قال خبراء كمبوديون إن الاقتصاد الصيني المرن يضخ المزيد من الطاقة الإيجابية في الانتعاش الاقتصادي العالمي في حقبة ما بعد جائحة كوفيد-19. فقد حافظ الاقتصاد الصيني على اتجاهه نحو الانتعاش في يوليو مع تسجيل المؤشرات الاقتصادية الرئيسية نموا مطردا على الرغم من حدوث موجات تفشي لكوفيد-19 وموجات حر محليا. ارتفع الناتج الصناعي ذي القيمة المضافة في الصين بنسبة 3.8 في المائة على أساس سنوي في يوليو و0.38 في المائة خلال شهر يونيو، حسبما كشفت البيانات الصادرة عن الهيئة الوطنية للإحصاء في الصين يوم الاثنين. وأظهرت البيانات الرسمية أن مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية في الصين ارتفعت بنسبة 2.7 في المائة على أساس سنوي الشهر الماضي، مع تسجيل توسع سريع في مبيعات سلع رفع مستوى الاستهلاك مثل المجوهرات والأجهزة المنزلية. وذكر كين فيا، المدير العام لمعهد العلاقات الدولية في الأكاديمية الملكية الكمبودية، أن اقتصاد الصين لا يزال مرنا على الرغم من آثار جائحة كوفيد-19 وارتفاع التضخم العالمي وذلك بفضل إجراءاتها الفعالة لمكافحة الجائحة وسياساتها وإجراءاتها الاقتصادية الداعمة للنمو. وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) "مع تنفيذ سلسلة من إجراءات التحفيز الاقتصادي، أتوقع أن يستمر الاقتصاد الصيني في الانتعاش بقوة في النصف الثاني من هذا العام، مدعوما بالزيادات المستمرة في الإنتاج الصناعي والاستهلاك فضلا عن الابتكار". وأضاف أن "مرونة الاقتصاد الصيني ليست فقط نعمة كبيرة للصين نفسها، وإنما أيضا لبقية العالم لأن الصين أصبحت عامل استقرار لسلاسل التوريد العالمية منذ بداية جائحة كوفيد-19". وأوضح فيا أن الانتعاش المستدام والمستقر للاقتصاد الصيني يعطي زخما لانتعاش الاقتصاد العالمي. وقال "الصين أصبحت منذ عقود قاطرة للنمو العالمي وليس هناك شك في أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيظل المحرك المهم للنمو العالمي في العقود المقبلة". أظهرت البيانات الرسمية أن الناتج المحلي الإجمالي للصين توسع بنسبة 2.5 في المائة في النصف الأول من هذا العام، وقفزت التجارة الخارجية للسلع في البلاد بنسبة 10.4 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 23.6 تريليون يوان (حوالي 3.5 تريليون دولار أمريكي) خلال الفترة من يناير إلى يوليو من هذا العام. وذكر جوزيف ماثيوز، الأستاذ البارز في جامعة بيلتي الدولية في بنوم بنه، أن النمو التجاري القوي للصين يعكس بوضوح انتعاش التجارة والاقتصاد العالميين. وقال لـ((شينخوا)) إن "هذا النمو يثبت أيضا أن الصين فتحت سوقها على نطاق أوسع أمام العالم وشاركت بنشاط في التجارة الدولية حتى خلال الجائحة". وأضاف ماثيوز أن الصين تساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية العالمية من خلال مبادرة الحزام والطريق، وطريق الحرير الرقمي، والاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الأزرق، وذلك من بين أمور أخرى. ولفت إلى أن "الطريقة الوحيدة لإعادة الاقتصاد العالمي إلى مستوى ما قبل الجائحة تكمن في العمل معا كاقتصاد عالمي واحد وسوق عالمية واحدة". ومن جانبه ذكر ثونغ مينغدافيد، وهو زميل باحث في معهد الرؤية الآسيوية ومقره بنوم بنه، أن النمو القوي للصادرات الصينية نتج عن الانتعاش السريع للصناعات الصينية. وقال لـ((شينخوا)) إن "النمو القوي للصادرات الصينية لم يعد بالفائدة على الصين نفسها فحسب، بل ساهم أيضا في تعزيز التنمية والرخاء العالميين".
مشاركة :