بادرة طيبة وتستحق الإشادة التي أقدم عليها مؤخرًا سعادة وزير شؤون الإعلام وشؤون مجلسي الشورى والنواب، بإصدارميثاق شرف رؤساء تحرير الصحف المحلية، المتضمن مجموعة من القيم والمبادئ المقتبسة من الدستور وميثاق العمل الوطني والمواثيق الصحفية والإعلامية والحقوقية الدولية وبمشاركة من رؤساء تحرير الصحف البحرينية في إعداده وصياغته، ومن ثمة التوقيع عليه. وأتذكر في ذات هذا السياق، في إطار بحث قدمته خلال العام 2012م كجزء من متطلبات الحصول على الماجستير، بعنوان المسؤولية المدنية الناشئة عن أعمال الصحافي - دراسة مقارنة، قد انتهيت إلى التوصية بضرورة أن تقوم جمعية الصحافيين البحرينية بإصدار ميثاق شرف للصحافيين يتعلق بالسلوك المهني والأخلاقي للصحافيين عند مزاولتهم لمهنة الصحافة، وذلك حفاظًا على النظام والآداب العامة، وحماية لحقوق المواطنين وضرورة أن تستقل الصحافة بقانون خاص بها، يعنى بكل الجوانب التي تتعلق بمهنة الصحافة، ويشمل جميع الأحكام المدنية والجنائية بصورة تتفق مع التطورات التي شهدتها مهنة الصحافة في مملكة البحرين، في ظل التطورات الديمقراطية التي تشهدها المملكة، وكذلك ضرورة استحداث محكمة تختص بنظر القضايا والدعاوى الناشئة عن أخطاء الصحافة، لما لهذه المهنة خصوصية من ناحية الدعاوى المتولدة عنها وطبيعتها وأنها آخذة بالازدياد نتيجة الحرية الواسعة التي يتمتع بها الصحفي في عمله، والتي كفلها القانون. إن حرية الرأي والتعبير يأتيان في مقدمة اهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، وإيمانه التام بحرية الصحافة، وحرص جلالته على ضمان هذا الحق منذ توليه مقاليد الحكم، كجزء لا يتجرأ من مشروعه الإصلاحي، حيث دعا جلالته، في أكثر من مناسبة إلى تعاون الجميع لسرعة إقرار قانون عصري مستنير للصحافة، وكذلك وجه الجهات المختصة إلى اعتماد يوم يطلق علية (يوم الصحافة البحرينية) ويتم فيه تكريم الصحفيين، وقد قرر مجلس الوزراء الموقر جعل السابع من مايو من كل عام يومًا للاحتفاء به. إن هذه الجوانب جميعها تؤكد ما تحظى به الصحافة وحريتها من عناية واهتمام على أعلى مستوى، ونأمل أن تكون الخطوة القادمة لتعزيز استقلال الصحافة تتمثل في قانون مستقل يفي بكافة الجوانب التي تتعلق بالمهنة ويكون من أولويات السلطة التشريعية إصداره تحقيقًا لمواكبة التطور والارتقاء بهذه المهنة الحيوية في البناء الديمقراطي لبلدنا العزيز في ظل قيادته الحكيمة يحفظها الله.. كاتب بحريني
مشاركة :