تفاؤل باقتراب استخراج الغاز الحدودي بين لبنان وإسرائيل بيروت - ينتظر لبنان الردّ الإسرائيلي على مقترح تسوية الخلاف البحري بين الجانبين، مع بدء الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة آموس هوكشتاين عرضه على المسؤولين في تل أبيب، وسط تأكيدات بقرب التوصل إلى تسوية لا يعارضها حزب الله، عكس ما يبديه من تصعيد كلاميّ. ومع اقتراب موعد بدء ضخ الغاز في سبتمبر المقبل، يزداد التصعيد في التصريحات من جانب جماعة حزب الله من جهة، والمسؤولين الإسرائيليين من جهة ثانية. واعتبر محللون لبنانيون أن التصعيد بين الجانبين ليس إلا للاستهلاك الداخلي، سواء من جانب حزب الله أو من جانب إسرائيل. وعادة ما يلجأ السياسيون في إسرائيل إلى توظيف العداء مع حزب الله كلما كانت مقدمة على انتخابات برلمانية مبكرة، كما هو حالها الآن، فيما وضع محللون تصعيد حزب الله في خانة الضغط على الحكومة اللبنانية لتحسين شروط تفاوضها مع إسرائيل في ظلّ الأزمة الاقتصادية. ويقول الباحث السياسي أمين قمورية إن “العمل العسكريّ غير وارد في الوقت الحاليّ، وإذا كان هناك عمل عسكري لا بد منه سيكون محدودا جدا وينتهي بردّ محدود جدا”. ورأى أن “الغاية من تهديد حزب الله ورفع مستواه هي الضغط على الحكومة اللبنانية لمنع استغلال إسرائيل للظروف ا وتابع “الطرفان، إسرائيل وحزب الله، لا يريدان الحرب لأسباب داخلية، وخاصة إسرائيل المقبلة على انتخابات برلمانية مبكرة ومن ثم تشكيل الحكومة”. ورجّح أن “تذهب الأمور في هذا الموضوع إلى تأجيل وليس تفجير، لأنه لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل ولا لبنان بحاجة إلى مشكلة جديدة، وإنما التسوية واردة وكذلك سحب فتائل الانفجار مثل توقف العمل بحقل كاريش بانتظار تسوية ما”. وفي يونيو 2022 استعانت إسرائيل بسفينة يونانية مخصّصة لإنتاج الغاز وتصنيعه وتخزينه، حيث بدأت التحضيرات لاستخراج الغاز من حقل كاريش الذي يقع عند الحدود بين لبنان وإسرائيل. ومطلع أغسطس الجاري قال مصدرٌ لبنانيّ رفيع المستوى إن لبنان أكد لهوكشتاين تمسّكه بالخط 23 الحدودي وحقل قانا النفطيّ كاملا، ورفضه مشاركة استخراج الغاز وعائداته مع إسرائيل. وفي الحادي عشر من الشهر الحالي أوضح نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب أن “الاعتداء على قطاع غزة أخّر ملفّ الترسيم (الحدود)، وليس لدينا وقتٌ مفتوح إلى ما لا نهاية، وحفاظا على الاستقرار من المفترض أن تنتهي المهلة قبل سبتمبر المقبل”. وفي السادس والعشرين من يوليو 2022 هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بأنه “لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر أو في البر لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة”. وقال نصرالله في كلمة متلفزة بثتها وسائل إعلام محلية، إن “المطلوب الالتزام بالحدود التي تطلبها الدولة اللبنانية ورفع الفيتو عن استخراج النفط والغاز في لبنان”، وشدّد على أن “المهلة غير مفتوحة، وإنما حتى سبتمبر المقبل”. وبين هذا وذاك، يواصل المسؤولون الإسرائيليون وحزب الله اللبناني تبادل التهديدات على خلفية الخلاف حول الحدود البحرية، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن “إسرائيل مستعدة لمواجهة أي تهديد من الحزب”، لكنها “لا تريد التصعيد”. وأضاف لابيد، خلال جولة في المنطقة الحدودية مع لبنان أواخر يوليو الماضي، أن “من يحاول استهداف إسرائيل أو مواطنيها سيكتشف أنه ارتكب خطأ كبيرا”، معتبرا أن “نشاطات حزب الله تعرّض لبنان واللبنانيين للخطر”. ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا، وفق خرائط مودعة من الطرفين لدى الأمم المتحدة، وتتوسط الولايات المتحدة في المفاوضات غير المباشرة لتسوية النزاع وترسيم الحدود البحرية بينهما.
مشاركة :