تعهّد زعيم «التيار الصدري» في العراق مقتدى الصدر باتخاذ إجراءات جديدة رداً على عدم التفاعل مع دعوته لـ«مناظرة علنية» مع الفرقاء السياسيين لحل الأزمة السياسية في العراق. وقال الصدر في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: «قدمنا مقترحا للأمم المتحدة لجلسة حوار بل مناظرة علنية وببث مباشر مع الفرقاء السياسيين فلم نر تجاوباً ملموساً منهم». وأضاف «كان الجواب عن طريق الوسيط جواباً لا يغني ولا يسمن من جوع ولم يتضمن جوابهم شيئا عن الإصلاح ولا عن مطالب الثوار ولا ما يعانيه الشعب ولم يعطوا لما يحدث أي أهمية على الإطلاق، لذا نرجو من الجميع انتظار خطواتنا الأخرى إزاء سياسة التغافل عما آل إليه العراق وشعبه بسبب الفساد والتبعية». وأردف: «فلا يتوقعوا منا حواراً سرياً جديداً بعد ذلك، فأنا لا أخفي على شعبي شيئاً ولن أجالس الفاسدين ومن يريد السوء أو قتلي». وختم تغريدته بقول: «إنني قد تنازلت كثيراً من أجل الشعب والسلم الأهلي، وأنتظر ماذا في جعبتهم من إصلاح ما فسد لإنقاذ العراق». وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام عراقية عن رحيم العبودي عضو «تيار الحكمة»، أحد قوى «الإطار التنسيقي»، قوله إنه «لم تتم مناقشة عرض بديل لمرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني مقابل تنازل مقتدى الصدر عن شروطه بشكل رسمي»، ولكنه بالمقابل أكد أن هذا العرض قد يكون أحد مقترحات رئيس «تحالف الفتح» في مبادرته. وقال العبودي إن «كل الخيارات مفتوحة، وتغيير السوداني أمر وارد جداً، باعتبار أن المصلحة الأهم تتطلب التنازلات، لكن بالمقابل يجب أن تكون هنالك تنازلات من التيار الصدري، على اعتبار أن هذا التنازل كبير من قبل الإطار، لذا يجب أن يكون مقابله تنازل من الكتلة الصدرية عن بعض الشروط التي يصعب تنفيذها». والخميس الماضي، عقدت سلطات الرئاسات الثلاث في العراق «التشريعية والتنفيذية والقضائية» اجتماعاً مع القوى السياسية في بغداد، بحضور الممثلة الأممية للعراق جينين بلاسخارت، تلبية لدعوة أطلقها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لعقد حوار وطني بهدف إيجاد مخرج للأزمة السياسية الراهنة. وانتهى الاجتماع الذي غاب عنه الصدر أو من يمثله، ببيان ختامي من 5 نقاط جاء من ضمنه قبول مبدئي بإجراء الانتخابات المبكرة مع الالتزام بالآليات الدستورية التي تكفل تحقيق ذلك الأمر. وبموازاة تصعيد متبادل بين «الإطار التنسيقي» و«التيار الصدري»، تتكثف دعوات من قيادات سياسية محلية ودول عديدة إلى التهدئة والحوار بين الفرقاء باعتباره السبيل الوحيد لحل الأزمة، حيث تتخوف قوى محلية وإقليمية ودولية من انزلاق العراق نحو الفوضى. واعتبر خبراء ومحللون عراقيون في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الأزمة السياسية ماضية نحو التصعيد إذا لم تصل الكتل السياسية إلى اتفاق على حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة. وقال الدكتور غازي فيصل حسين مدير«المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية»، إن على الأحزاب العراقية أن تعترف بالفشل وعدم القدرة على إدارة دولة مدنية ديمقراطية، مؤكداً في تصريحات لـ«الاتحاد» أن «نتائج الحوار بين القوى السياسية محدودة ولم تذهب لتحديد ومعالجة الأسباب والعوامل التي أدت إلى فشل العملية السياسية». واعتبر حسين أن «التيار الصدري سيستمر في المعارضة الشعبية وستتسع دائرة تحالفاته مع الأحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني من أجل حل البرلمان وتعديل الدستور والدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة بعد إحالة قيادات الفساد إلى القضاء والعمل على استعادة أموال وثروات الشعب العراقي المنهوبة». بدوره، اعتبر المحلل العراقي عمر الناصر أن الوضع السياسي وصل إلى حالة الانسداد. وقال في تصريحات لـ«الاتحاد»: «على مايبدو أننا وصلنا إلى مفترق طرق حقيقي في الانسداد السياسي، في ظل عدم وجود نوايا حقيقية للحل». وأشار إلى أن «العراق دخل فعلياً في مرحلة الاستعداد لسيناريوهات جديدة وغير مألوفة، ويبدو تكرار اللغط بخصوص إصرار الصدر على موقفه بأنه لن يستمر طويلاً». غارات جوية تستهدف قيادات «داعشية» في صلاح الدين أعلنت وزارة الداخلية العراقية، أمس، أن مقاتلات حربية عراقية نفذت ضربات جوية استهدفت تجمعا لتنظيم «داعش» الإرهابي في سلسلة «جبال حمرين» في محافظة صلاح الدين شمالي بغداد. وذكرت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية بوزارة الداخلية، في بيان صحفي، أن «فرقها رصدت تحركات لعناصر داعش الإرهابية، وعلى إثر ذلك نفذت طائرات القوة الجوية العراقية ضربة جوية استهدفت تواجد قيادات مهمة لعصابات داعش في سلسلة جبال حمرين ضمن محافظة صلاح الدين». وأوضحت أنه «سيتم الكشف عن التفاصيل الكاملة لأسماء ومناصب المجرمين الذين تم استهدافهم في وقت لاحق»، لافتة إلى أن «وكالة الاستخبارات تعمل وفق خطة معدة لإنهاء تواجد عصابات داعش الإرهابية على أرض العراق». وفي سياق آخر، أفاد مصدر أمني عراقي بانهيار تل ترابي في منطقة «قطارة» غرب محافظة كربلاء. وقال مصدر أمني إن «الانهيار أسفر عن إصابة 4 أشخاص، جرى نقلهم إلى المستشفى». وبين، أن هناك 8 أشخاص لا زالوا محاصرين تحت الأنقاض بينهم طفلان اثنان، مشيراً إلى أنه تم التواصل مع 5 من المحاصرين وطلبوا ماء وغذاء. في غضون ذلك، أفاد مصدر محلي في العراق، أمس، بحدوث قصف في محيط محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. ونقلت وسائل إعلام عراقية أن القصف استهدف منطقة يتحصن فيها عناصر من «حزب العمال الكردستاني» صباح أمس، في ناحية «سيدكان» التابعة لقضاء «سوران» بأربيل. وأضاف المصدر أن «القصف كان بطائرة مسيرة تركية، لكن لم يتم التعرف حتى الآن على حجم الخسائر».
مشاركة :