سنة كبيسة

  • 12/30/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

غدا هو المكمل لآخر السنة الميلادية، وبعده تبدأ سنة جديدة، فكل عام وأنتم بخير، ومخطئ من يظن أن التاريخ الميلادي غريب أو دخيل علينا، ورد ذكره عرضا في سورة الكهف مع الفتية الذين مكثوا في كهفهم ثلاثمائة عام وازدادوا تسعا، هذه التسع هي الفرق بين التاريخين الميلادي والهجري وهو ثلاث سنوات كل مئة عام. وقبلها بأيام مرت بنا ذكرى المولد النبوي الشريف، وقد ورد في القرآن آيات كثيرة تحتفل بميلاد الرسل عليهم السلام، كقوله تعالى على لسان كثير من رسله «السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا»، بل كان الرسول عليه الصلاة والسلام يحتفل بيوم مولده بصيامه، وكثيرون يحتفلون به من بعده بإحياء ذكره وقراءة سيرته واسترجاع مواقفه عليه السلام. إلا أن هذا ليس حديثي اليوم، أما وقد طارت ثلث المساحة فسأختصر بالقول، إنه بمراجعة السنة الماضية، الدموية بكل المعايير، تبدو القادمة، برغم أنها كبيسة حسابيا، إلا أنها تحمل بصيص أمل في عنف أقل وسلام أكثر، هناك ما يشبه الانفراج في الأزمة السورية، سواء بتوحد صفوف المقاومة أو بتوحد رؤى مجلس الأمن في قراره الأخير، وكذلك في اليمن تسير الأمور بشكل حسن سواء في توحد قوى المقاومة ونواة الجيش اليمني الجديد أو عبر الاتفاق على وقف إطلاق نار ملزم من جنيف، خارجيا يتبقى لنا الصراع مع المد الإيراني حولنا، وداخليا تتبقى معضلتنا مع انخفاض أسعار النفط وما سيتبعه من خفض دعم متوقع، وهما أمران يستوجبان الوقوف عندهما، ربما في القادم من الأيام بإذن الله. أما الشأن الإيراني فعلاجه سياسي محض، وأتوقع أن يكون ذلك محور سياستنا الخارجية، وأما الاقتصاد فتتداخل فيه السياسة مع الاجتماع، ولولا بقية من تقسيم نظري أكاديمي لصحت تسميته بالهم العام، ويجوز كثيرون تسميته بالشأن العام. ولعل رفع الدعم عن البنزين أكثر ما أقلق المواطن العادي لأنه سيمس جيبه ويمتد لزنبيل مقاضيه، سيقول كثيرون إنه حتمي لحماية اقتصادنا، وأقول نعم ولكن حبذا لو يتدرج تطبيقه، أقله حتى بداية توفير مواصلات عامة يمكن الاعتماد عليها، حبذا لو يقنن بحيث يستهدف شريحة محددة أكثر من غيرها، حبذا لو تقل نسبة الهدر في استخدامه، وحبذا لو تمنع المركبات المهترئة عالية الاستخدام للوقود.

مشاركة :