داعش وطهران.. الشك حين يقترب من اليقين

  • 12/28/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كانت مجرد شكوك تلك التي تحوم حول علاقة إيران بتنظيم داعش، استنادا إلى حرص النظام الإيراني على الادعاء بالقدرة على التفرد بمواجهة التنظيم، والإيحاء للآخرين بأنه القوة الوحيدة في العالم القادرة على كبح جماحه، ومن ثم رفض التحالف الدولي الذي قام لمحاربته، في الوقت الذي لم تطلق فيه إيران رصاصة واحدة باتجاه التنظيم، رغم حضورها إلى جانبه في المشهد العراقي والسوري على حد سواء عسكريا ومخابراتيا.. هذا إلى جانب أنها لم تتعرض لأي أذى من قبل التنظيم الذي تبنى الكثير من الأعمال الإرهابية على امتداد الساحتين الإقليمية والدولية. كل هذه الأمور تكفي لإثارة الشكوك حول ضلوع النظام الإيراني في رعاية أو على الأقل مهادنة داعش، غير أن موقفها المتوتر والمعلن من قيام التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، والذي تبنته ودعت إليه المملكة، يؤكد بجلاء تلك الشكوك، ويرفعها إلى مستوى اليقين، خاصة بعد خروج الكثير من الساسة الإيرانيين عن النص في سياق تشكيكهم في هذا التحالف الذي يضم أكثر من 37 دولة إسلامية قابلة للزيادة، ومحاولتهم اليائسة إثارة الغبار حول أهدافه، رغم أنه دوليا قطع دابر اتهام الإسلام والمسلمين بالإرهاب، كما وضع الإيرانيين في دائرة الاتهام المباشر إن لم يكن بالوقوف خلف بروز هذا التنظيم الذي يجاورها، وتتعايش معه بسلام في كل من العراق وسوريا دون أن يحدث بينهما أي احتكاك، فعلى الأقل بالاستفادة من وجوده واستثماره لصالح سياساتها العدوانية والتوسعية، وإلا فما معنى هذه الهبة العارمة التي لم تهدأ منذ ساعة الإعلان عن قيام التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب، والذي كان من المفترض أن يكون النظام الإيراني -كما غيره- أول المرحبين بقيامه، والساعين للانضمام إليه عوضا عن هذه الغوغائية التي تستهدف التشكيك في غاياته وأهدافه، وبالتالي عرقلة جهوده. وموقف إيران العدائي من المملكة لا يكفي ساستها لإقناع العالم بإثارة كل هذه البلبلة حول التحالف، إلا إذا كان ذلك العداء الإيراني ينسحب على 37 دولة، فهذا شأن آخر، وهذا يعني أن إيران تشكك في الأمة برمتها، وهي ذريعة المدان حينما تحاصره القرائن والحقائق، حيث لا يتورع عن توزيع التهم والشكوك على أوسع نطاق في محاولة للانعتاق من غائلة التهمة التي كشف أبعادها هذا التحالف المبارك، والذي تم بضربة معلم، وبسرعة لم تستوعبها إيران، ولا كل القوى التي اعتادت أن تلتقي في الغرف المعتمة مع تلك التنظيمات المشبوهة للترتيبات وتقسيم المغانم، حيث بدأ بعض الساسة الإيرانيين كمن يحاول استلحاق الغطاء الذي انحسر عن جسد نظامه العاري، الذي تعرّى أكثر فأكثر بالتقاء غالبية منظومة العمل الإسلامي لمحاربة داء الإرهاب ومن يقف خلفه، وهو ما بات واضحا أنه يضرب مصالح سادة طهران وسياساتهم التي لا ترعى إلّا ولا ذمة.

مشاركة :