مجدداً، يستعد العالم لمواجهة محتملة بين جو بايدن ودونالد ترامب، لكنها هذه المرة ستكون أكثر حدةً في إطار التداعيات الممكنة للفضيحة الجديدة للرئيس السابق؛ بعد العثور على وثائق «سرية جداً» في منزله بفلوريدا. وبعد عامين على هزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام منافسه الديموقراطي، وأثناء عملية تفتيش قام بها مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) لمنزله في مارالاغو بفلوريدا، عُثِر على وثائق «سرية جداً»، ما يعد انتهاكاً محتملاً لقانون الأمن القومي. لكن من المفارقات أن هذه الوقائع قد تعطي دفعاً لرجل الأعمال السابق، الذي كان يلمح بالفعل إلى احتمال ترشحه من جديد للانتخابات الرئاسية في 2024، لأنها ستسمح له بتصوير نفسه مرة أخرى على أنه ضحية. وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام: «كنت أعتقد أنه سيعلن ترشحه قبل ذلك، والآن بتّ أكثر اقتناعاً بذلك». ومع ذلك، يرى الخبراء أنه إذا أعلن الرئيس السابق ترشّحه، فمن المؤكد أنّ بايدن سيفعل ذلك أيضاً، حتى لو كان أكبر رئيس للولايات المتحدة سناً في المنصب (79 عاماً)، لأنه يعتبر أن إنقاذ أميركا من ترامب مسؤولية تاريخية ملقاة على عاتقه. ولكن على عكس ما حدث في 2020، ستنقلب الأدوار بوجود بايدن في المنصب ضد ترامب كمعارض. ويرى خبراء سياسيون أن تفتيش «FBI» لمنزل ترامب سيغير قواعد اللعبة، ويمكن أن يفيد المُعسكرين. من وجهة نظر بايدن، من السهل اعتماد المنطق التالي: ترامب متورط في العديد من التحقيقات القانونية حول محاولات محتملة للتأثير على الانتخابات أو حتى قضايا احتيال مالي. هذا أمرٌ محرج للجمهوريين ومحفّز للديموقراطيين الذين يحلمون بشكل متزايد بتحقيق انتصار مفاجئ في انتخابات منتصف الولاية خلال نوفمبر المقبل، لاسيما أن هذه الانتخابات تقرّر مصير الكونغرس. وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» المحافظة، أن على الجمهوريين «خوض انتخابات منتصف الولاية كما لو كانت استفتاءً على أول عامين لرئاسة بايدن»، مشيرة إلى أن «الديموقراطيين من جهتهم يفضلون التحدّث عن ترامب حتى آخر لحظة- أي حتى نوفمبر». مع ذلك، سيستفيد ترامب أيضاً من الأمر، فهو يتصدر الأحداث مرة أخرى، كما يمكنه أن يقدم نظرية مؤامرة جديدة إلى قاعدته، وهو ما ينتشر بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المليئة بدعوات إلى حمل السلاح، وإلى حرب أهلية.
مشاركة :