل المرتدين والمنافقين»؛ في إشارة إلى أن التنظيم كان في السابق يعطي أولوية لقتال المنافقين الذين يراهم أشد خطرًا من الكافرين الأصليين. وأكد مرصد الإفتاء أن دعوات «داعش» للوصول إلى القدس وروما، الغرض منها ربطها بسياقات دينية وتاريخية مرتبطة بأحداث نهاية الزمان، مشيرا إلى أن «داعش» يستند إلى النبوءات التي تؤكد أن قوة من الشمال ستحرر فلسطين وبيت المقدس من اليهود، وبما أن دولتهم المزعومة وخلافتهم تقع في العراق التي بدورها تقع شمال وشرق فلسطين، فإنهم هم من تحدثوا عن تلك النبوءة.. وبالتالي فإن هذا يعزز الإحساس لدى من يؤمنون بهذه النبوءات بأن «داعش» هم هؤلاء الذين سيحررون بيت المقدس في آخر الزمان. وأوضح المرصد أن التنظيم دأب على الاستناد إلى بعض النصوص للتأكيد على أنهم دولة الخلافة، وأنهم هم من يمثلون الخلافة الإسلامية التي تأتي في نهاية الزمان وستحرر بدورها المقدسات الإسلامية، وهو بهذه الدعوة تحديدا يريد أن يؤكد على ذلك، استنادا إلى بعض الأحاديث والتي منها ما جاء في مسند الإمام أحمد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك». وبيَّن المرصد أن سوق مثل هذه الأدلة وانتزاعها من سياقها دأب هذه التنظيمات، وذلك للتأكيد على مشروعيتهم، وأحقيتهم في الخلافة، مضيفا أن هذه الدعوة بتحرير بيت المقدس ليست الأولى للتنظيم ولن تكون الأخيرة؛ بل هي مجرد سلاح يدغدغ به مشاعر المسلمين بين وقت وآخر، للحصول على مزيد من الأتباع.

مشاركة :