أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية أمس عن تحقيق انتصار مهم وكبير بتحرير مركز مدينة الرمادي وتطهير المجمع الحكومي الذي يضم مبنى محافظة الأنبار بعد انتزاعه من قبضة مسلحي تنظيم داعش الذي سيطر على المدينة بالكامل في 17 مايو (أيار) 2015. وفور إعلان قيادة العلميات المشتركة عن تحرير مركز المدينة خرج آلاف النازحين من أهالي مدن الأنبار في مسيرات فرح في العاصمة بغداد ومدن إقليم كردستان وبقية المحافظات العراقية معبرين عن فرحتهم بتحرير مدينة الرمادي على أمل العودة إلى الجار والدار. وقال محافظ الأنبار صهيب الراوي لـ«الشرق الأوسط» إن «مقاتلينا الأبطال من أبناء الجيش العراقي والشرطة ومقاتلي العشائر تمكنوا من رسم الفرحة على وجوه الملايين من أبناء شعبنا العراقي وبالخصوص أهالي الأنبار الذين شردهم تنظيم داعش الإرهابي وفرق شملهم وارتكب بحقهم أبشع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية». وأضاف «تم تطهير وسط الرمادي بالكامل ونحن بانتظار أن تنتهي فرق الجهد الهندسي من عملية إزالة العبوات الموجودة داخل المجمع الحكومي الذي أصبح خاليًا تمامًا من مسلحي (داعش) الذين هربوا إلى مناطق بعيدة بفعل الضربات الموجعة لقواتنا وللضربات المركزة لطيران التحالف الدولي والعراقي». وأضاف الراوي «هناك مساع جادة من أجل تحرير كل مدن الأنبار من سيطرة التنظيم الإرهابي وسنعمل على إعادة النازحين إلى مناطقهم بشكل عاجل، أما عن حجم الأضرار التي أصابت المدينة وإعادة إعمارها فهذه المسألة سيشرف عليها بشكل مباشر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعد أن تم الاتفاق معه على تشكيل مجلس مختص بهذا الأمر يكون بإشراف رئيس مجلس الوزراء وبالتعاون والتنسيق مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة». وأشار الراوي إلى أن «الأهالي من سكان مناطق مدينة الرمادي قاموا بإبلاغنا عبر اتصالات هاتفية بانسحاب عناصر تنظيم داعش من الأحياء السكنية القريبة من المجمع الحكومي والهروب إلى منطقة الصوفية شرق المدينة وهذا دليل آخر على انكسار التنظيم الإرهابي أمام قواتنا الأمنية التي تقاتل ببسالة وصمود كبيرين». من جانب آخر أفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار، بأن 25 عنصرا من تنظيم داعش قتلوا بقصف للتحالف الدولي غرب المحافظة. وقال المصدر إن الطيران الحربي للتحالف الدولي وبالتنسيق مع الفرقة السابعة بالجيش نفذ ضربة جوية على مجموعة مسلحة كانت قد هربت من مدينة الرمادي باتجاه مدينة هيت في منطقة الكسارات الواقعية بين مدينة هيت وناحية البغدادي 90 كلم غرب الرمادي. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن القصف أسفر عن مقتل أكثر من 25 عنصرا من تنظيم داعش وإلحاقهم خسائر مادية وبشرية. ولا تزال توجد جيوب للمتطرفين في أنحاء متفرقة في الرمادي، لكن الجيش العراقي يؤكد أنه لا يواجه أي مقاومة منذ فرار المقاتلين من المجمع الحكومي الذي كان يمثل آخر معاقلهم أول من أمس. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في بيان بثته قناة «العراقية» الحكومية «نعم تحررت مدينة الرمادي ورفعت القوات المسلحة من رجال جهاز مكافحة الإرهاب الأبطال العلم العراقي فوق المجمع الحكومي بالأنبار». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قدر مسؤولون عراقيون قبل أسبوع عدد عناصر التنظيم في الرمادي بـ440 مقاتلا. ولم يتضح بعد عدد الذين قتلوا أو انسحبوا إلى مواقع أخرى خارج المدينة خلال جولة المعارك الأخيرة.