مستشفيات شرق الكونغو الديموقراطية تخطت طاقتها على وقع موجة العنف الأخيرة

  • 8/11/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وبعد وقف عملياتها إلى حد كبير لسنوات، استأنفت حركة إم23 المتمردة القتال في أواخر العام الماضي واستولت من حينه على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال كيفو. وأدت الاشتباكات إلى زعزعة استقرار العلاقات الإقليمية في وسط إفريقيا، مع اتهام جمهورية الكونغو الديمقراطية جارتها الأصغر رواندا بدعم الحركة المتمردة. ورغم نفي كيغالي، أشار تقرير لم يُنشر للأمم المتحدة اطلعت عليه وكالة فرانس برس هذا الأسبوع إلى تورط رواندي. وحتى أواخر آذار/مارس، استمر مقاتلو إم23 في شن هجمات خاطفة على الجنود الكونغوليين. ثم تطور النزاع إلى قصف متبادل بالمدفعية بينما سعت الحركة إلى منع الحكومة من استعادة السيطرة على أراضٍ خسرتها. وقال أحد الجنود في المستشفى ببلدة روتشورو إن البلدة تعرضت لقصف استمر "ساعات". وهو أصيب بشظايا في منطقة تبعد 20 كلم وباتت الآن بيد المتمردين. والعديد من الجرحى في جناح المستشفى مصابون بجروح خطيرة. كما يعالج عشرات الأطفال من سوء التغذية الحاد بعد أن أرغموا على الفرار هربا من الاشتباكات. وامتنعت فرانس برس عن نشر أسماء مرضى أو أطباء في المستشفى خوفا على سلامتهم. رصاصتان في الذراع برزت مجموعة إم23 المؤلفة في غالبيتها من التوتسي الكونغوليين، في 2012 عندما سيطرت لفترة وجيزة على مدينة غوما شرق الكونغو الديموقراطية قبل أن تُطرد منها. #photo1 لكن عودة ظهورها وهجماتها المتطورة أثارا شكوكا حول تورط رواندي، الأمر الذي نفته باستمرار الدولة الصغيرة الواقعة في وسط إفريقيا. وقال قائد بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الكونغو الديموقراطية بينتو كيتا أمام مجلس الأمن مؤخرا إن متمردي حركة إم23 يتصرفون "بشكل متزايد كجيش نظامي". وهذا الأسبوع قدم خبراء مستقلون تقريرا لمجلس الأمن وجدوا فيه أن رواندا نشرت جنودها النظاميين في الكونغو الديموقراطية كما نسقت أيضا مع حركة إم23. وأثارت أعمال العنف المتزايدة من جانب إم23 موجة من الشعور الوطني، وخرجت احتجاجات مناهضة لرواندا في مختلف أنحاء البلاد في أيار/مايو وحزيران/يونيو. وفي شرق البلاد حمل البعض السلاح في وجه الغزاة المفترضين. وقال شاب متجهم الوجه في المستشفى "أصبت برصاصتين في ذراعي اليمنى" موضحا أنه انضم إلى إحدى الميليشيات للقتال إلى جانب الجنود الكونغوليين. غير أنه أصيب في هجوم لميليشيا كونغولية أخرى غير إم23، أثناء قيامه بحراسة قاعدة خلفية، في مثال على الأوضاع الفوضوية في ساحات القتال. وأضاف "الجميع لهم أجندتهم، ليس هناك أي تعاون فيما بيننا". من "المستحيل" العودة إلى الديار قلما يتمكن الجراحون وأطباء التخدير والممرضون من أخذ قسط من الراحة. وأجرى الجراحون عمليات لـ271 مريضا في حزيران/يونيو وحده، بحسب المستشفى، فيما يتلقى ثلث ذلك العدد العلاج من إصابات ناجمة عن إطلاق نار. وكشف أحد الأطباء بعد إجرائه عملية جراحية إنه يُضطر مع زملائه إلى وضع أولوليات للحالات على أساس "فرص النجاة". وأضاف "الوضع صعب جدا" لافتا مع ذلك إلى أن الأحوال كانت أسوأ بكثير في مطلع تموز/يوليو. في الطرف الآخر من المستشفى يعالج الأطباء عشرات الأطفال المصابين بسوء تغذية حاد. وبعضهم من الأكثر ضعفا يتغذون بواسطة أنابيب وآخرون تتقشر مساحات كبيرة من جلدهم. ويتقاطع صراخهم مع أصوات المعدات الطبية. وقال المسؤول عن الجناح إن المستشفى "تخطى طاقته" على الاستقبال. وحذر قائلا "إذا لم يحصل شيء في الأسابيع القادمة ستحدث كارثة". ويسود الصمت عندما يُدعى الأطفال خارجا لمشاهدة إعداد طبق طعام برفقة آبائهم. وفقط الأكثر ضعفا ممن لا يقوون على البكاء، تُركوا في جناح المستشفى. ويستغل الأطباء فترة الاستراحة للجلوس على مقاعد بلاستيكية وتصفح هواتفهم الذكية. وسأل أحدهم والدة برفقة طفلها عن احتمال عودتها إلى المنزل قريبا. وأجابت "مستحيل" مشيرة إلى اعمال العنف المستمرة. وأضافت "رجاء استمروا في مساعدتنا".

مشاركة :