فتاة تونسية تُطرّز القفاف بلمسات فنية

  • 8/20/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كخلية نحل تعمل فتيات بورشة “تقاليدنا”، بمدينة بني خيار شرقي تونس، وتنشغل كل واحدة منهن بإعداد جزء من الزينة التي ستتم بها زخرفة القفاف المصنوعة من سعف النخيل. في الماضي كانت القفة تستخدم للتسوق وحفظ المشتريات قبل أن يتم تطويرها من قبل مختصين في الصناعات التقليدية لتصبح لها استخدامات يومية متعددة. الشابة شيراز باديس صاحبة علامة “تقاليدنا” خريجة المعهد العالي للفنون الجَميلة بمدينة نابل، استغلت شغفها وعشقها للصناعات التقليدية الذي ورثته عن والدها منذ الصغر. وقالت “بالنسبة إلي فإن البطالة مصطلح غير موجود ولا أؤمن به.. ومن بقي معطلا عن العمل منتظرا الوظيفة فهو من أراد أن يكون كذلك في حين كان عليه أن يخلق عملا لنفسه”. وتابعت “أنا أشجع الجميع على البحث وامتهان حرف أو مهن بسيطة وخلق موطن شغل لأنفسهم وعدم البقاء عاطلين”. وأضافت أن “قطاع الصناعات التقليدية مجال رحبٌ يتسع للجميع وبإمكان أي شاب أن يبدع ويخلق تصاميم جديدة ويترك لمساته الخاصة”. ومضت قائلة “أردت أن يكون لي مشروعي الخاص أترك فيه بصمتي.. أردت حرفة تمثلني وتكون قريبة من تصوراتي وهواياتي ومن هنا بدأت الرحلة”. وأردفت “كانت البداية مع والدي حينها كنت طفلة صغيرة، فغرس فيّ حب الصناعة التقليدية خاصة وأنه امتهن صنع القشابية والبرنس، إلا أن ذلك كان عملا موسميا مقتصرا على فصل الشتاء، فرغبت في تطوير عملي أكثر وكانت البداية بتزويق القفاف”. وشرعت شيراز رفقة أختها منذ قرابة سنتين بتزيين أولى تلك القفاف وإحيائها من جديد عبر أشكال وألوان رغبة منها في الحفاظ على التقاليد ومسايرة العصر بشكل متزامن. Thumbnail ولم تتصور الحرفية الشابة حين بدأت هذا العمل أن ينال إعجاب الزبائن لتصبح محل طلب عدة فتيات ونساء. وتقول شيراز “أمضي يوما كاملا في اختيار الألوان والتصاميم التي تتماشى مع كل حقيبة أو قُفّة، وقد يتطلب مني إنجاز واحدة فقط أياما حتى أخلص إلى نموذج متقن يرضي ذوقي وذوق زبائني”. وتابعت “هناك اليوم عودة وإقبال كبير على الصناعات والمنتجات التقليدية دون اقتصار على عمر أو فئة معينة فالكل اليوم أصبح يختار أزياء وأكسسوارات تقليدية تجعله متشبثا أكثر بتراثه وتاريخه ومتماشيا مع عصره في آن واحد”. وزادت “أصبح التونسي اليوم مهتما بمثل هذه التفاصيل وأصبحت المنتجات التقليدية على غرار القفة مستخدمة بشكل يومي، إذ لم تعد مخصصة فقط لوضع المقتنيات مثلما كان دورها سابقا”. وعن مراحل عملها تقول شيراز “أقتني القفاف أولا ومن ثمة ألقي نظرة عليها وأختار ما يتناسب مع طلب كل زبونة من تصميم وتزويق، فتجدني أحيانا أستوحي عملي من لوحات فنية كنت شاهدتها سابقا”. وتعمل مع شيراز في الورشة 4 فتيات، تختص كل واحدة منهن في إعداد جزء من زينة الحقائب، بدءا من تحضير خيوط الصوف لتصبح على شكل زهرات أو إعداد صدفات وإلصاقها في المكان المخصص لها بالحقيبة. كما تقوم الفتيات أيضا بطلاء يد الحقيبة أو حزامها اللوحي وشد بطانها حتى يسهل في ما بعد حفظ كل المستلزمات، وخياطة جزئيات الزينة في شكل متناسق مع بعضها البعض لتصبح جاهزة للعرض والبيع. وتطرقت شيراز إلى العقبات التي تعترض مهنتها، واعتبرتها تتمثل أساسا في مسألة التقليد، وقالت “العديد من الأشخاص يسعون لتقليد ما أقوم به وأنجزه من تصاميم وعرضها على وسائل التواصل لبيعها وكأنها إبداع خاص بهم”. ولفتت إلى أن “البعض الآخر يقوم بسرقة صور تصاميمها وعرضها في صفحات خاصة بهم وفي ذلك مغالطة للزبائن”. وشددت في هذا الخصوص على “ضرورة الاجتهاد والإبداع بدل تقليد وسرقة جهد الآخر بأبسط الوسائل”.

مشاركة :