أعلنت أوساط صناعية ألمانية أنها ستكون أكثر حذرا في التعامل مع الصين، في ظل تهديدات بكين ضد تايوان وتزايد أوجه التوتر السياسي. وأكد زيجفريد روسفورم، رئيس اتحاد الصناعات الألمانية أنه يرى أنه ليس مجديا الانفكاك عن الصين، إلا أنه ناشد الشركات أخذ المخاطر بعين الاعتبار. وقال روسفورم في تصريحات "الحرب الروسية علمتنا أنه يتعين علينا الاستعداد على نحو أفضل للسيناريوهات من بعض الدول". وتابع روسفورم: "يجب ألا نضع العلاقات الاقتصادية مع الصين في موضع تساؤل بشكل أساسي"، ولكنه أكد أن تحسين الاستعداد لأية "سيناريوهات متطرفة" محتملة يسري أيضا بالنسبة للصين. وقال: "نحن ندرك أوجه الاعتماد القوية حاليا على أشباه الموصلات من تايوان، أو في حالة نوعيات التربة النادرة من الصين، ويتعين علينا زيادة القدرة على الصمود". وفي سياق الشأن الألماني، أعلن المعهد الألماني لأبحاث سوق العمل والتوظيف "أي إيه بي" أن عدد الوظائف الشاغرة في سوق العمل الألماني وصل إلى مستوى قياسي غير معهود. وأوضح المعهد أمس، أن عدد هذه الوظائف بلغ 1.93 مليون وظيفة في الربع الثاني من هذا العام، لافتا إلى أن هذا العدد يزيد 11 في المائة، مقارنة بما كان عليه في الربع الأول من هذا العام. وعند مقارنة العدد بالفترة الزمنية ذاتها من العام الماضي، سيكون عدد الوظائف الشاغرة بألمانيا قد زاد 66 في المائة. وأشار المعهد إلى أن عدد الوظائف الشاغرة، التي تم رصدها في الفترة بين شهري أبريل ويونيو من هذا العام يزيد على أي عدد تم رصده في مثل هذه الفترة الزمنية منذ بدء عمل المعهد في رصد أعداد الوظائف الشاغرة في 1992. يشار إلى أن المعهد يسأل شركات بصورة دورية عن الوظائف الشاغرة لديها لإتمام مثل هذا الرصد كل عام، وحصد المعهد ردودا من نحو 7500 صاحب عمل من جميع الأوساط الاقتصادية في الربع الثاني من هذا العام. وقال الخبير الألماني لدى المعهد ألكسندر كوبيس: "على الرغم من ارتفاع مخاطر الركود، فإن عدد الوظائف الشاغرة ارتفع بقوة ووصل إلى مستوى قياسي غير معتاد". ولكن كوبيس أشار إلى أن التطور القادم يعد مجهولا، وقال: "سوق العمل يشير إلى ارتفاع الطلب على العمل، ولكن هناك مخاطر هائلة في المستقبل القريب، على سبيل المثال فيما يتعلق بالوقف المحتمل لإمدادات الغاز من روسيا". إلى ذلك، أعلنت مجموعة الاتصالات الألمانية العملاقة دويتشه تيليكوم أمس، تراجع صافي أرباحها خلال الربع الثاني من العام الحالي 22.3 في المائة إلى 1.46 مليار يورو "1.5 مليار دولار"، مقابل 1.88 مليار يورو خلال الفترة المقابلة من العام الماضي. وبلغت أرباح السهم الواحد خلال الربع الثاني 0.29 يورو بانخفاض 27.5 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي التي سجلت 0.40 يورو للسهم الواحد. وزاد صافي أرباح الشركة بعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب 15.7 في المائة سنويا إلى 2.45 مليار يورو مقابل 2.11 مليار يورو خلال الربع الثاني من العام الماضي. وفي المقابل، زادت أرباح التشغيل بعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب 5 في المائة سنويا إلى 8.8 مليار يورو، وزاد صافي الإيرادات 5.9 في المائة سنويا إلى 28.17 مليار يورو خلال الربع الثاني من العام الحالي مقابل 26.59 مليار يورو خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
مشاركة :