الإمارات واليمن.. البُعد الأخلاقــــــــــــي في السلم والحرب الحداثة، والرفاه اقتصادياً واجتماعياً، وإغاثة المنكوبين والمحتاجين في مختلف بلدان العالم، صفات تحلت بها الإمارات منذ بدء الاتحاد في عام 1971؛ وأخيراً، وتحديداً مع تصاعد الأحداث في دولة اليمن الشقيقة، كان للإمارات الدور الأبرز في المشهد السياسي المعقد الذي تمر به المنطقة العربية، لتبرهن أنها قادرة على الدفاع عن مبادئها بنصرة المظلوم وإغاثة المحتاج، ليس فقط بالمساعدات اللوجستية، إنما أيضاً بالدعم العسكري، مهما بلغت التضحيات. وذهب محللون إلى أن الإمارات بإغاثتها لليمن، عكست بعداً أخلاقياً للسياسة الإماراتية، وصورة رحيمة لشعب يستجيب بسرعة لغوث شعب شقيق يعيش نكبة إنسانية. الإمارات اليوم في تحقيق الإمارات.. البُعد الأخلاقي في السلم والحرب، تناقش مسؤولين حكوميين وعسكريين وسياسيين وأساتذة في العلوم الاجتماعية، ومؤسسات دعم وإغاثة إنسانية، ومختصين في مجال حقوق الإنسان، الأبعاد الأخلاقية والسياسية لسلوكيات الدولة في السلم والحرب، وتصرفات الشخصية الإماراتية الرسمية والشعبية، والأيادي التي تحمل السلاح لأجل شقيق وجار في محنة، وتفزع له، وتسّير لأجله قوافل المعونة والغذاء، جنباً إلى جنب مع كتائب الجنود وأسراب الطائرات والمدرعات. لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. في آواخر مارس الماضي، انطلقت عاصفة الحزم في اليمن، وكان أبناء الإمارات على خط النار في مواجهة عدو غاشم حوّل حياة أشقاء في يمن كان سعيداً إلى مأساة سياسية وإنسانية، باتت تمثل خطراً يهدد الخليج والمنطقة العربية بأسرها، مدركين أن الحفاظ على الرفاهية التي حققتها لهم دولتهم يحتاج إلى تضحيات، وكانوا مدربين لخوض أول حرب برية متكاملة. لم يكن الجنود يشعرون أنهم ذاهبون إلى معركة ذات أهداف مجانية، أو غير مهمة بالنسبة إليهم، وكانوا مؤمنين بأنهم ذاهبون للدفاع بشراسة عن أمنهم الوطني، مدفوعين بإحساس عروبي تجاه بلد يقع في خاصرة الجزيرة العربية، تتهدده مؤامرة طائفية كبرى، وفق محللين ومراقبين. وفيما نحن على بعد ثلاثة أشهر من حادث مأرب (سبتمبر الماضي)، الذي راح ضحيته 45 من جنود الإمارات، وما تلاهم من شهداء بلغ عددهم نحو 70 شهيداً، دخلت الإمارات مرحلة تاريخية، اعتبرها مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور جمال سند السويدي مرحلة الموضع الحقيقي لمعاني الكلمات والمفردات، إذ قال: كنا نردد مصطلحات، مثل أن يبذل المواطن الغالي والنفيس لأجل الوطن، لم نكن نعرف ماذا تعني، بينما الآن فإن شهداء الواجب في الإمارات وضعوا هذه العبارة في موضعها الحقيقي. بواسل في دولة الرفاه وقال السويدي إن أبناء الدول الغنية أثبتوا عكس ما يتردد عنهم، من أنهم أبناء ثراء وترف، ولا يحاربون، وأن الدول الغنية لا تقدم شهداء، وأن من يذهبون إلى القوات المسلحة هم أبناء أوساط مجتمعية بسيطة، وهي مفاهيم خاطئة كانت تتردد منذ تسعينات القرن الماضي، فيما أثبت أبناؤنا عكس ذلك، فمن ينتمي إلى دولة رفاه ينبغي عليه أن يدافع عن مكتسباتها، وأعتقد أن ما فعله جنودنا في ميادين البطولة أبلغ رد على مثل تلك الادعاءات المغرضة. واعتبر أن النقطة المحورية الحقيقية في هذا الأمر تتجلى في خوض جنود الإمارات حرباً على الأرض، بالتوازي مع حرب أخرى لتقديم مساعدات إنسانية تحت خط النار، وتلك المساعدات دليل قاطع على أن الإمارات تدخلت في اليمن كي تعيد الشرعية في دولة شقيقة وجارة، ومن أجل الأمن الوطني الإماراتي والخليجي، ولتوقف تمدد جماعة الحوثيين الذين لا يمثلون سوى 10% من سكان اليمن، وتمنعهم من السيطرة على البلاد. عودة اليمن لم يخف السويدي استغرابه من تصرفات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الذي تقاتل ميليشياته جيش التحالف العربي، وهو الذي تعرض للحرق في اليمن، وتلقى العلاج في السعودية التي يحاربها الآن، مضيفاً أن حرب اليمن ستنتهي لا محالة، لكن السؤال هنا: متى ستنتهي؟ والإجابة عنه تفترض النظر بعمق إلى المشهد، فلا يعني وقف العمليات العسكرية انتهاء الحرب، إنما تنتهي الحرب فقط حينما نضمن مستقبلاً آمناً لليمن، ومجتمعاً مدنياً صحيحاً، يعيش فيه أشقاؤنا حياة كريمة مستقرة.
مشاركة :