حمّل فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية في ليبيا، غريمه عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، المسؤولية عن «كل قطرة دم تسفك»، واتهمه بحكم البلاد بـ«الرشوة والإرهاب»، بينما جدد الدبيبة تمسكه بالسلطة، ودعا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة منذ نهاية العام الماضي. وقال باشاغا في كلمة ألقاها مساء أول من أمس: «منذ سنة شهور ونحن نمد أيدينا للسلام، وطوال الفترة السابقة كانت الحكومة (المنتهية الولاية) ترد علينا بالتصعيد والوعيد والقتل، والاعتقالات لكل من عارضها». واتهم الدبيبة بـ«الإصرار على الحكم بالقوة وبلا شرعية»، محذرا من أن «الوضع خطير جدا، ولا يمكن لأي وطني غيور أن يرضى باستمرار هذه الفوضى إلى ما لا نهاية، كما لا يمكن رهن مستقبل ليبيا لهوى شخص، ومجموعة من أسرته الذين يتحكمون في مصير البلاد». وبعدما أشار إلى انعدام الخدمات، وانتشار الفساد بشكل غير مسبوق، قال باشاغا، الذي نفذت ميليشيات مسلحة موالية له عرضا عسكريا بمدينة مصراتة، إنه ليس طالبا للسلطة ولم يفرض نفسه على أحد، مضيفا «نحن لم نستخدم القوة، ولا السلاح أو التهديد في ممارسة حقوقنا السياسية، ولم نقاتل إلا حينما فرض علينا القتال... وقد أصبحنا نعاني من حكم فرد ومجموعة من أسرته... شخص يعتقد نفسه أكبر من مصراتة وليبيا... ومن المؤسف أن نرى اليوم مجموعة خارجة على القانون تعيد إلينا الديكتاتورية والاستبداد». في المقابل، قال الدبيبة إنه يجب إجراء الاستحقاق الوطني، الذي يضمن التداول السلمي على السلطة من خلال انتخابات حرة ونزيهة، تحقق آمال هذا الشعب في الاستقرار والتنمية والعيش الكريم. ودعا في كلمة ألقاها خلال الاحتفال الذي أقيم بـ«ميدان الشهداء» وسط العاصمة بمناسبة الذكرى 82 لتأسيس الجيش، إلى توحيد الصفوف والتعلم من تجارب الماضي «لمن يلوّح بالحرب». مؤكدا ثقته بأن الجيش الليبي «لن يتسبب في حروب جديدة تدمر البلد، ولن يوجه فوهات بنادقه لصدور أبناء هذا الوطن». بدوره، قال محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، الذي شارك ونائباه عبد الله اللافي وموسى الكوني في الاحتفال، إن المجلس الرئاسي «يسعى لبناء المؤسسة العسكرية بناءً وطنياً وحديثاً، يتجاوز المناطقية والجهوية»، واعتبر أن «الخيارات باتت واضحة، فإما وطنٌ واحدٌ بجيش واحد، يحفظ حدوده ومقدراته وأمنه، وإما سنوات مقبلة من الحروب الأهلية، وضياع المقدرات والحقوق، واختلال الأمن، وتشظي الوطن، وطمع كل طامع». واعتبر المنفي أنه «لا بديل عن إعادة بناء المؤسسة العسكرية»، لافتا إلى أن «كل التشكيلات المسلحة لن تغني عن جيش وطني، وقيادة عسكرية تمتثل للقانون والدستور، وتعمل تحت السلطة المدنية التي يختارها الشعب»، مؤكدا أنه يعمل على إزالة «التشوهات البنيوية في الجيش، وخلق الثقة بين رئاسة أركانه في شرق وغرب وجنوب البلاد». بدوره، اعتبر السفير الأميركي، ريتشارد نورلاند، أن الذكرى 82 لتأسيس الجيش الليبي «دلالة على الدور المهم الذي يضطلع به العسكريون الليبيون الملتزمون بخدمة الشعب الليبي»، معربا عن تطلع سفارته وقيادة القوات الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» إلى دعم التقدم المستمر بقيادة ليبيا لإعادة توحيد الجيش الليبي، بما في ذلك جهود محمد الحداد، وعبد الرازق الناظوري رئيس أركان «الجيش الوطني»، واللجنة العسكرية المشتركة (5 5). كما أعلن نورلاند مع تغيير القيادة في «أفريكوم»، ترحيب السفارة بالجنرال مايكل لانغلي، وأشاد بالجنرال ستيفن تاونسند لمساهماته في دعم الاستقرار وتعزيز الأمن في ليبيا.
مشاركة :