حكايات ملكات وأميرات تمردن على التقاليد الملكية لأجل الحب

  • 12/29/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال حياة القصور والبلاط الملكي في مصر مليئة بالحكايات، ولا يزال الغموض يكتنف كثيرًا من جوانب حياة أسرة محمد علي منذ أن حكمت مصر عام 1805. لذا أصدرت دار الشروق المصرية كتابًا شيقًا بعنوان: «نساء الأسرة العلوية ودورهن في المجتمع المصري»، يتطرق إلى دورهن في الفترة ما بين عامي 1922 و1953م. وتكشف الباحثة مروة علي حسين، مؤلفة الكتاب، عن جوانب مهمة في حياة نساء الأسرة ذات الأصول الألبانية التي حكمت مصر منذ عام 1805م، حيث تبرز انشغالهن بجوانب أخرى غير النشاطات الخيرية والاجتماعية، ونشاطهن في مقاومة الأمراض والأوبئة ومساعدة منكوبي الحرب والكوارث وجمع التبرعات التي تم تناولها من قبل، مسلطة الضوء على حياتهن الشخصية. يعد الكتاب من أحدث إصدارات الدار التي أطلقتها الأسبوع الحالي، ويأتي بعد سلسلة من الكتب التاريخية التي أصدرتها، وتناولت تاريخ تلك الأسرة التي حكمت لمصر لعقود متعاقبة، وكان منها كتاب «طلاق إمبراطورة» للصحافي كريم ثابت عن حياة الأميرة فوزية التي تزوجت بشاه إيران. يقع الكتاب في 282 صفحة من القطع الكبير، وهو مقسم إلى خمسة فصول، يبدأ الفصل الأول الذي يحمل عنوان: «الحياة الخاصة» بالتطرق إلى نمط حياة نساء أسرة محمد علي، الملكات والأميرات والنبيلات وصاحبات العصمة، حيث كانت تفرض عليهن تقاليد وبروتوكولات ملكية متأثرة بالثقافة الشرقية بعدم اختلاطهن بعامة الناس وخروجهن بملابس محتشمة وارتدائهن «اليشمك». بينما يكشف الفصل الثاني «المخصصات» عن ممتلكات الأسرة ونصيب النساء في الأوقاف والأراضي الزراعية، ويتطرق الفصل الثالث إلى «الأنشطة الثقافية» التي ساهمت فيها نساء البيت العلوي، أو الهويات والفنون التي كن يمارسنها واهتمامهن بمختلف جوانب الثقافة خاصة الفنون والآداب والتاريخ والآثار، وتأثرهن بالثقافة الأوروبية فيما يخص التعليم والثقافة، حيث كن عادة ما يحصلن على تعليم أجنبي عبر معلمين من فرنسا وإيطاليا. وكانت أشهرهن في هذا المجال الأميرة فاطمة إسماعيل «1920 - 1853»، الملقبة بـ«أم التعليم والعلم»، التي كان لها الفضل في إنشاء جامعة القاهرة «مارس (آذار) 1914»، وعرفت بحبها للعمل العام والتطوعي، وكانت لها إسهامات كثيرة في العمل الخيري، ومحاولة التخفيف من وطأة الفقر في القرى والنجوع المصرية. كما كان لها صالون فكري يحضره نخبة من مفكري العصر، يناقشون من خلاله قضايا الوطن ومقاومة الاحتلال الإنجليزي وقضية التعليم والفكر المستنير. ويتناول الفصل الرابع «الاهتمامات الصحية» الإسهامات التي قدمتها الملكات والأميرات في مجال الرعاية الصحية وافتتاح المشافي والتبرع لها، وكانت الأميرة فايزة، وهي الابنة الثانية للملك فؤاد وشقيقة الملك فاروق، قد عرف عنها الاهتمام بالأنشطة الخيرية، حيث كانت عضوة نشطة في جمعية «الهلال الأحمر»، وتزوجت بالأمير التركي محمد علي رءوف. ويسلط الفصل الخامس «القضايا والمنازعات» الضوء على الصراعات التي هددت عرش الأسرة، خصوصًا الخلافات الأسرية، بسبب تمرد بعض نساء الأسرة على قيود الملكية، كما تسرد حكايات الطلاق والزواج التي تحولت إلى قضايا رأي عام، والتي تسببت في نشوب الخلاف بين الديوان الملكي والحكومة المصرية، خصوصًا عند زواجهن بأجانب، أو زواجهن برجال على غير دينهن. ومن القصص التي يسردها الكتاب قصة تمرد الملكة نازلي على القصر الملكي واعتناقها المسيحية، وتشجيعها ابنتها الأميرة فتحية ابنة الملك فؤاد، وصغرى شقيقات الملك فاروق، على الزواج بشاب مصري قبطي بسيط وهو رياض أفندي غالي، الذي كان ينتمي إلى الكنيسة الأرثوذكسية، وكان يعمل موظفًا بالسلك الدبلوماسي المصري في فرنسا، وبعد مرافقته لهما في رحلتهما إلى سويسرا، سافرت الأم وابنتها مع رياض غالي لأميركا، رافضين العودة إلى مصر، رغم محاولات الملك فاروق المستميتة، وما تبع ذلك من ثورة في الصحافة المصرية والرأي العام حول تصرفات وسلوكيات الأسرة المالكة، وكاد الأمر يؤثر على نسيج الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، وأدى إلى حالة من التوتر بين الحكومة والديوان الملكي، مما عجل بصدور أمر ملكي بتجريد صاحبة السمو الملكي الأميرة فتحية ووالدتها صاحبة الجلالة الملكة نازلي من ألقابهما الملكية، لتصبحا فتحية هانم فؤاد ونازلي هانم صبري، وفي أميركا وأمام الحاجة اضطرت الأميرة إلى العمل في الفنادق للإنفاق على نفسها وأمها وزوجها الذي أدمن المخدرات، وانتهت قصتها بمشادة معه بسبب إدمانه ورغبتها في العودة إلى مصر، فما كان من رياض غالي زوجها إلا أن أطلق ثلاث رصاصات على رأس زوجته الأميرة فتحية، وحاول الانتحار أيضًا لكنه فشل، وأصيب بالشلل وسجن حتى وفاته. كما يتناول الكتاب قصة جميلة جميلات الأسرة العلوية الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، وإمبراطورة إيران السابقة التي توفيت بالإسكندرية في يوليو (تموز) 2013، وقصة زواجها من شاه إيران ثم انفصالها عنه، بعد إنجابها ابنتها الأولى شاهيناز، حيث وقع الخلاف بينها وبين زوجها، الذي انتهى بالطلاق عام 1948، ووقتها وقعت أزمة بين مصر وإيران، بسبب إصرار الملك فاروق على الطلاق ورفضه عودتها إلى إيران. ثم زواجها للمرة الثانية بوزير الحربية المصري إسماعيل شيرين قبل حركة الجيش في يوليو 1952.

مشاركة :