تنتظر جيسيكا واتكينز تحقيق حلمها في أن تكون واحدة من أولى النساء اللواتي تطأ قدماها سطح القمر في السنوات المقبلة، كونها أحد أعضاء فريق “أرتيميس” الذي يستعد لمهمات قمرية مقبلة. عند سؤال واتكينز عن الوجهة المفضلة لديها بين القمر والمريخ في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس من محطة الفضاء الدولية تقول ضاحكةً: “أذهب في الرحلة التي تأتي أولاً!” مؤكدة أنها ستكون “بغاية السعادة” أكانت وجهتها “القمر أم المريخ”. وسبق لجيسيكا أن حققت إنجازاً تاريخياً في أول رحلة فضائية تشارك فيها، أصبحت أول امرأة سوداء تنجز مهمة لفترة طويلة في محطة الفضاء الدولية حيث أمضت أكثر من ثلاثة أشهر وتعتزم البقاء لثلاثة أشهر أخرى. ففي رحلات “أبولو” إلى القمر، لم يُرسل إلا رجال بيض. لذلك، تسعى “ناسا” بشكل تدريجي لتحسين صورتها في هذا الصدد من خلال تخطيطها لإرسال نساء إلى القمر للمرة الأولى بالإضافة إلى أشخاص من أصحاب البشرة الملونة. وتقول واتكينز، إنّ هذه الخطوة ستكون مهمة للوكالة وللولايات المتحدة وللعالم بأسره، معتبرةً أنّ “تمثيل فئة معينة من البشر مهمة”. وتضيف: “أشعر بامتنان كبير تجاه ما حققه أسلافي والنساء والعلماء من أصحاب البشرة السوداء والذين مهدوا الطريق لوجودي هنا اليوم. وهذا أمر مهم جدا بالنسبة إليّ”. نشأت جيسيكا واتكينز المولودة في ماريلاند قرب العاصمة الأمريكية واشنطن، في كولورادو قبل أن تكمل دراستها في مجال الجيولوجيا في كاليفورنيا. وفي إطار منحة حصلت عليها لإكمال دراسات ما بعد الدكتوراه، تعاونت مع “ناسا” في بحوثها حول الروبوت الجوال “كوريوسيتي” الذي هبط قبل عشر سنوات على المريخ. وبالتالي، أصبح الكوكب الأحمر عزيزاً عليها. ونشرت العالمة الأميركية كذلك دراسة علمية تتمحور على المريخ أثناء وجودها في محطة الفضاء الدولية. وتصف جيسيكا نفسها بأنها “عالمة جيولوجيا بالدرجة الأولى ثم عالمة ثم رائدة فضاء”. واختيرت جيسيكا واتكينز ضمن علماء الفضاء الـ18 الذين حُددت أسماؤهم لتولي مهمات “أرتيميس” إن من خلال رحلات جوية أو عبر عمل ينجزوه من على كوكب الأرض. ويتمتع رواد الفضاء الذين يعملون لدى “ناسا” (يبلغ عددهم حالياً 42 شخصاً) بالفرص نفسها ليتم اختيارهم للمشاركة في مهمة قمرية.
مشاركة :