تحليل إخباري: خبراء سوريون: الولايات المتحدة مستمرة في الانتهاكات الإنسانية في سوريا لشل قدرات الدولة

  • 8/16/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء ومحللون سوريون أن الولايات المتحدة مستمرة في الانتهاكات الإنسانية والسياسية في سوريا منذ بدء الأزمة فيها، بهدف شل قدرات الدولة وإضعافها وجعلها عاجزة أمام مواطنيها، مشيرين إلى أن أمريكا بعيدة كل البعد عما يخص حقوق الإنسان. ويرى الخبراء والمحللون السوريون أن الولايات المتحدة لا تزال حتى هذه اللحظة مستمرة في سرقة النفط والقمح من داخل الأراضي السورية، وإخراجه عبر المعابر غير الشرعية إلى قواعدها في العراق، وحرمان الشعب السوري من مقدراته النفطية والطبيعية لتجعله يعيش في حالة فقر حاد. واتهمت مصادر محلية سورية يوم السبت الماضي القوات الأمريكية بمواصلة سرقة النفط السوري ونقله عبر معابر غير شرعية إلى قواعدها في العراق، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية ((سانا)). وذكرت الوكالة الرسمية نقلا عن المصادر المحلية أن "القوات الأمريكية أخرجت رتلا مؤلفا من 89 صهريجا معبأة بالنفط المسروق إلى قواعدها في الأراضي العراقية عبر معبر المحمودية غير الشرعي والمخصص لسرقة النفط من الحقول السورية". ويأتي ذلك بعد يومين من سرقة القوات الأمريكية بقافلة مؤلفة من 144 صهريجا بشكل مماثل، وفقا للوكالة. كما أعلنت وزارة النفط السورية في بيان نشرته على صفحتها بموقع (فيسبوك) الثلاثاء الماضي عن سرقة 66 ألف برميل نفط يوميا من قبل القوات الأمريكية من حقول النفط المحتلة في المنطقة الشرقية، مشيرة إلى أن إجمالي خسائرها المباشرة وغير المباشرة منذ بداية الحرب في سوريا بلغ حوالي 105 مليارات دولار حتى منتصف عام 2022. وتسعى الولايات المتحدة إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار في عدد من دول المنطقة، وتعمل على التدخل في شؤونها الخاصة، وإلى عرقلة الحل السياسي بغية إطالة أمد الأزمة، كما تعمل على استغلال الملف الإنساني فيه والعمل على تسييسه لتظهر بمظهر الدولة الراعية لحقوق الإنسان والحريات في العالم، بحسب المحللين السياسيين. وقال الخبير والمحلل السياسي السوري محمد العمري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الانتهاكات الأمريكية بدأت مع بداية الأزمة في سوريا وتمثلت بداية الأمر بدعوة الجيش إلى الانشقاق عن المؤسسة العسكرية وتشكيل مليشيات مسلحة، ومن ثم تقديم السلاح إلى هذه الميليشيات. وأشار العمري إلى أن الانتهاكات الأمريكية في سوريا ازدادت وتمثلت من خلال دعمها وتمويلها للفصائل المسلحة المعارضة للحكومة السورية، وإرسالهم من مناطق متعددة في العالم إلى الداخل السوري. وبيّن العمري أن الولايات المتحدة لم تكتف عند هذا الحد "بل سعت إلى توسيع نفوذها في الداخل السوري من خلال إرسال قوات أمريكية لاحتلال أراض سورية وقامت بتشكيل ميليشيات تابعة لها، وهي ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتي تمثل الذراع العسكري في الداخل السوري"، إضافة لتشكيلها ما يسمى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب خارج إطار الشرعية الدولية ودون موافقة الحكومة السورية، حيث قامت باستخدام القوة لتدمير البنى التحتية من جسور ومدارس ومشافي تحت ذريعة مكافحة الإرهاب. مزارع يعمل على حصاد القمح في ريف دمشق في سوريا في 27 يونيو 2022. (شينخوا) وأضاف العمري أن "أمريكا قامت بتسييس الملف الإنساني حتى اللحظة في مخيمي التنف والهول بهدف الضغط على الدولة السورية واستثمار الملف الإنساني فضلا عن استغلال الوضع الإنساني السيء لهؤلاء وإجبارهم على حمل السلاح وتجويعهم، كما عرقلت عودة اللاجئين السوريين". من جانبه، أيد المحلل والخبير السوري الدكتور أسامة دنوره وجود انتهاكات كبيرة قامت بها الولايات المتحدة على الأراضي السورية، مؤكدا أن قيام الولايات المتحدة بشن عدوان على سوريا بحجج واهية، فهذا يصنف تحت بند جرائم الحرب. وقال دنوره في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الولايات المتحدة قامت بتشغيل المجموعات الخارجة عن القانون أو المجموعات الإرهابية ضد الدولة السورية، والقيام بتمويلها وتسليحها". وأضاف دنوره أن "قيام الولايات المتحدة ومعها فرنسا وانكلترا بقصف مباشر لمواقع الجيش السوري تحت ذريعة وجود سلاح كيميائي، وقبل أن يتم التحقق من قبل الجهات المعنية، فهذا أمر يمثل جريمة حرب وانتهاكا واضحا للقوانين والمواثيق الدولية"، مشيرا إلى أن هذا القصف أسفر عن وقوع قتلى وجرحى. ورأى دنوره أن صور الانتهاكات الأمريكية تتجلى بوضوح من خلال سرقة النفط السوري، حيث أن هذه الصهاريج تنقل من داخل الحقول التي تقع تحت سيطرة القوات الأمريكية إلى خارج سوريا، دون أي حسيب أو رقيب بناء على موافقة الأمريكيين وتحت إشرافهم ليتم بيع النفط المسروق في السوق السوداء. وبدوره أشار عماد سالم، وهو كاتب وصحفي سوري، إلى أن الولايات المتحدة تطلق شعارات براقة، وتطالب بتطبيق حقوق الإنسان في أية دولة، مؤكدا أن الولايات المتحدة هي الدولة الأولى التي تنتهك حقوق الإنسان والحريات العامة. وأضاف سالم أن "من يطالب بتطبيق حقوق الإنسان لا يقوم بقتل المدنيين الأبرياء في سوريا وغيرها تحت حجج واهية، ويخالف القوانين الدولية".■

مشاركة :