عدن - أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن رشاد العليمي تشكيل لجنة لتقصّي الحقائق في المواجهات العنيفة التي اندلعت على مدار ثلاثة ايام في محافظة شبوة النفطية (جنوب شرق). والقتال بين ألوية العمالقة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات حزب الإصلاح الاخواني، هو الأشرس في اليمن منذ أبريل/نيسان حين تم الاتفاق على هدنة بين الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين الموالين لإيران. وذكر العليمي في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) في وقت متأخر الأربعاء، ان المجلس الرئاسي شكل لجنة برئاسة وزير الدفاع محسن الداعري وعضوية وزير الداخلية إبراهيم حيدان إضافة إلى 5 أعضاء أمنيين وعسكريين. وأضاف ان "هذه اللجنة ستقوم بتقصي الحقائق ومعرفة الأسباب التي أدت إلى إزهاق الأرواح في محافظة شبوة العزيزة وتحديد مسؤولية السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية ورفع النتائج إلى مجلس القيادة الرئاسي لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة". ولفت العليمي إلى أن الأحداث المؤسفة التي شهدتها محافظة شبوة "تعطي درسًا إضافيًا في أهمية الالتفاف حول سلطة الدولة وحقها في احتكار القوة واتخاذ كافة الوسائل لإنفاذ إرادتها وحماية مواطنيها". واندلعت فجر الإثنين اشتباكات عنيفة في مدينة عتق مركز محافظة شبوة بين قوات العمالقة وحزب الاصلاح. وتدخّل مجلس القيادة الرئاسي في وقت لاحق وأصدر قرارات بإقالة 4 قيادات هي: قائد محور عتق قائد اللواء 30 العميد عزير ناصر العتيقي ومدير عام شرطة المحافظة العميد عوض مسعود الدحبول وقائد فرع قوات الأمن الخاصة العميد عبدربه محمد لعكب وقائد اللواء الثاني دفاع شبوة العقيد وجدي باعوم الخليفي. وبعدها بساعات أصدر مجلس القيادة الرئاسي ومجلس الوزراء قرارات بتعيين 3 قيادات جديدة لجيش وأمن المحافظة النفطية قضت بتعيين العميد الركن عادل علي بن علي هادي قائدًا لمحور عتق وقائدًا للواء 30 مدرّع وتعيين العقيد مهيم سعيد محمد ناصر قائدًا لقوات الأمن الخاصة والعميد فؤاد محمد سالم النسي مديرًا عامًّا لشرطة محافظة شبوة". كما أدى القتال إلى أن يقدم العضو في المجلس الرئاسي عبد الله العليمي الذي ينتمي الى حزب الاصلاح استقالته لكن مصدرا مقربا منه قال إنه تم إقناعه بالعدول عن قراره لتحقيق الاستقرار في المجلس. الى ذلك، اعربت الولايات المتحدة وفرنسا الخميس عن قلقهما حيال الأحداث و"أعمال العنف" التي تشهدها محافظة شبوة. وقال السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن "تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق بشأن العنف في شبوة وترحب بجهود الرئيس رشاد العليمي ومجلس القيادة الرئاسي في تهدئة الوضع". من جهتها، قالت السفارة الفرنسية في بيان "تعرب فرنسا عن قلقها إزاء أعمال العنف في محافظة شبوة". ودعت إلى "التهدئة والتعايش السلمي لما فيه مصلحة الشعب اليمني". وتولى مجلس القيادة الرئاسي المكون من ثمانية أعضاء سلطات الرئيس في أبريل/نيسان برعاية سعودية.