مرت الأيام سريعًا وقاربت الإجازة الصيفية على الانتهاء، ومع نهاية شهر أغسطس 2022م يعود أبناؤنا الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية لثاني مرة بعد خفوت جائحة كوفيد19. في العام الدراسي الفائت بدأت الدراسة والمجتمع ككل وليس المجتمع الدراسي فقط يتوجس خيفة من تأثير عودة الطلبة إلى مدارسهم على نسبة الإصابة بفيروس كورونا؛ وبفضل الله تعالى وكرمه ومنته، ثم بفضل التدابير الوقائية التي اتبعتها المدارس تحت إشراف وزارة التعليم؛ مرت الأمور على ما يرام وانتهى العام الدراسي بفصوله الثلاثة بدون أية منغصات من هذا الفيروس. وخلال الفترة الأولى من الإجازة أثيرت العديد من النقاط المتعلقة بالعملية التعليمية ولعل من أهمها الحديث عن تقسيم الدراسة إلى ثلاثة فصول؛ وبغض النظر عن رأيي الشخصي في هذا الموضوع إلا أن استمرار العملية الدراسية بوضعها الجديد يحتاج إلى إعادة دراسة التأثيرات الإيجابية والسلبية لهذه الآلية، فإن كنا نمدحها بكونها تعطي فترات استراحة ذهنية للطلبة كي يلتقطوا أنفاسهم بعض الشيء، وكذلك زيادة عدد التقييمات للطلبة، إلا أننا نحتاج إلى وضع ضوابط أكثر لضمان تحقيق العملية التعليمية لأهدافها المرجوة، وكذلك ضمان عدم تسرب الطلبة وعزوفهم عن الحضور خلال الأسبوع ما قبل التوقف الأول، والحضور لبدء الفصل الدراسي الثاني، فخلال فترة عملي في التعليم كان أغلب الطلبة يذهب محملًا بالمعرفة، ويعود محملًا بنتائج المباريات، والألعاب، والأفلام، وعندما يبدأ في استعادة نشاطه يأتي التوقف من جديد. فما الحل؟ الحل يكمن في ربط الطالب بالعملية التعليمية خلال فترة التوقف بحيث لا يفقد لياقة المذاكرة، مثل: حضور المسابقات الثقافية واحتسابها ضمن درجة النشاط، أو إعداد عروض للمواد العلمية واحتسابها ضمن درجة المشاركة، أو تنفيذ ساعات المسؤولية المجتمعية، وغيرها من الحلول التي تعطي الطلبة استراحة مؤقتة، وفي نفس الوقت لا تفقدهم التركيز الذهني الذي كانوا عليه. والنقطة الثانية التي أجد أنها تمثل جزءًا هامًّا من الاستعداد للعودة للمدارس مجددًّا، هي التهيئة النفسية للطلبة، فمن خلال متابعتي لوسائل التواصل الاجتماعي وجدت أن كثيرًا من المدارس الأهلية والدولية تقدم نفسها للطلبة ولأولياء الأمور كخيار أفضل لتعليم أبنائهم، وتعدد من خلال هذا العرض البرامج والأنشطة التي تقدمها، هذا من جانب، وعلى الجانب الآخر تقوم المكتبات التجارية والقرطاسيات بعرض مستلزمات العودة للمدارس لكافة الأعمار وبأسعار تنافسية، هذا في الوقت الذي لا نجد فيه أي منشورات ولا دعايات لوزارة التعليم وهي المسؤول الأول عن جميع طلبة المملكة في كافة مناطقها. أما النقطة الثالثة والأخيرة في مقال هذا اليوم وهي تتعلق بنقل الطلبة لمدارسهم، وهذه المشكلة في حد ذاتها مؤثرة جدًّا في تحصيل الطلبة، فكثير من الطلبة يرى نفسه في مدرسة معينة، ولأن هذه المدرسة بعيدة عن محل سكنه تجده مضطرًّا للتسجيل في أقرب مدرسه منه، متنازلًا عن رغبته هذه والتي من الممكن أن تؤثر على مستواه الدراسي، ومع إطلاق هيئة النقل العام لمسارات خطوط النقل في أكثر من مدينة يمكن القول إن كثيرًا من الطلبة- ومن خلال تنسيق مسؤولي الوزارة مع الهيئة- سيتمكنون من الوصول إلى مدارسهم المفضلة في يسر وأمان. إن الكتابة في موضوع العودة للمدارس وما يشمله من نقاط يحتاج إلى كثير من المقالات، ويحتاج إلى خطة متكاملة واضحة الملامح تسرد خريطة العام الدراسي القادم بدقة وبكل تفاصيله الدقيقة، والتي تشمل كيفية تأهيل الطلبة وأولياء الأمور لبدء العام الدراسي الجديد مبكرًا وهم على أهبة الاستعداد، بحيث يستفاد من البدايات في قوة الانطلاق، ونقلل المعيقات التي قد نظل نبحث عن حلول لها حتى يوشك الفصل الدراسي الأول على الانتهاء.
مشاركة :