الدهاء في مقارعة الأقوياء

  • 8/19/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يوما بعد يوم تثبت السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية انها تقوم باستقراءٍ عالي الدقة وتستشرف المستقبل لاستثمار ذلك في توجيه البوصلة وادارة دفة السياسه العالمية لها وفق منهجية راسخة وسياسة متوازنة ثابتة مع الاقطاب العالمية والقوى العظمى بما يخدم مصالحها . فقبل ايام ودعت السعودية الرئيس الامريكي جو بايدن الذي قام بزيارة رسمية للمملكة ناقش خلالها عددا من الملفات والقضايا العالمية والمشتركة ووقع البلدان عددا من الاتفاقيات التجارية وهو الذي توعد المملكة بالتصريحات النارية إلا ان السياسة الحكيمة للقيادة الرشيده جعلته يتراجع وياتي هو اليها والافعال اقوى من الاقوال والافعال مناط الاعتماد . ثم هي تستعد هذه الايام لاستقبال الرئيس الصيني (وفقا لما نشرته صحيقة الغارديان 11 أغسطس )وفي جعبتها ملفات مشتركة ستطرح للنقاش اقتصادية وسياسية وحتى عسكرية في تطور مضطرد لعلاقاتها مع مؤثرين على الساحة العالمية جدير بالذكر ان العلاقات التجارية السعودية الصينية في العقدين الاخيرين شهدت تطورا كبيرا فاصبحت الصين الشريك التجاري الاول للسعودية و المشتري الاول للنفط السعودي . وهنا نستحضر كلام سابق لولي العهد الأمين الامير محمد بن سلمان حين قال : الصين أعلنت أن المملكة شريك استراتيجي والهند كذلك، وروسيا أعلنت كذلك أن المملكة شريك استراتيجي، ولا تزال المملكة شريك استراتيجي للولايات المتحدة، نعزز مصالحنا مع الجميع بما يخدمنا وبما يخدمهم وبما يخدم المصالح الدولية وفي الأخير كل دولة لها الخيار . ‏⁧‫السعودية بثبات سياستها ومنهجها الواضح اكسبها الاحترام الدولي بانها دولة لها ثقلها السياسي العالمي وانه يمكن الاعتماد عليها في بناء جسور الشراكة المستقبلية فالقيادة السعودية اثبتت على مر الايام انها تتمتع بحنكة وحكمة في التعامل مع الاحداث والاقطاب العالمية ومتغيرات السياسية الدولية وانها وفق ماتتمتع به كقيادة وما تتمتع به كدولة من مقومات تستطيع ان تفرض وجودها على الساحة الدولية كلاعب مؤثر وله ثقل ، ففي ظل الحرب الروسية الاوكرانية وتداعياتها العالمية التي تعاملت معها السعودية بموضوعية وحياد فحافظت على علاقة متوازنة مع كل الاطراف ورغم الضغوطات التي مارسها الغرب عليها خاصة مطالبتها بضخ كميات كبيرة من النفط للتاثير على سعره العالمي والتاثير على روسيا الا ان السعودية استطاعت ان تكسب الطرفين الغرب وروسيا فرفعت الانتاج وبالتنسيق مع روسيا نفسها ( اوبك بلاص ) فكسبت الرهان . لذلك نحن امام قيادة حكيمة راشدة استطاعت ان تحمي وتبني وان تدعم الاصدقاء وتقارع الاعداء بحكمة ودهاء . The post الدهاء في مقارعة الأقوياء appeared first on صحيفة مكة الإلكترونية .

مشاركة :