أوضحت الروائية سناء الغامدي أن فكرة روايتها عطر السكب جاءت لتسلط الضوء على حقبة مهمة في منطقة الباحة (جنوب المملكة)، والتي شهدت حربا مع الأتراك لتضمنها في فصول الرواية الاخيرة، رغم أنها كانت الفكرة المحرضة لكتابة العمل؛ بهدف تقديم جزء من تاريخ المنطقة الذي يكثر حوله الحديث واللغط. وأشارت الغامدي في حديث لـ الجسر الثقافي على هامش توقيع روايتها في معرض الكتاب بجدة، إلى أن الهدف الأساسي من الرواية هو تقديمها بشكل قصصي مطول ومشوق، واقتصرته على معركة واحدة؛ لوضع القارئ في تصور واضح، خصوصا وأنها تجربتها الأولى في الكتابة التاريخية. وأضافت: لتصل تلك الأفكار البسيطة والمهمة لشريحة أكبر من القراء - وليس فقط هواة السرد التاريخي-؛ ارتأيت تقديم ذلك بأحداث اجتماعية في الوقت الحالي واستشراف تلك الفصول عن طريقها، خصوصا وأن الأحداث التاريخية في الرواية أتت بعد مقدمات مباشرة تارة وتارة ضمنية، وأرى أنها متناسقة في سردها مع بقية الفصول، أما عن المصادر التاريخية فهي قليلة جدا، فهناك بعض المراجع التي وثقت تلك الحروب والمعارك دون تفصيل، بل قد يورد أمر المعركة بكاملها في سطر واحد. ولفتت الغامدي إلى أن إمكانية الوصول للمصادر لم يكن بالسهولة كما كانت تعتقد في البداية، ما جعلها تمضي ما يقارب أربعة أشهر وهي تبحث وتقرأ، لتأخذ ما وجدته، وتستمر بالسؤال دون أي تردد لكل من تستشف بأن لديه جزءا من معلومة تاريخية عن المنطقة. وقالت: سألت الكثير من المختصين والتاريخيين حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعية: كالفيسبوك وتويتر، وحقيقة لم يبخل علي أحد بمعلومة غير أن المراجع الموجودة لدي كانت هي نفسها عند الأغلب. واختتمت الغامدي حديثها حول تجربتها الروائية بأنها عاشت ماضي المنطقة أيضا في جميل الموروث من شعبيات وأدبيات، حيث كانت تستمع للقصائد الشعبية من كبار السن وكانت تقرأ بعض ما دون منها حول المنطقة، وهو ما نقل لها تصورا لا بأس به كوّن لخيالها أدوات جيدة بمفردات ثقافية واجتماعية. الغامدي توقع روايتها في معرض جدة للكتاب