السيول والأمطار الغزيرة تفاقم معاناة النازحين في اليمن

  • 8/11/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رغم الهدنة الأممية في اليمن والهدوء الحذر في الجبهات، وجد نازحو مأرب أنفسهم خلال الأيام القليلة الماضية في مواجهة نكبة جديدة، تمثلت بالسيول التي ضربت أجزاء من المحافظة، جراء أمطار غزيرة، هطلت بشكل استثنائي على مناطق متفرقة من اليمن. وألحقت السيول أضراراً جسيمة بالمنازل ومخيمات النازحين في مأرب، التي لاذ بها خلال أعوام الحرب اليمنية، أكثر من مليونيْن وربع المليون نازح، هرباً من إرهاب الحوثي. وأكد تقرير حكومي صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين وفاة وإصابة 8 نازحين وفقد 6 في محافظة مأرب. ووجه رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالتنسيق مع السلطة المحلية بمحافظة مأرب، بتنفيذ معالجات فورية لتقليل آثار كارثة السيول. ولقي 14 شخصاً على الأقل حتفهم، وأصيب عدد آخر في صنعاء ومحافظتي حجة ومأرب جراء هطول أمطار غزيرة غير مسبوقة. وتسببت الأمطار في سيول جارفة بفعل منخفض جوي، وبهذا يرتفع إجمالي عدد الضحايا منذ بدء السيول في اليمن الشهر الماضي إلى 59 شخصاً. وقال مسؤول محلي في صنعاء إن السيول والأمطار تسببت في تهدم عدد كبير من المنازل والمباني الطينية، وانسداد قنوات تصريف المياه. وأضاف أن «ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم وأصيب 16 آخرون في صنعاء بينهم طفلتان توفيتا، وأصيبت الأم في منطقة وادي أحمد بعد سقوط خزان مياه في سطح المنزل عليهم، فيما لقي شاب في العشرينيات من عمره حتفه بمديرية معين في غرب صنعاء». وأبلغت مصادر محلية في محافظة حجة بشمال غرب البلاد، بأن طفلين من أسرة واحدة توفيا غرقاً في السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي هطلت، قبل يومين، في «عزلة بني حسن» التابعة لمديرية «عبس». وألحقت الأمطار الغزيرة أضراراً فادحة بنحو 500 منزل أثري في صنعاء القديمة المدرجة في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» لمواقع التراث العالمي. وتوقفت حركة السيارات والمركبات العامة في عدد من الشوارع والتقاطعات الرئيسة والأنفاق والجسور التي غمرتها مياه الأمطار. ووفقاً للأمم المتحدة فإن ما يقرب من 86 ألف شخص، من بينهم أكثر من 10 آلاف نازح تضرروا جراء الأمطار الغزيرة والسيول خلال الأسبوعين الماضيين في اليمن. ووسط تأكيدات مسؤولي الحكومة اليمنية على هشاشة الهدنة الأممية التي تم تجديد العمل بها مطلع هذا الشهر، حذر خبراء غربيون من أن تمديدها لشهرين فحسب لا يكفي لتهيئة الأجواء، لإيجاد حل دائم للصراع الدائر في اليمن، منذ أن استولت ميليشيات الحوثي الإرهابية على السلطة في صنعاء عام 2014. فرغم أن تمديد سريان التهدئة يشكل مبعث ارتياح لليمنيين، الذين أدت 7 سنوات وأكثر من المعارك إلى مقتل وجرح مئات الآلاف منهم، فضلاً عن تشريد ملايين آخرين، فإن تلك الخطوة لا تعالج بشكل جذري، الأسباب التي قادت لاندلاع الصراع واستمراره، وهو ما يُبقي خطر تجدد القتال قائماً طوال الوقت. ويوجب ذلك على الأمم المتحدة والقوى الدولية الكبرى، مواصلة ضغوطها على الفرقاء اليمنيين، خاصة الحوثيين المسؤولين عن نشوب الحرب في الأساس، لحملهم على الحفاظ على حالة الهدوء الحذر الحالية، والسعي لتحويلها إلى مقدمة، لاستئناف العملية السياسية، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام شامل ودائم. وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لـ«منظمة السلام العالمي»، أبرز خبراء ومتابعون للشأن اليمني، المحاولات التي بذلها المجتمع الدولي خلال الأسابيع الأخيرة، للدفع باتجاه تمديد الهدنة لستة أشهر بدلاً من شهرين، وهو ما لم يُكلل بالنجاح في نهاية المطاف، بفعل مراوغات ميليشيات الحوثي ومساعيها، لفرض شروط جديدة، والحصول على مزيد من المكاسب، من دون اكتراث بمصالح الشعب اليمني. ويُعزى فشل هذه الجهود أيضاً، إلى انتهاكات مسلحي العصابة الانقلابية للهدنة، ورفض قادتها الوفاء بالتزاماتهم بموجبها، وفي مقدمتها فتح الطرق المحيطة بمدينة تعز. وأكد الخبراء الغربيون أن تواصل تمديد الهُدن بشكل مؤقت، يحول من دون بلورة حلول أكثر ديمومة للصراع في اليمن، الذي أدى لانهيار الاقتصاد والخدمات الأساسية، وترك أكثر من 17 مليوناً من سكان هذا البلد نهبا للجوع. وحذر الخبراء من أن الهدنة اليمنية الحالية لا تزال عرضة للانتكاس في أي وقت، لا سيما وأن الميليشيات الحوثية لم تقبل بها، سوى بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها في ساحات القتال، خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري، خاصة على جبهة مأرب، التي حاولت العصابة الانقلابية الاستيلاء عليها، للاستفادة من الموقع الاستراتيجي لهذه المحافظة الغنية بالنفط كذلك.

مشاركة :