بغداد - دعا التيار الصدري السبت إلى مظاهرة مليونية لم يحدد موعدها وسط العاصمة العراقية بغداد ضد ما سماه "الفساد والمليشيات والأحزاب الفاسدة المتسلطة". واندلعت الجمعة تظاهرات عند بوابات المنطقة الخضراء وفي داخلها وفي عدد من محافظات العراق باستثناء النجف وكربلاء نظمها التيار الصدري وخصومه في قوى الإطار التنسيقي وحركات وأحزاب مدنية. وقال صالح العراقي المقرب من زعيم التيار مقتدى الصدر في تغريدة عبر حسابه على تويتر إنه "يدعو العراقيين كافة الى الخروج في تظاهرات سلمية مليونية في ساحة التحرير ببغداد". وأضاف العراقي الذي يصف نفسه بأنه "وزير القائد" ان "التظاهرة موحدة من جميع المحافظات هدفها مناصرة العراق من أجل الإصلاح وإنقاذ ما تبقى منه لكي لا تكونوا لقمة سائغة للفساد والظلم والميليشيات والتبعية وأهواء الأحزاب الفاسدة والمتسلطة". ودعا العراقي المتظاهرين إلى "التوجه من كافة المحافظات لبغداد وساحة التحرير ومنها إلى المعتصمين (في المنطقة الخضراء من أنصار التيار) لمؤازرة الإصلاح بزحف مليوني ثم العودة إلى منازلهم". وأشار إلى أن التظاهرات "تمثل رسالة مليونية شعبية إلى العالم كله بأن العراق مع الإصلاح ولا مكان للفساد والفاسدين فيه". وقال العراقي مخاطبا مؤيدي الصدر "أعول عليكم واتوسم منكم الشجاعة وعدم الخذلان، فهي نهاية الفرصة الاخيرة". وفي نهاية البيان الذي ذيل باسم العراقي مسبوقا بكلمة "عنه" في إشارة إلى زعيم التيار مقتدى الصدر، قال "انتظروا التوقيت والتعليمات واستعدوا". بدوره كشف قيادي بارز في التيار الصدري لوكالة أنباء الأناضول أن "الدعوة التي أطلقها زعيم التيار الصدري ووصفها بأنها نداؤه الأخير تهدف إلى منع أي محاولة للإطار التنسيقي لعقد جلسات لمجلس النواب لانتخاب رئيس جمهورية يكلف بدوره مرشح الإطار بتشكيل الحكومة الجديدة". وأضاف المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته ان "التيار الصدري متمسك بخيار الشارع لمنع أي محاولة لعقد مجلس النواب جلساته ما لم تستجب القوى والأطراف السياسية لمطالب المعتصمين بحل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة". والأربعاء دعا الصدر مجلس القضاء الأعلى إلى حل البرلمان خلال مدة لا تتجاوز نهاية هذا الأسبوع وتكليف رئيس الجمهورية بتحديد موعد لإجراء انتخابات مبكرة مقيدة بشروط سيتم إعلانها لاحقا. وتظاهر أنصار الإطار التنسيقي لمدة ساعتين قرب الجسر المعلق عند إحدى بوابات المنطقة الخضراء وفي البصرة والموصل تحت شعار "تظاهرات دعم الشرعية والقانون" في إشارة إلى ما يرونه "انتهاكات" التيار الصدري سواء اقتحامهم مبنى البرلمان أو المنطقة الخضراء والاعتصام فيها وتعطيل جلسات مجلس النواب والمطالبة بحله خارج الأطر الدستورية. في المقابل تظاهر أنصار التيار الصدري في عدد من المحافظات وداخل المنطقة الخضراء فيما تظاهر أنصار الحزب الشيوعي والقوى المدنية في ساحة الفردوس وسط بغداد. ومنذ 30 يوليو/ تموز الماضي يواصل أتباع التيار الصدري اعتصامهم داخل المنطقة الخضراء رفضا لترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء فيما تستمر الخلافات بين القوى السياسية التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021. وفي 3 أغسطس/آب الجاري دعا الصدر في خطاب متلفز إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة "على ألا يكون للوجوه القديمة وجود بعد الآن من خلال عملية ديمقراطية ثورية سلمية وعملية ديمقراطية مبكرة بعد حل البرلمان الحالي".
مشاركة :