ملهي شراحيلي تعيش الولايات المتحدة زخم الانتخابات والتصويت مرة كل عامين، حيث تجرى الانتخابات الرئاسية كل أربع سنوات، بينما يتم إجراء انتخابات نصفية، أي فى منتصف الفترة الرئاسية، على مقاعد بمجلسي النواب والشيوخ وعدد من حكام الولايات.ومن المقرر أن يتوجه الأمريكيون مجددا إلى مراكز الاقتراع فى نوفمبر المقبل، فى الانتخابات النصفية التى ستحدد لمن سيكون السيطرة على مجلسي الكونجرس، وهو الأمر الذى ستكون نتيجته مؤثرة على باقى الفترة الرئاسية لبايدن.وفي الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 ستجري انتخابات التجديد للكونغرس على كل مقاعد مجلس النواب الـ435، وعلى 34 من مقاعد مجلس الشيوخ المئة، بمن فيهم مرشحون ديمقراطيون في دوائر متأرجحة بولايات مثل أريزونا وجورجيا ونيفادا.ولا يحتاج الجمهوريون سوى الفوز بستة مقاعد إضافية في مجلس النواب، ومقعد واحد إضافي في مجلس الشيوخ لتؤول الأغلبية إليهم.في هذه المرحلة، من المرجح أن يسيطر الجمهوريون على مجلسي الكونغرس (الشيوخ والنواب) في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، ويُتوقع أن يصيب الشلل أجندة بايدن خلال العام الثالث والرابع من فترة حكمه.في الأشهر المقبلة، ينصب الاهتمام في واشنطن على قدرة الرئيس جو بايدن، على تجنب خسائر التجديد النصفي التي أربكت العديد من أسلافه، ويبدو أن حزبه مقدم على خسارة لا يمكن تجنبها خاصة مع ضيق الفارق بين الحزبين في مجلسي النواب والشيوخ.في المقابل تتوالى الانتصارات للحزب الجمهوري بقيادة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لاسيما بعد إجهازه على منافسته اللدودة ليز تشيني.ويؤثر على شعبية بايدن، الفشل في مواجهة فيروس كوفيد-19، إضافة لرفع حجم الإنفاق الحكومي بأشكال قياسية، مما أثر على ارتفاع نسبة التضخم لتبلغ أعلى مستوى فيما يقرب من 40 عاما.وسبب ارتفاع الأسعار معاناةً لملايين الأميركيين، ودعم رواية الجمهوريين بأنه لا يمكن الوثوق بالديمقراطيين ولا بقيادة بايدن في الاقتصاد، وأن حزمة التحفيز التي قدمتها هذه الإدارة زادت من تدهور الوضع الاقتصادي.وساهم الصراع المحتدم بين تيارات الحزب الديمقراطي في شل أجندة بايدن لتحسين البنية التحتية الأميركية، وخططه للإصلاحات الاجتماعية ولمواجهة التغيّر المناخي.كما تلقى بايدن ضربة موجعة على يد كيرستين سينيما، السيناتورة الديمقراطية من ولاية أريزونا، والتي دقت مسمارا في نعش آمال الديمقراطيين بتعديل قواعد مجلس الشيوخ بإعلانها رفض أي تحركات تهدف لتعديل إجراءات مجلس الشيوخ من أجل تمرير التشريع كما يرغب بايدن. وأدت عرقلة تمرير أجندة الرئيس بايدن المتعلقة بالبنية التحتية واضطراره لتعديلها، ثم عرقلة تشريع “إعادة البناء للأفضل”، إلى انخفاض شعبية الرئيس، مع تعهد السيناتور الديمقراطي جون مينشين من ولاية فرجينيا الغربية بعدم التصويت لصالح القرار.وتعكس تلك الحالات شكوكا متزايدة في قدرات بايدن، على قيادة وتوحيد الديمقراطيين في ظل استمرار الاقتتال الداخلي بين تيارات حزبه، خاصة بين الأعضاء التقدميين والأغلبية التقليدية.وعلى العكس من الديمقراطيين، يتمتع الجمهوريون بوحدة حزبية قوية خلف الرئيس السابق دونالد ترامب. ونجح الجمهوريون في عرقلة محاولات متعددة لتمرير مشروعات قوانين لإصلاح حقوق التصويت العام الماضي، وهو ما دفع بايدن، للتهديد بإجراء تغييرات في “قاعدة التعطيل” التي تتطلب أغلبية 60 صوتا من أعضاء مجلس الشيوخ المئة لتمرير معظم التشريعات، قبل أن تقضي السيناتورة سينيما على حظوظه.إن محاولات الديمقراطيين، منع ترامب، من الوصول إلى البيت الأبيض مرة أخرى، ليست سوى مغامرات سياسية، قد تفيد ترامب، أكثر مما يتوقع الديمقراطيون.فقضية مداهمة مقر إقامته، بحجة أنه يخفي وثائق سرية، وغيرها من التهم السياسية، سوف تجلب له أنصار كثر، وتزيد من شعبيته بين أنصاره من الجمهوريين.من ناحية أخرى فإن الأحداث العالمية، سواءً في أوكرانيا، أو تايوان، أو إفريقيا، وغيرها من الملفات والقضايا العالمية، المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وكيفية تعامل الإدارة الحالية للحزب الديمقراطي، مع هذه القضايا، سوف تلقي بظلالها على الانتخابات النصفية، مما يزيد من حظوظ الحزب الجمهوري بإحكام قبضته على مجلسي الشيوخ والنواب، وبالتالي تقييد حركة الإدارة الأميركية، حتى موعد الانتخابات الرئاسية. ظهرت المقالة حظوظ الأحزاب الأمريكية في الانتخابات النصفية أولاً على صحيفة الرؤية الإلكترونية السعودية .
مشاركة :