قطعت الحكومة العمانية خطوة أخرى نحو ترسيخ أسس الاستدامة في مجال الأعمال والأنشطة التجارية والإنتاجية المختلفة بالمضي قدما في تحويل قطاع اللوجستيات إلى نشاط خال من الكربون. وتعي السلطات تماما أنه لم يعد هناك متسع من الوقت لتأجيل الإصلاحات الهيكلية في اقتصاد البلاد وإعطاء نفس جديد لكافة القطاعات لتسريع دوران عجلة النمو خاصة مع تحقيقها عوائد مهمة في الأشهر الأخيرة من تجارة النفط والغاز. وفي أحدث تجسيد لخططها أعلنت المجموعة العمانية العالمية للوجستيات (أسياد) الأربعاء عن الدخول في شراكة بيئية محلية مع شركة 44.01 لإزالة الكربون وإدارة النفايات وتحقيق التنوع البيولوجي. عصام الشيباني: نركز على الأنشطة المتعلقة بحصر ثاني أكسيد الكربون وبحسب المسؤولين فإن ذلك يندرج في إطار خططها الرامية إلى تحقيق إستراتيجية الريادة البيئية وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في مختلف المجالات. وتتماشى الشراكة مع الجهود الحكومية لخفض الانبعاثات بنسبة 7 في المئة بحلول نهاية العقد الحالي بموجب اتفاقية باريس و”رؤية 2040″ لتحقيق الاستدامة البيئية. وستعمل أسياد من خلال الشراكة الجديدة على توفير مبادرات مشتركة لخفض انبعاثات الكربون في قطاع الخدمات اللوجستية والمساهمة في تطوير صناعة لوجستية مستدامة في أضعف اقتصادات المنطقة الخليجية. وأكد عصام الشيباني نائب رئيس الاستدامة في أسياد أن الشراكة تأتي لمواكبة التقدم السريع الذي يشهده قطاع الخدمات اللوجستية ودور المجموعة في وضع سلطنة عُمان في مقدمة المستفيدين من التقنيات الحديثة على مستوى العالم. ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى الشيباني قوله إن أسياد “تسعى للاستثمار في مختلف المجالات البيئية بما فيها الاستفادة من الفرص المتاحة في مجالات تحول الطاقة والتي تمثل مستقبل الطاقة عالميا”. وأوضح أن هناك تركيزا على الأنشطة المتعلقة بحصر ثاني أكسيد الكربون وتخزينه والهيدروجين الأخضر والأزرق ومصادر الطاقة المتجددة وتبني وسائل النقل المستدام الخالية من انبعاثات الكربون. وأشار إلى أن الشراكة مع 44.01 الناشئة تترجم إستراتيجية المجموعة لتمكين الشركات المحلية الناشئة والمتوسطة في مختلف المجالات التي تخدم القطاع اللوجستي وتعزيز أنشطة البحث والتطوير في سلطنة عُمان. ومن المتوقع أن تباشر 44.01 حصر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحويلها إلى صخور بشكل دائم في عملية تسمى “التمعدن”. ◙ اللوجستيات تلعب دورا كبيرا في دعم القطاعات الأخرى في البلاد مما سيزيد من محتوى الناتج المحلي الإجمالي وتؤكد الشركة المتخصصة بتقنية التقاط الهواء المباشر أن تمعدن الغاز في الصخور هو الأسلوب الأكثر أمانا والأكثر قابلية للتطوير والأكثر استدامة لتخزين ثاني أكسيد الكربون. وستعتمد هذه الشركة على تقنيات التكنولوجيا النظيفة والثورة الصناعية الرابعة في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مختلف العمليات التشغيلية التابعة للمجموعة. كما سيتعاون الطرفان على نشر الوعي بأهمية إزالة الكربون في مختلف أنشطة القطاع اللوجستي بالإضافة إلى الاستفادة من الوقود الحيوي بالشراكة مع شركة وقود المحلية الناشئة باستخدام منتجاتها وتقنياتها في الحد من انبعاثات الكربون. وبموجب الشراكة سيتم حصر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في أسطول أسياد للنقل البحري وإجراء دراسات وبحوث مشتركة لإقامة مبادرات بيئية وفق مواصفات عالمية في مختلف الأصول التابعة للمجموعة؛ دعمًا لتحقيق إستراتيجيتها نحو الريادة البيئية. طلال حسن: النقل واللوجستيات سيشهدان تحولا جذريا نحو الاستدامة وتسعى أسياد من خلال هذا التعاون إلى مواصلة تفعيل إستراتيجيتها المتمحورة حول إشراك القطاع الخاص لتحقيق النمو بمختلف عملياتها وتوفير حلول مبتكرة لعملائها. كما ترمي إلى فتح فرص تنافسية جديدة للمؤسسات المحلية الناشئة كشركة 44.01 ودعمها للتوسع والوصول للأسواق العالمية. وقال طلال حسن الرئيس التنفيذي للشركة لإزالة الكربون إن “قطاع النقل والخدمات اللوجستية سيشهد تحولا جذريا نحو الاستدامة في العقد المقبل”. وأوضح أن هذه الشراكة مع مجموعة أسياد ستسهم بشكل مباشر في تقليل البصمة الكربونية للمجموعة وضمان تحقيق أهداف السلطنة في مقاومة الاحتباس الحراري وفق الاتفاقيات الدولية الموقعة في هذا الغرض. وكان حسن قد قال في نوفمبر الماضي “حسب حساباتنا التقريبية، لدينا في المنطقة ما يكفي من البريدوتيت لتعدين ما يصل إلى 50 تريليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يشكل جل انبعاثات البشرية منذ الثورة الصناعية”. ومنذ فترة راهنت مسقط أساسا على دعم قدرات قطاعها اللوجستي بهدف تنمية الصادرات وتعزيز الربط التجاري الإقليمي والعالمي وجذب المزيد من رؤوس الأموال الخارجية عبر مبادرات تنفذها ذراعها أسياد المملوكة لجهاز الاستثمار. وتلعب اللوجستيات دورا كبيرا في دعم القطاعات الأخرى في البلاد مما سيزيد من محتوى الناتج المحلي الإجمالي، بينما تعكف مسقط على إحداث ثورة اقتصادية أسوة بما يقوم به جيرانها في المنطقة الخليجية. وتتولى أسياد من خلال إستراتيجيتها طويلة المدى دعم الصادرات المحلية إلى الدول المجاورة واختزال وقت وتكلفة التصدير وتشجيع الصناعات العمانية مع تقديم حلول أكثر كفاءة. الشراكة تتماشى مع الجهود الحكومية لخفض الانبعاثات بنسبة 7 في المئة بحلول نهاية العقد الحالي بموجب اتفاقية باريس و"رؤية 2040" لتحقيق الاستدامة البيئية وأحدثت أسياد خلال السنوات الماضية تحولا كبيرا في مجال اللوجستيات عبر تعزيز تنافسيته وتنويع خدماته إقليميا وعالميا، ورفده بمختلف الحلول والمبادرات التقنية الحديثة لاستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية والمشروعات الاقتصادية. وعزّزت الجهودُ دعمَ إسهامات القطاع في الاقتصاد العماني حيث ارتفع بنسبة 4 في المئة خلال العامين الماضيين، ما جعل أسياد التي تتجاوز قيمة أصولها 3.9 مليار دولار تحتل المرتبة الرابعة ضمن أكبر الشركات اللوجستية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتدير المجموعة ثلاثة موانئ بحرية عميقة ومنطقتين حرّتين ومنطقة اقتصادية متكاملة وعددًا من الخدمات البحرية تضم أحد أكبر الأحواض الجافة في المنطقة. كما أن لديها أسطولا من الناقلات البحرية العملاقة يتضمن 60 سفينة حديثة مدعوما بشبكة نقل بحري تربط البلد مباشرة مع 86 ميناء تجاريا في أربعين بلدا عبر مئتي رحلة أسبوعيا.
مشاركة :