تحتدم المواجهة بين الديمقراطيين والجمهوريين قبل الانتخابات النصفية المقررة في الثامن من الشهر المقبل. ومع اقتراب موعد حسم الصراع على الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، صعّد الحزبان استراتيجياتهما لمحاولة استقطاب أصوات الناخبين. وفيما أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تقدم الجمهوريين على الديمقراطيين في سباقات الكونغرس، كثّف الديمقراطيون حملاتهم الانتخابية فدفعوا بالرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس السابق باراك أوباما، لتصعيد مشاركاتهما في هذه الحملات. ويستعد بايدن للتوجه إلى بنسلفانيا الخميس لدعم المرشح الديمقراطي جون فيتيرمان في هذه الولاية المتأرجحة، كما سيعود إلى زيارة الولاية نفسها الأسبوع المقبل برفقة نائبته كامالا هاريس، في دلالةٍ على الأهمية الكبيرة لهذه الولاية في حسم الصراع على الأغلبية في مجلس الشيوخ. ومشاركة بايدن في هذه الحملات تعدّ مخاطرة في بعض الولايات، بخاصة في ظل تراجع شعبيته بين الناخبين، ما قد يؤثر سلباً على حظوظ الديمقراطيين بالفوز. إلا أن الأمر مختلف بالنسبة إلى أوباما الذي لا يزال يتمتع بشعبية واسعة في صفوف حزبه. ولهذا يعتمد عليه الديمقراطيون لتجييش الناخبين واستقطابهم إلى صناديق الاقتراع. ومن المتوقع أن يبدأ الرئيس السابق رسمياً بالمشاركة في الحملات الانتخابية في 28 من الجاري في ولايات جورجيا وميشيغان وويسكنسن. وباشر أوباما فعلياً بدفع الناخبين للتصويت عبر مشاركته بمقابلات تحدث فيها عن أهمية حفاظ حزبه على الأغلبية في الكونغرس، وقال: «إذا جمعت ما بين القلق العميق على ديمقراطيتنا والإنجازات الفعلية التي تمكنت إدارة بايدن من تطبيقها رغم وجود أغلبية بسيطة في مجلسي الشيوخ والنواب، فهذا يجب أن يكون كافياً لدفع الناخبين للتصويت». لكنّ تراجع شعبية بايدن ليست المشكلة الوحيدة أمام الديمقراطيين. فقد أظهرت استطلاعات الرأي لصحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع جامعة «سيينا» أن الناخب الأميركي مهتم بالاقتصاد أكثر من قضية الإجهاض التي يركز عليها الحزب الديمقراطي. وقال الاستطلاع إن 44% من الناخبين يرون أن قضية الاقتصاد والتضخم هي القضية الأساسية في حسم قرارهم، وأن 49% من الناخبين سيصوّتون للجمهوريين مقابل 45% للديمقراطيين. ورغم هذه الأرقام، فإن إدارة بايدن لا تزال تركز على قضية الإجهاض، وهذا ما سيتحدث عنه الرئيس خلال مشاركته في لقاء للجنة الوطنية الديمقراطية مساء الثلاثاء في العاصمة واشنطن.
مشاركة :