محرقتا صبيح بعين مران و الصحة في الشلف أكبر شاهد على بشاعة الإستعمار الفرنسي

  • 8/13/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر محرقتا صبيح اللتان وقعتا بمنطقة الدبوسة بين بلديتي الصحيحة و عين مران شمال غرب الشلف من اكبر الشواهد و المشاهد على وحشية المجازر و الجرائم ضد الإنسانية المقترفة من الاستعمار الفرنسي خاصة أثناء فترة المقاومة الشعبية في الجزائر فخلال عامين متتاليين ما بين 1844 و 1845 أقدم قادة الاستعمار الفرنسي الغاشم على اقتراف جرائم إبادة جماعية منها محرقة صبيح التي راح ضحيتها حوالي 1500 شهيدا بمغارة شعبة الأبيار بمنطقة الدبوسة ببلدية عين مران و التي كانت هذه المحرقة امتدادا لسلسلة محارق اقترفتها السلطات و الجيش الاستعماري الفرنسي الغاشم في حق من وقف ضدها كما يقول المؤرخون عبر إقليم الظهرة الذي استعصى عليها بسبب مقاومة الامير عبد القادر و نائبه الشريف بومعزة و لقد صدق أستاذ التاريخ الحديث و المعاصر بجامعة ابن خلدون بتيارت محمد بليل حينما اعتبر ان الاستعمار في حد ذاته جريمة أساسها الاحتلال غير المبرر ثم الاستيطان و التوسع الذي رفضه كل الشعب الجزائري بما فيه قبائل منطقة الظهرة بالشلف و مستغانم و دفع ثمن ذلك روحهم في محارق و مجازر رهيبة تبقى وصمة عار في جبين المستعمر الفرنسي و للابد وأضاف أن كل محاولات المحتل للتستر على هذه الجرائم ضد الإنسانية باءت بالفشل لأن مراسلات كتبها قادته كشفت عن فضاعتها ووحشيتها ،على غرار مراسلة المارشيال بيجوالى العقيد بيسيلي الذي يأمره فيها بملاحقة أفراد قبيلة أولاد رياح بجبال الظهرة بمستغانم وارتكاب في حقهم محرقة مثلما فعل كافيناك في يونيو 1844 مع قبيلة صبيح بضواحي عين مران وبما أن منطقة الظهرة التي كانت تمتد من أورليانز ( شلف حاليا) شرقا الى مستغانم غربا استعصت على قوات الاحتلال بفعل مقاومة الأمير عبد القادر و بومعزة ،،، و استمر المستعمر الفرنسي في محاولة منه لقمع الكفاح والمقاومات الشعبية. في إتباع أسلوب المحارق والإبادة الجماعية، حيث قام للمرة الثانية، في الفترة مابين 12 الى 16 أغسطس من سنة 1845 بحصار وادراج سكان قبيلة صببح الى إحدى المغارات بالمنطقة مثلما أضاف السيد بليل وتروي الرسالة التي بعثها سانترنو الى أخيه كيف تجرد جنود المحتل بقيادته من كل معاني وقيم الإنسانية و قاموا بمحاصرة قبيلة صبيح داخل مغارة وسد جميع منافذها الخمس ومن ثم إضرام النيران وإحراقهم عن أخرهم مجازر بحاجة لكشف حقائقها وتوثيقها في الذاكرة الوطنية تتحدث مصادر فرنسية عن 500 شهيد ضحية محترفي صبيح لكن ارقام الباحثين اثبتت أن الرقم أكثر بكثير، وتفيد مصادر محلية وباحثين في تاريخ المنطقة عن استشهاد أزيد من 1500 شخص ،علما ان المستعمر الغاشم حاول بكل الطرق ان تبقى مثل هذه الجرائم طي الكتمان والنسيان والتضليل وتبقى المحرقات بحاجة الى المزيد من الاهتمام والدراسة وتوجيه البحوث الأكاديمية نحوها لكشف الحقائق المتعلقة بهما كما أشار إليه رئيس فرع أكاديمية الذاكرة الجزائرية بالشلف محمد باشوشي الذي أكد على أهمية توثيق وجمع المصادر والشهادات المؤسسة بخصوص وقائع وملابسات هذه المحرقة التي راح ضحيتها الآلاف من سكان المنطقة بغية تسليط الضوء عليها وتوجيه الدراسات التاريخية والأكاديمية نحوها وأشار في هذا السياق إلى شروع تنظيمه في عملية بحث وجمع الوثائق والمراجع التاريخية ذات الصلة بالحادثة فضلا عن الاتصال بعدد من الأساتذة الباحثين في التاريخ للأمام بظروف هذه المجزرة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي لاسيما ان أغلب المراجع التاريخية المتوفرة حاليا هي فرنسية كما يأمل سكان المنطقة اليوم في أن تستفيد هذه المغارة الشاهدة على جرائم المستعمر الفرنسي في حق الجزائريين والإنسانية بصفة عامة ،من إعادة الإعتبار والتأهيل لتكون مقصد المهتمين والباحثين في التاريخ ومختلف زوار المدينة وقال في هذا السياق أحمد دغموش من سكان المنطقة ،إن رمزية هذا المكان المرتبط بتضحيات حسام لأهل صبيح في مقاومة مستعمر مستبد لم يدخر أي أساليب قمعية ووحشية في مواجهة أشخاص عزل ،تستدعي التخليد بنصب تذكاري أو جدارية على الأقل من شأنها توثيق نضال هذه المنطقة في ذاكرة الجزائر والتاريخ بصفة عامة  99

مشاركة :