الولايات المتحدة المشكلة وليست الحل

  • 8/10/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إن‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬الأخيرة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وفلسطين‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬فاشلة‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتفعيل‭ ‬وإعادة‭ ‬إحياء‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬الراكدة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬هو‭ ‬ببساطة‭ ‬تسمية‭ ‬خاطئة‭.‬ لكي‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬البيان‭ ‬دقيقًا،‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬أن‭ ‬تشير‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬رغبة‭ ‬رمزية‭ ‬في‭ ‬الضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إطلاق‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬والقيادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.‬ وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الاعتبارات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية،‭ ‬فإن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحالية‭ ‬فعلت‭ ‬العكس‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬موضح‭ ‬في‭ ‬أقوال‭ ‬وأفعال‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭. ‬فقد‭ ‬زعم‭ ‬أن‭ ‬التزام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يتغير‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأرضية‭ ‬ليست‭ ‬ناضجة‮»‬‭ ‬للمفاوضات‭.‬ وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬برئاسة‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬استعدادها‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬المفاوضات،‭ ‬لا‭ ‬يسع‭ ‬المرء‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬متوقفة‭ ‬بسبب‭ ‬تعنت‭ ‬إسرائيل‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬قادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬الأحزاب‭ ‬الرئيسية‭ ‬يؤيد‭ ‬المفاوضات،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بعملية‭ ‬السلام‭ ‬كهدف‭ ‬استراتيجي‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ليست‭ ‬الطرف‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬عليه‭ ‬اللوم‭. ‬لقد‭ ‬أوضح‭ ‬الأمريكيون،‭ ‬أيضًا،‭ ‬أنهم‭ ‬انتقلوا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الزيف‭ ‬السياسي‭ ‬تمامًا،‭ ‬الذي‭ ‬كرسوه‭ ‬واستمروا‭ ‬في‭ ‬ممارسته‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والفلسطينيين‭.‬ في‭ ‬الواقع،‭ ‬فإن‭ ‬المسمار‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬دق‭ ‬في‭ ‬نعش‭ ‬‮«‬الحل‭ ‬التفاوضي‮»‬‭ ‬قد‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬والتي‭ ‬دعمت‭ ‬ببساطة‭ ‬كل‭ ‬مطالبة‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬نبذت‭ ‬جميع‭ ‬المطالب‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المشروعة‭.‬ عادة‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والعرب‭ ‬والأصوات‭ ‬التقدمية‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لفشلها‭ ‬في‭ ‬نقض‭ ‬خطوات‭ ‬ترامب‭ ‬المتحيزة‭ ‬لصالح‭ ‬إسرائيل‭: ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬إلى‭ ‬القدس،‭ ‬وإغلاق‭ ‬القنصلية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وقبول‭ ‬المزاعم‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬بشأن‭ ‬ولايتها‭ ‬القضائية‭ ‬على‭ ‬المستوطنات‭ ‬اليهودية‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬المقامة‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وهلم‭ ‬جرا‭.‬ حتى‭ ‬لو‭ ‬افترض‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬نقض‭ ‬بعض‭ ‬أو‭ ‬كل‭ ‬تصرفات‭ ‬ترامب‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬فما‭ ‬فائدة‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬المخطط‭ ‬الأكبر‭ ‬للأشياء؟ كانت‭ ‬واشنطن،‭ ‬ولا‭ ‬تزال،‭ ‬المتبرع‭ ‬الأكبر‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬حيث‭ ‬مولت‭ ‬احتلالها‭ ‬العسكري‭ ‬لفلسطين‭ ‬بمنحة‭ ‬سنوية‭ ‬قدرها‭ ‬4‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المخططات‭ ‬الأخرى،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ميزانية‭ ‬ضخمة‭ ‬ومتنامية‭ ‬مخصصة‭ ‬للقبة‭ ‬الحديدية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وحدها‭.‬ بقدر‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬سنوات‭ ‬ترامب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تقويض‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬عادل‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لفلسطين،‭ ‬فإن‭ ‬سياسات‭ ‬بايدن‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬استمرار‭ ‬لإرث‭ ‬أمريكي‭ ‬قائم‭ ‬مؤيد‭ ‬لإسرائيل‭ ‬يتجاوز‭ ‬إرث‭ ‬ترامب‭ ‬بعقود‭.‬ أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬فقد‭ ‬حققت‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬هدفها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬التصريح‭ ‬السيئ‭ ‬السمعة‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمجلس‭ ‬الاستيطان‭ ‬اليهودي‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬المعروف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬يشع‮»‬،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أتباهى‭ ‬بأننا‭ ‬انتصرنا‭. (...) ‬قد‭ ‬يقول‭ ‬الآخرون‭ ‬إننا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬فزنا‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الانتصار‮»‬‭ ‬المفترض‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬الاحتيالية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُنسب‭ ‬إلى‭ ‬ترامب‭ ‬وحده‭. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الآخرين‭ ‬أيضا‭ ‬مفيدين‭ ‬للغاية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ومخططاتها‭.‬ في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المفهوم‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬أن‭ ‬السياسيين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬يدعمون‭ ‬إسرائيل‭ ‬بدافع‭ ‬المصلحة‭ ‬المطلقة‭ ‬البحتة،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فإن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استرضاء‭ ‬اللوبي‭ ‬المؤيد‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬العاصمة‭ ‬ودعم‭ ‬بايدن‭ ‬وغيره‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬أساس‭ ‬أيديولوجي‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬خجولًا‭ ‬عندما‭ ‬كرر‭ ‬قوله‭ ‬لدى‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬مطار‭ ‬بن‭ ‬غوريون‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬يوليو،‭ ‬تصريحه‭ ‬المعروف‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬يومها‭: ‬‮«‬لا‭ ‬داعي‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬يهوديا‭ ‬لتكون‭ ‬صهيونيا‮»‬‭.‬ وبالتالي،‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬محيرًا‭ ‬سماع‭ ‬المسؤولين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يدعون‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ - ‬وبايدن‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ - ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬لإنهاء‭ ‬احتلالها‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬55‭ ‬عامًا‭ ‬للقدس‭ ‬الشرقية‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وغزة‭.‬ قال‭ ‬مهند‭ ‬العكلوك،‭ ‬المندوب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تمارس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬ضغطًا‭ ‬عمليًا‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬و«تمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لعملية‭ ‬سياسية‭ ‬عادلة‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬و«تفي‭ ‬بدورها‭ ‬كراعٍ‭ ‬عادل‭ ‬لعملية‭ ‬السلام‮»‬‭.‬ ومن‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬حقًا‭ ‬أن‭ ‬واشنطن،‭ ‬بسجلها‭ ‬السيئ‭ ‬من‭ ‬التحيز‭ ‬المؤيد‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منقذًا‭ ‬للفلسطينيين‭.‬ وقال‭ ‬مسؤول‭ ‬فلسطيني‭ ‬آخر‭ ‬للعرب‭ ‬الجديد‭ ‬إن‭ ‬رئيس‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬‮«‬أصيب‭ ‬بخيبة‭ ‬أمل‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬زيارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الزعيم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬‮«‬توقع‭ ‬أن‭ ‬يحرز‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬تقدمًا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬السلام‮»‬‭.‬ واستمر‭ ‬المصدر‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬سلطة‭ ‬عباس‭ ‬تعقد‭ ‬اجتماعات‭ ‬مع‭ ‬ممثلين‭ ‬من‭ ‬‮«‬الدول‭ ‬القوية‮»‬‭ ‬لتحل‭ ‬محل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كرعاة‭ ‬للمفاوضات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ترعاها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬ إن‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬من‭ ‬تدبير‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬أسلوبًا‭ ‬فريدًا‭ ‬للخدمة‭ ‬الذاتية‭ ‬تم‭ ‬صياغته‭ ‬لضمان‭ ‬بقاء‭ ‬أولويات‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الصدارة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬ يعتبر‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬أن‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تؤد‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬الاستعمار‭ ‬الاستيطاني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لفلسطين،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬تحط‭ ‬من‭ ‬المطالب‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬تهمشها‭. ‬لقد‭ ‬بُنيت‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬العملية‮»‬‭ ‬أيضًا‭ ‬بهدف‭ ‬تهميش‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬كإطار‭ ‬مرجعي‭ ‬سياسي‭ ‬وقانوني‭ ‬للاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لفلسطين‭.‬ وحتى‭ ‬لو‭ ‬وافقت‭ ‬الصين‭ ‬أو‭ ‬روسيا‭ ‬أو‭ ‬الهند،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يُفترض،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الرعاة‭ ‬الجدد‭ ‬لـ«عملية‭ ‬السلام‮»‬،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬سبب‭ ‬لدخول‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬في‭ ‬مفاوضات‭ ‬مستقبلية،‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬الاستعمارية‭ ‬بدعم‭ ‬أمريكي‭ ‬كامل‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ليس‭ ‬لدى‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬نفوذ‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فهي‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬الهادف‭ ‬على‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬لاحترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬ حان‭ ‬الوقت‭ ‬لكي‭ ‬يتوقف‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬عن‭ ‬استثمار‭ ‬رأسمالهم‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬إدارة‭ ‬أخرى‭. ‬ما‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليه‭ ‬ليس‭ ‬راعيا‭ ‬‮«‬قويًا‮»‬‭ ‬جديدًا‭ ‬لـ«عملية‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬ولكن‭ ‬نضالًا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القاعدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬والتحرير‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬الوطن،‭ ‬نضالًا‭ ‬يحفز‭ ‬طاقات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬نفسه‭.‬   { أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

مشاركة :