«حزب الله» يدشن «معلماً سياحياً» ويلوّح بالتصعيد العسكري مع إسرائيل

  • 8/21/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رفع «حزب الله» وتيرة تهديده برد فعل عسكري ضد إسرائيل، على خلفية ما أسماه «التسويف والمماطلة» في حسم ملف الحدود البحرية معها، ملوحاً بـ«ضيق الوقت»، وعازلاً الملف عن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، في غياب أي خروقات جديدة في مساعي التوصل إلى تسوية. ووضع الحزب في الأسابيع الماضية جدولاً زمنياً ينتهي في سبتمبر (أيلول) المقبل، قبل القيام برد فعل عسكري ضد إسرائيل، في حال الفشل بالتوصل إلى تسوية «تتيح للبنان التنقيب عن الطاقة في مياهه الإقليمية». واللافت أن الحزب لا ينظر إلى الانتقادات اللبنانية الداخلية، ويمضي في خطوات تصعيدية ينقسم حولها اللبنانيون بين من يعتبرها «ضغطاً على تل أبيب» للإسراع في الاستجابة للمطالب اللبنانية، وبين من ينظر إليها على أنها «ضغوط لتعزيز موقف طهران في المفاوضات النووية» الجارية في فيينا. وعبّر عن هذا الموقف أمس، النائب مارك ضو، الذي قال: «عندما يقول حزب الله إن كل ما يتعلق به مرتبط بإيران لا يمكن أن نصدق أنه لا علاقة للاتفاق النووي بترسيم الحدود البحرية، ومن المؤكد أن أي إطلاق لمسيرات تابعة لحزب الله، إيران على علم بها». لكن أمين عام الحزب حسن نصر الله، أكد خلال افتتاح وضع حجر الأساس لمعلم «جنتا السياحي»، وهو أول معسكر للتدريب العسكري افتتحه الحزب في الثمانينات، أن «موضوع الحدود البحرية وكاريش والنفط والغاز لا علاقة له بالاتفاق النووي الإيراني لا من قريب ولا من بعيد سواء وقع من جديد الاتفاق النووي أم لم يوقع». وأضاف في كلمة له مساء الجمعة: «إذا جاء الوسيط الأميركي وأعطى للدولة اللبنانية ما تطالب به، فسنتجه إلى الهدوء، سواء وُقع الاتفاق النووي أم لم يُوقع، وإذا ما لم يُعطَ للدولة اللبنانية ما تطالب به فنحن ذاهبون إلى التصعيد ونتجه إلى مشكلة». وأضاف نصر الله: «عين اللبنانيين يجب أن تكون على كاريش، وعلى الوسيط الأميركي الذي ما زال يضيع الوقت ووقته قد ضاق». وكان «الحرس الثوري» الإيراني قد تسلم المعسكر في بلدة جنتا البقاعية في عام 1982 وعمل على توسيعه بعدما استُخدم لسنوات من قبل حركة «أمل»، التي يتزعمها اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري. وشارك في أولى دورات معسكر جنتا التدريبية الأمين العام السابق لـ«حزب الله» عباس الموسوي، الذي اغتالته إسرائيل في عام 1992. وتعرض المعسكر، وفق نصر الله، مرات عدة لقصف إسرائيلي أودى بحياة مقاتلين لبنانيين ومدربين إيرانيين. ولم يعد «حزب الله» يعتمد على هذا المعسكر، الذي توسع تدريجياً وشهد العديد من الدورات التدريبية، وافتتح معسكرات تدريبية عدة في مناطق أخرى. وفي موقع جنتا الواقع في الجرود الشرقية في البقاع اللبناني، وضعت الجمعة آليات عسكرية وانتشر عناصر لحزب الله في التلال المحيطة، وسط مشاركة بضع مئات من الأشخاص، بينهم مسؤولون حزبيون. وبث الحزب شريط فيديو يظهر مقاتليه أثناء قيامهم بتدريبات عسكرية في المعسكر. وانخرط الحزب في ملف ترسيم الحدود عسكرياً وسياسياً، حين سير 4 مسيرات غير مسلحة على مرحلتين في الشهر الماضي، فوق حقل «كاريش» النفطي الذي استثمرته إسرائيل في البحر المتوسط. وهدد الحزب باستخدام سلاحه في حال انقضت مهلة حددها في شهر سبتمبر المقبل، ولم يتم التوصل إلى اتفاق، بما يتيح للبنان التنقيب عن الطاقة في مياهه الاقتصادية. وتتعزز فرضية انخراط «حزب الله» عسكرياً، مع جمود في الملف، وغياب أي مؤشرات على خروقات. وتنتشر تقديرات في أوساط اللبنانيين بأن الجانب الإسرائيلي يسعى لتأجيل الاتفاق إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، وهو ما يرفضه الحزب الذي قال رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد أمس السبت: «الآن يكررون نفس الطريقة والسلوك (في المراوحة) ويساعدهم الأميركيون وربما يحاول الإسرائيليون أن يؤجلوا قرارهم بالنسبة لما طلبه لبنان إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية». وقال: «هذا نوع من التسويف والمراوغة والتعطيل لحقوقنا في استثمارها». ولوح رعد بمواجهة محاولات التأجيل الإسرائيلية، بالقول: «أن يستثمر الإسرائيلي غازاً منهوباً من فلسطين ليبيعه بأسعار مرتفعة لأوروبا التي تحتاج إلى غاز، ويعطل علينا حقنا في استثمار غازنا فهذا أمرٌ لن نقبل به وهذا استحقاق سنواجهُهُ في الأيام المقبلة». وجدد رعد موقف الحزب بالقول: «نحن ماضون بالموقف الحر والأخلاقي الذي يجعلنا أسياداً في التصرف بما نمتلكه في مياهنا وفي أرضنا من ثروات معدنية من غاز ونفط». وقال الوكيل الشرعي العام لخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك: «أشرفنا على نهاية أغسطس (آب)، ولا يجوز تضييع الفرصة بمطالبة الأميركي بالاستعجال لترسيم الحدود وأخذ حقوقنا كاملة من موقع القوة لا الضعف»، وأضاف: «لقد ولى شعار قوة لبنان بضعفه وإنما قوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته».

مشاركة :