بكين - الوكالات: وعدت الصين أمس بألا تترك «أي هامش مناورة» لمؤيدي استقلال تايوان، مؤكدة أن «استخدام القوة» لاستعادة الجزيرة مازال مطروحا «كملاذ أخير». يأتي هذا التحذير الجديد بعد مناورات عسكرية صينية مكثفة جرت في الأيام الأخيرة حول الجزيرة ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايبيه. واعتبرت بكين «استفزازا» زيارة ثالث مسؤولة في هرم السلطة في الولايات المتحدة التي كانت قد تعهدت بعدم إقامة علاقة رسمية مع أراضي الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها. ونشر «مكتب شؤون تايوان» الهيئة الحكومية الصينية «كتابا أبيض» أمس يشرح بالتفصيل كيف تخطط بكين لاستعادة السيطرة على الجزيرة وخصوصا عبر حوافز اقتصادية. وجاء في الوثيقة التي تبدو أقرب إلى يد ممدودة للسلطات التايوانية: «نحن على استعداد لخلق مساحة واسعة (للتعاون) من أجل تحقيق إعادة توحيد على نحو سلمي». لكنها أضافت: «لن نترك أي هامش مناورة للأعمال الانفصالية التي تهدف إلى استقلال زائف لتايوان، أيا كانت». وتعتبر الصين تايوان التي يبلغ عدد سكانها حوالي 23 مليون نسمة جزءا لا يتجزأ من أراضيها لم تنجح بعد في إعادة توحيده مع بقية البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في 1949. وخلال سبعة عقود لم يتمكن الجيش الشيوعي من استعادة الجزيرة التي بقيت تحت سيطرة جمهورية الصين، النظام الذي حكم في الماضي الصين القارية ولا يحكم سوى تايوان اليوم. وقالت بكين في «كتابها الأبيض» وهو الأول حول هذا الموضوع منذ عام 2000: «لسنا ملتزمين بالتخلي عن استخدام القوة». لكنها أوضحت بعد ذلك أنه «يمكن استخدام القوة كملاذ أخير، في ظروف قاهرة. سنضطر إلى اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة استفزازات الانفصاليين أو قوى خارجية إذا تجاوزوا خطوطنا الحمر». ويتضمن الكتاب الأبيض وعودا بازدهار اقتصادي بعد «إعادة التوحيد»، إذ تقترح الصين تعزيز العلاقات الثقافية وفي مجال الضمان الاجتماعي والصحة وحتى تعزيز «التكامل» الاقتصادي بشكل أفضل وخصوصا عبر «سياسات تفضيلية». ويؤكد النص أنه «بوجود وطن قوي يعتمد عليه، سيكون مواطنو تايوان أقوى وأكثر ثقة وأكثر أمانًا وسيحظون بقدر أكبر من الاحترام على الساحة الدولية». ومنذ ثمانينيات القرن الماضي تطور النظام السياسي باتجاه الديمقراطية في تايوان بعدما كان في الماضي استبداديا. وبدأ الشباب في تايوان ولا سيما في السنوات الأخيرة تطوير هوية مختلفة عن هوية الصين القارية. وشجع ذلك الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد للاستقلال، وهو حزب الرئيسة الحالية تساي إنغ وين، التي تولت السلطة في 2016. وخلافا للحكومة السابقة ترفض تساي اعتبار تايوان والبر الرئيسي للصين جزءًا من «صين واحدة»، وهذا الموقف تسبب بتوتر شديد مع الصين. وعلى الرغم من التوتر في الأيام الأخيرة توجه السياسي التايواني المعارض أندرو سيا لي يان إلى البر الرئيسي للصين أمس ليلتقي هناك خلال أغسطس بعد حجر صحي رجال أعمال وطلابا من الجزيرة. وقال الجيش الصيني أمس إنه «أكمل مهام مختلفة» حول تايوان لكنه سيجري دوريات منتظمة، في اشارة إلى احتمال أن ينهي مناورات حربية استمرت أياما لكن مع استمرار ضغط بكين على الجزيرة. وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن 17 مقاتلة صينية عبرت الخط الفاصل الذي يقسم مضيق تايوان أمس.
مشاركة :