إشكاليات كثيرة يواجهها لبنان في الوقت الراهن، لكن السياسي اللبناني وعضو مجلس النواب، فادي كرم، يؤكد أنه يمكن حل أغلبها بانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة التي اعتبرها مفترق طرق، وأن أهميتها بأهمية معركة وجود البلد نفسه، الذي يتعرض لهجمة لتغيير هويته من قبل ميليشيات «حزب الله». وأوضح كرم في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن النخبة المعارضة لـ«حزب الله» ترى في انتخابات الرئاسة حلاً يمكن الاستناد إليه لمنع المحاصصة والاستئثار بالسلطة، ويتضمن ذلك النخبة الوطنية التي تؤمن بوجود لبنان وطبيعته، والعيش المشترك، إذا كان بينهم خلافات سياسية وفكرية، وأن رئاسة الجمهورية هي رأس الدفاع عن لبنان لمنعه من الدخول في محاور إقليمية لا تهتم بمصلحة البلد. وحذر أن من أهم المشكلات التي تواجه لبنان الانهيار الكامل لمفهوم الدولة ومؤسساتها، عبر انقلاب فريق بعينه على المؤسسات، وسعيه إلى الاستئثار بالمقدرات وبناء المؤسسات بطريقته، وتغيير العقل والذهنية والإدارة والثقافة اللبنانية، ولهذا السبب يعاني لبنان من هذه الحال، فهناك مشكلة رئيسة في إدارة شؤون البلاد، والمظلة الكاملة المتمثلة في مؤسسات الدولة. ويرى عضو مجلس النواب أن هناك حلولاً واضحة تتمثل في انتخابات رئاسة الجمهورية، ووضع خطة واضحة لإعادة السيادة، ومن ثم الذهاب إلى إصلاح حقيقي، بعيداً عن منظومة الفساد أو حمايتها بأي شكل من الأشكال، وهو ما يسهم في مشروع يعمل على الاستقلالية للمؤسسات وخاصة القضاء ومجالس الرقابة والمناقصات الشفافة. واعتبر أن دور مجلس النواب يكمن في مساءلة السلطة التنفيذية، وتشريع القوانين التي تسهل الحياة العامة وتمنع الفساد والمحسوبية. وأشار كرم إلى أن الأغلبية البرلمانية ضد مشروع «حزب الله» وحلفائه، لكنها لم تترجم نفسها في الاستحقاقات التي جرت داخل مجلس النواب، داعياً إلى إصلاح حقيقي للمنظومة في لبنان. وأوضح النائب البرلماني أن كل الأزمات الحالية في لبنان، ناتجة عن سياسة الدعم غير الرشيدة، التي تسهل الخدمات الحزبية، وبالتالي يجب ترشيد الدعم ومنع إبقاء التهريب بسببه. وقال كرم: «طلبنا من سنوات وقف التهريب عبر الممرات الشرعية وغير الشرعية، لكن محور (حزب الله) يريد أن يبقي على اقتصاد الإرهاب والتهريب ولا يريد أن تبقى للدولة سيادتها وشخصيتها وقوانينها». وكشف فادي عن أنه قد دخل إلى لبنان، منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى عام 2019، مليارات الدولارات، ولكن لم يستفد منها الشعب، ولم تؤسس بنية تحتية أو غيرها من الأمور، ولهذا لم تنجح هذه الأموال في تحسين الأوضاع. وأشار إلى أن الطائفية في لبنان قد تكون أزمة، وبعيدة كل البعد عن تفكير اللبنانيين، لأن استخدامها في النقاش الوطني سلبي جداً، ولا سبيل لمنع الطائفية إلا بتطبيق القوانين.
مشاركة :