هل تخيلت نفسك يوماً تسير في ممر ضيق وطويل مطلي جوانبه بلون أحمر وقد أضيء بلون مماثل، ترى نهايته ولكن لا تدركها؟ فيه وضعت كنبات مهملة، «أكل الدهر عليها وشرب»، لدرجة نسجت عليها العناكب شباكها. على طرفي الممر توزعت غرف عدة، مغلقة أبوابها، لا تعرف ما خلفها، ليبدو ذلك بمثابة إشارة لأن تتوخى الحذر في خطواتك؟ قد يبدو ذلك لوهلة مشهداً مقتبساً من أحد أفلام الرعب، ولكنه في الواقع خلاف ذلك، فهي تجربة حقيقية تسكن بين جنبات «غرف الرعب» التي اتخذت من شارع الشيخ زايد بدبي مستقراً لها، حيث استلهمت فكرتها من سينما الرعب، لتتيح لعشاق «أفلام الرعب» مواجهة شخصياتها بكل ما تحمله من خوف حقيقي. 4 على جانبي الممر الطويل تتوزع تلك الغرف وعددها حالياً 4 فقط، لكل واحدة منها تيمتها وفكرتها الخاصة وشخصياتها أيضاً، فضلاً عن أن كل واحدة منها تمتاز بألوانها وديكوراتها الخاصة التي تحاكي نوعية الفيلم المستلهمة منه، ما أن تلج أي واحدة منها، حتى تكون على موعد مع مجموعة من «الزومبي» الذين يحاولون بث الرعب في نفسك، أو تجد نفسك في مواجهة «المهرج» الذي لعب دور البطولة في أفلام (IT)، أو أن تدخل في صراع مع تلك السيدة المغطاة برداء أسود والتي لعبت بطولة فيلم «انسيديوس». «لكل غرفة طابعها وديكورها الخاص، وفكرتها المستوحاة من أحد أفلام الرعب المعتمدة لدينا»، بهذا التعبير نطق مانويل، مدير «غرف الرعب» التي ابتكرتها «نو واي اوت»، لتكون إلى جانب «سكيب روم» الواقعة في منطقة بحيرات جميرا وسيتي ووك، اللتين تمضيان في مسار مختلف هو أقرب إلى فك الألغاز من الرعب. ويقول مانويل لـ «البيان»: «نمتلك حالياً 4 غرف، كل واحدة منها مستلهمة في تصميمها من أفلام (IT) و(Silent Place) و(Hospital) بالإضافة إلى (Insidious)، ونعمل حالياً على إعداد غرف إضافية، مستلهمة من أفلام أخرى». ويبين مانويل أن تصميم الغرف جاء بناءً على ما تفيض به حكايات هذه الأفلام من أجواء مخيفة، ومدى قدرتها على بث الرعب في قلوب كل من يدخلها، مضيفاً: «إنه يتم داخل الغرف التعامل مع المشاركين كل على حدة، حتى وإن دخلوها معاً كمجموعة، ويتعين على كل واحد منهم التعامل مع مخاوفه والمواقف التي يتعرض لها بطريقته الخاصة»، مؤكداً أن كل الغرف مراقبة بالكاميرات من أجل متابعة المشتركين، وحمايتهم في حال طلبوا المساعدة في أي وقت. 60 دقيقة 60 دقيقة فقط هي المتاحة لكل من يدخل «غرف الرعب» لمحاولة الخروج منها، في حين أن كل الأبواب يتم التحكم بها آلياً، بينما تمتاز الغرف بالإضاءة الخافتة والتي تقترب أحياناً من الظلام، وذلك «لإضافة مزيد من الإثارة»، وفق ما قاله مانويل، الذي بيّن أن طاقم الغرف مدرب تماماً على التعامل مع كل الحالات، والشخصيات التي يتم «اللعب معها» داخل الغرف، التي يمنع وفق لوائح «غرف الرعب» أن يدخلها أصحاب القلوب الضعيفة أو أولئك الذين يعانون من أمراض مختلفة تتصل بالقلب والدماغ أو ضيق التنفس. «امنحهم المتعة. المتعة نفسها التي يحصلون عليها عندما يستيقظون من كابوس»، قد يبدو هذا القول غريباً لمن لم يعرف المخرج ألفريد هيتشكوك، أو ذلك الذي لم يتابع أفلامه، وهو الذي يعتبر «سيد سينما الرعب»، لكن سيدرك معنى هذا التعبير كل من يلج «غرف الرعب» المليئة بالدهاليز والممرات الضيقة والأبواب الخفية، والتي تستخدم للتنقل بين أرجاء هذه الغرف، حيث تبدو أشبه بشبكة داخلية، تتحرك فيها الشخصيات المرعبة، والتي لا يعرف المشترك من أين ستخرج له، لا سيما في تلك الغرفة التي تسكنها «الأشباح»، والتي تبدو أشبه بمنزل متكامل، تتحرك فيه «الأشباح» بالطريقة التي تراها مناسبة. تجربة «غرف الرعب» ليست قاصرة فقط على تلك الغرف الأربع، وإنما تمتد أيضاً نحو صالة السينما، والتي خصصت لها ركناً أساسياً في المكان، وبحسب مانويل، فإن زوار الغرف، يمكنهم أيضاً الاستمتاع في أجواء الرعب التي يتم بثها من خلال مجموعة أفلام تعرض بشكل دوري في الصالة التي صممت هي الأخرى بطريقة مشابهة تماماً لأجواء الرعب، حيث لا تخلو زواياها من شباك العناكب، والألوان السوداء والحمراء وغيرها. #غرف_الرعب في #دبي .. إثارة ومتعة الخوف السينمائي https://t.co/QulpAbwoCw #البيان_القارئ_دائما pic.twitter.com/j1e2LAJFbc — صحيفة البيان (@AlBayanNews) August 14, 2022 طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :