تهافت عشرات الآلاف من الفضوليين في ايسلندا على سلوك الطريق الشاقة والوعرة المؤدية إلى الفوهة المتكونة حديثاً في أخدود ميرادالير البركاني، بالقرب من ريكيافيك، لمراقبة المشهد المذهل للحمم البركانية التي بدأت تتصاعد قبل أسبوع من أرض الموقع. فيوم الأربعاء وحده، عندما أعيد فتح الموقع الذي أقفل ثلاثة أيام بسبب سوء الأحوال الجوية، حضر أكثر من 4600 شخص لمشاهدة الصهارة المتصاعدة، على بعد 40 كيلومتراً فحسب من العاصمة الايسلندية. وبلغ مجموع المتنزهين الذين أقبلوا حتى الآن إلى الموقع نحو 23 ألفاً، وفقاً لهيئة السياحة. وتبلغ مسافة رحلة المشي إلى فوهة البركان 14 كيلومتراً على الأقل ذهاباً وإياباً، وتشمل التسلق مسافة 300 متر، وتستغرق نحو ساعتين من أقرب موقف للسيارات. وعملت الآليات خلال أيام الإغلاق الثلاثة على تسوية المسار والحدّ من وعورته لتسهيل وصول الجمهور وفرق الإنقاذ في حالات الطوارئ. وقالت السائحة البريطانية سيلين بول لوكالة فرانس برس: «إنها أطول مسافة مشيتها على الإطلاق». وأضافت وهي تنظر إلى الحمم المتصاعدة من الأرض محدثةً هديراً متواصلاً: «أقنعني خطيبي بالمجيء، وأخبرني أنها ستكون تجربة فريدة، وهي كذلك فعلاً». وكان الزوار الذين سلكوا المسار يوم الأربعاء يحملون العصي وينتعلون أحذية خاصة بالمشي ويرتدون ملابس تقيهم المطر، في تناقض واضح مع بعض الذين سارعوا لزيارة الموقع بعد ظهور الفتحة في الأرض في 3 أغسطس الجاري، وارتدوا يومها سراويل قصيرة وصنادل. وتظهر شظايا الصهارة على التلة المشرفة على الوادي البركاني، في نهاية رحلة المشي الطويلة.
مشاركة :