سارة أميري..سفيرة حلم استكشاف المريخ

  • 12/29/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الفضاء واستكشافه كانا حلماً، لم تجرؤ على التحدث عنه، لأنها لم تكن تحب أن تسمع كلمة مستحيل، فالفكرة السائدة كانت تتمركز في أنه من المستحيل أن تتوجه إلى مجال الفضاء، خاصة في الوطن العربي، لكن دائماً تكون هناك خطوة أولى تجاه كل حلم. وهذا ما تحدثت عنه سارة أميري، قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في مركز محمد بن راشد للفضاء، رئيس قسم الفضاء نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ للشؤون العلمية خلال ملتقى دردشات عربية الذي تحدثت فيه قبل مدة إلى الشباب لتشاركهم تجربتها. اختارت مجموعة العلماء الشباب العالمية التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي دافوس، إحدى أرقى المجتمعات العلمية على مستوى العالم، لعضويتها التي تضم 50 عالماً من مختلف أنحاء العالم، ثلاثة إماراتيين منهم سارة أميري. في حديثها عن تجربتها قالت أميري: في اليوم الأول في مركز محمد بن راشد للفضاء، لم أكن أدرك أن هذه هي خطوتي الأولى تجاه حلمي، وكان أقرب شيء لاستكشاف الفضاء هو تصميم وتجريب الأقمار الصناعية، وفي يومي الأول اكتشفت أنه علي أن أبدأ العمل معتمدة على نفسي، فليس ثمة شخص ذو خبرة سوف يقوم بتدريبي وشرح خطوات العمل لي، فكل فرد في الفريق كانت المرة الأولى له في التعامل مع الجزء التقني من القمر الصناعي، وكل واحد منا كان عليه أن يتعلم بنفسه ليبني قمراً صناعياً، وفي الوقت نفسه كنا نفكر بأنه إذا لم نتمكن كفريق من بناء الأقمار الصناعية، لن نستطيع نقل دولة الإمارات من مستخدم إلى مصنع ومصمم للأجهزة الفضائية، لكن في مثل هذه الحال كان الجميع يظنون أنه من المستحيل أن يتمكن فريق من الشباب، أكبرهم لم يكن يجاوز السابعة والعشرين عاماً أن يتمكن من فك شيفرة ورموز الفضاء بنفسه، معظمهم تخرج من الجامعة تواً، وبشهادات هندسة فقط، فكيف يمكن لهم أن يصمموا الأقمار الصناعية التي سوف تدخل الفضاء. الرؤية كانت واضحة، وبالنسبة إليها كان التفكير العملي هو منهجها منذ البداية، فرغم أنها لم تكن تعرف كيف تصمم أو تصنع قمراً صناعياً، لكنها كانت تعرف كيف تعلم نفسها، وكيف تبحث عن العلم الذي تحتاجه، وكان هذا الدرس الأول، كما وصفته، وتكمل بأنها لولا هذا القرار لما استطاعت الوصول إلى تاريخ 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، هذا التاريخ المهم في حياة المركز الذي صادف يوم إطلاق القمر الصناعي (دبي سات -2)، الذي عملت عليه مع فريقها لمدة خمس سنوات، وكانت نسبة تبطيل التصميم الذي عمل عليه المهندسون بأيديهم تصل إلى 90%، خمس سنوات استغرقتهم لنجاح صاروخ واحد، كانت تفصلهم عنه عدة ثوان، كل فرد من الفريق كان يعيش حالة ترقب لا توصف، ذاك اليوم حسب وصفها. وعن ولادة مشروع مسبار الأمل تتذكر: جاءني عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وسألني إن كنت سمعت عن مهمة استكشاف المريخ، فأجبت بنعم، وقتها أخبرني أنه قد وصلتنا التوجيهات لنجيب على ثلاثة أسئلة، أولها: هل الإمارات عندها إمكانية لتذهب إلى المريخ؟ أما السؤال الثاني، فكان حول إمكانية تحقيق هذا الحلم بحلول الذكرى الخمسين لتأسيس الإمارات، أي عام 2021، والسؤال الثالث، كان يدور حول نسبة النجاح والفشل في هذا المشروع، الإجابة على هذه الأسئلة لم تكن سهلة، بل كانت تحدياً كبيراً، لأن هذه الإجابة سوف تحدد مصير قطاع الفضاء، وكانت الإجابة بأجل.. الإمارات عندها الإمكانية لتصميم وتصنيع مسبار ينطلق إلى كوكب المريخ، أما بخصوص التاريخ المحدد بعام 2021، فهنا نذكر معلومة مهمة، وهي أن الفرصة للصعود إلى المريخ تسنح مرة واحدة كل عامين، وبحسب الدراسات يستغرق تصميم المسبار مابين 6 إلى 7 سنوات، وهذا يعني في الشهر السابع من عام 2020، سوف تمر تحديداً ست سنوات على بداية المشروع، وستكون هناك فرصة إطلاق للمريخ، وتبعاً لهذه الفرصة، يمكننا الدخول في مدار المريخ مع بداية 2021.. اليوبيل الذهبي لتأسيس دولة الإمارات، أما عن نسبة فشل هذه المشاريع، فكانت الإجابة بأن دراسات هذه المشاريع، كانت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي في الدول الأخرى، وبالتالي كانت نسبة الفشل 50%، أي إما أن تصيب أو تخيب، لكننا اعتمدنا على أسلوب عمل مختلف، فلم نكن مضطرين للعودة إلى البداية، بل قررنا أن نكمل من حيث توقف الآخرون. بدأنا نستعرض تطور التقنيات في السنوات العشر الأخيرة، حيث وصلت نسبة نجاح هذه المشاريع إلى 90%، فشل واحد فقط، وكانت هذه قصة مسبار الأمل، هذه قصة فريق مكون من خمس شباب لم يجاوز أحدهم 23 سنة، ورغم أنه لم يكن لديهم غرفة نظيفة لتصميم وتصنيع الأقمار الصناعية، ولم يكن لديهم أي مختبر لتصميم و تصنيع الإلكترونيات والأجهزة التي يحتاجون إلى تصميمها، وكنت يومها المهندسة الأولى التي تدخل المختبر. ورغم العوامل الكثيرة التي كانت تخبرها أن تتراجع، إلا أنها أصرت على التقدم، فالإصرار وحده هو الذي يعطينا القدرة على تخطي كل المشكلات والعقبات، وتدعو أميري الشباب الجامعي للانضمام إلى قطاع الفضاء، مؤكدة أن قدراتهم ليست أقل من قدرات أي فرد من الفريق، فكل ما يحتاجونه هو الإيمان بأحلامهم وتخطي عقبة فكرة المستحيل.

مشاركة :