أسهمت الوجهات الثقافية في دولة الإمارات بشكل كبير في التعبير عن طابعها الحضاري وهويتها الثقافية عبر الأجيال، وإن اندمجت بقوالب معاصرة تشمل كافة عناصر التطور التكنولوجي، إلا أنها مازالت تكن التقدير العميق لموروثها وتقاليدها العربية والإسلامية، وبالتالي نجحت في استقطاب أفراد المجتمع نحو فعالياتها وبرامجها المجتمعية، والتي يمكننا أن نطلق عليها مفهوم «الزمالة في الوجهات الثقافية والأماكن العامة التي تعزز روح المشاركة والانتماء واحترام الثقافات والاختلافات». «البيان» حاولت من خلال الاستطلاع الأسبوعي، أن تضيء على أهمية الوجهات الثقافية ودورها الملهم في التعريف بالهوية الإماراتية وطابعها المعرفي والإبداعي المتعدد الوسائط والمسارات، حيث طرحت سؤالاً على متابعيها، عبر منصاتها في فضاءات مواقع التواصل، مفاده: هل تعكس الوجهات الثقافية طابع الإمارات العريق؟ نتائج وقد أظهرت نتائج الاستطلاع، الدور الكبير للوجهات الثقافية في التعبير عن تفرد الهوية الإماراتية المعاصرة، إذ أوضح 70% من المشاركين بالاستطلاع على موقع «البيان» الإلكتروني، نجاح الوجهات الثقافية في عكس طابع الإمارات العريق، بينما رأى 30% غير ذلك، في حين كانت نتائج التصويت على منصة الـ«البيان» على «تويتر» متقاربة، حيث اتفقت نسبة 85 % أن الوجهات الثقافية تؤدي رسائل في غاية الأهمية، وفي نشر قصص الإبداع عبر الأجيال من خلال الاهتمام بالتراث، بينما رأى 15% عكس ذلك تماماً. وتعليقاً على النتائج، يقول خليل عبد الواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية بهيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» لـ«البيان»: إن الوجهات الثقافية تحمل طاقاته دولة الإمارات الإيجابية والإنسانية التي تعكس روح الهوية الإماراتية وما ارتبط بها من قيم تاريخية ومجتمعية تحمل مشاهد مؤثرة من تاريخ دولتنا، مما بات من أهم الأماكن السياحية التي يقبل عليها الزوار من داخل أو خارج البلاد كونها تمثل نموذجاً معاصراً للحراك الإبداعي المحلي والعالمي، والذي هو انعكاس لمسار الحياه المجتمعية وطابعها المتجدد عبر فعاليات وبرامج ثقافية تسهم في خلق مشهد ثقافي نابض بالحياة وإلهام الأجيال الجديدة وتعزيز فخرها بتراثها وتاريخها وصونه والتطلع إلى المستقبل انطلاقاً منهما، فضلاً عن دور الوجهات الثقافية في تعزيز المشاركة المجتمعية والحوار الثقافي. منصة ديناميكية وبدورها، تقول إيمان الحمادي مدير قسم شؤون المكتبات مكلف في «دبي للثقافة»: تشكل مكتبة الصفا للفنون والتصميم إحدى أهم الوجهات الثقافية الملهمة في دولة الإمارات كونها تعد منصة ديناميكية تتيح لأعضاء المجتمع الإبداعي الالتقاء والعمل والبحث والقراءة. وصُممت لتعكس هدف مكتبة دبي العامة في تقديم مركز متكامل للمعرفة والثقافة في إمارة دبي يدعم استراتيجية القراءة الوطنية، ورؤية دبي للثقافة في إثراء المشهد الثقافي في الإمارة وترسيخ مكانتها كمركز عالمي للثقافة، حاضنة للإبداع وملتقى للمواهب، وتجسد المكتبة في تصميمها مفهوم فريدريك نيتشه لإنشاء مساحات حضرية هادئة وواسعة وجميلة للتفكير: «التعبير عن سعادة التأمل والهدوء». من جانبها، تؤكد الفنانة التشكيلية يسرا وهبة: أن الهوية والانتماء هي إحدى أهم الركائز لطابع الوجهات الثقافية في دولة الإمارات والتي لم تنفصل يوماً عن قيم الموروث والعادات والتقاليد، بل على العكس تماماً كانت إحدى أهم أولوياتها الحضارية لتعريف الشخصية الوطنية الإماراتية وجيناتها المغموسة بالقيم الإنسانية من وحي الكلمة والصورة للمكان الذي يحرص على تضمين كافة تلك المعطيات الملهمة كعنصر جمالي تكويني في شكل العمارة والمحتوى الثقافي الذي يحمل بين طياتها ذلك التنوع الفريد المستمد من تنوع البيئة الجغرافية. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :