جمعية الإحسان وأربطة حرم منها الإنسان | سالم بن أحمد سحاب

  • 12/30/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

جمعية الإحسان في جدة أحد روافد الخير التي تُعنى بالإنسان، كما تُعنى بالمكان، ولأن الإنسان في قلب اهتمام جمعية الإحسان، فإن المعدمين، والمحرومين يتقدمون هذا الإنسان. وتحدّثتُ ذات مرة مع رئيس الجمعية الأخ الصديق الدكتور حبيب الله تركستاني، مستعلمًا، ومستفسرًا عن أنشطة الجمعية وخدماتها واهتماماتها، فذكر لي أن الانطلاقة كانت -ولا زالت مستمرة- في ميدان جمع المعلومة وتنظيمها وترتيبها وتبويبها، ومتى ما اكتملت هذه المهمّة كان التالي أسهل وأيسر. وفي خضم حصر المعلومات يتم عادة اكتشاف ما قد لا يخطر على البال. يقول الزميل الكريم إن في منطقة جدة التاريخية 17 رباطًا خصّصها أصحابها منذ زمن مضى للفقراء والمحتاجين، الذين لا يجدون مأوى، ولا يملكون حيلة، ولا يهتدون سبيلاً، ثم مات الواقفون، ومات الناظرون، وأهملت هذه الأربطة التي كانت تؤوي عشرات، أو مئات الأسر كما المقطوعين من الناس، لا أبناء ولا أقرباء ينظرون إليهم بعين الشفقة فضلاً عن الرعاية. وآلت هذه المساكن الموقوفة إلى الوزارة المعنية بحكم النظام، لكن يبدو أن في النظام مواد لا تسمح للجهة المعنية بالإنفاق على هذه الأوقاف، حتى وإن كانت تملكها، ولذا آلت هذه الأربطة إلى دور مهجورة، لا أحد يرعاها أو يشرف عليها، بل إن بعضها بات وكرًا لبعض المخالفين، وصغار المجرمين. هي إشكالية فعلاً؛ لأنها أولاً لم تعد تؤدّي الوظيفة التي أوقفت من أجلها، فتعطّلت رغبة الواقف الذي أراد بها خيرًا فغدت بورًا. أمّا المشكلة الأخرى، فاكتفاء الوزارة بحالة السكون التي تفرضها معظم هذه الأربطة، فلا هي أنفقت عليها وأهلتها، ولا هي سوقت فكرة تأهليها وتطويرها ورعايتها على أهل الخير الراغبين في ذلك، وهم -ولله الحمد- كثير. ولذلك أعيد توجيه السؤال الذي سُئل من قبل ربما ألف مرة: ما جدوى جمع كل هذه الأوقاف العينية، إن كانت لا تخدم الإنسان الذي يحتاج إليها؟ ألا يمكن النظر إلى مقاصد الشريعة الكبرى بعيدًا عن حرفية البنود والنصوص؟ قبل أسابيع قليلة صدرت الموافقة السامية على إنشاء هيئة مستقلة للأوقاف، فلله الحمد والمنّة، ولها منا الدعاء، ومنها ننتظر الإنجاز بقوة وهمّة. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :