الحديث هنا ليس رياضيا، بل تعليمي، فطالما ظلت الجامعات السعودية خارج التصنيف العالمي لجودة التعليم لأعوام ماضية، لكنها اليوم تزاحم أعرق الجامعات، وحجزت جامعات سعودية أماكنها ضمن تصنيف شنغهاي الذي يتخذ ستة معايير صعبة ودقيقة، مثلا أن يكون ضمن طاقم الجامعة فائزون بجوائز نوبل، أو حائزو ميدالية فيلدز بين خريجيها، وعدد الباحثين الذين ترد أسماؤهم كثيرا في مجال اختصاصهم أو حتى عدد المقالات المنشورة في مجلتي «ساينس» و«نيتشر»، وفي هذا العام تم النظر في 2500 مؤسسة تعليمية لتحديد أفضل ألف منها. تعكس هذه النتائج المجهودات المبذولة والتميز الذي تحققه منظومة التعليم والجامعات في المملكة خلال الأعوام الماضية، وقد يتبادر للذهن عن جدوى الدخول في تصنيف شنغهاي. التساؤل مشروع، ومن الأهمية معرفة أنه تضاعف العدد المرشح في التصنيف من 4 في 2019 إلى 7 في 2022، ويعني ذلك جودة المخرج التعليمي السعودي عالميا، ومضي خطط تطوير المنظومة التعليمية بشكل جيد، فالسمعة الأكاديمية تعد أحد العناصر التي يأخذها عديد من الطلاب في الحسبان حين يتخذون قرار الدراسة، وبأي جامعة سيلتحقون ويسجلون في برنامج البكالوريوس أو الدراسات العليا. هناك عديد من تصنيفات الجامعات العالمية، لكن النظر إلى معايير التصنيف التي اعتمدها والمنهجية التي عمل وفقها كل تصنيف عالمي أمر ضروري، لتمييز ترتيب الجامعات الصادر وعقد مقارنات صحيحة، لكن ماذا عن تصنيف شنغهاي؟ "مؤسسة شنغهاي لاستشارات التصنيف SRC"، هي مؤسسة صينية مستقلة تتمتع بمكانة دولية في مجال تصنيف الجامعات، وتصدر سنويا التصنيف المعروف "بالتصنيف الأكاديمي لجامعات العالم ARWU". وبدأت هذه المؤسسة عملها عام 2009، لكن التصنيف الذي تصدره انطلق عام 2003، ويقوم التصنيف على نشر نتائج أفضل ألف جامعة عالمية سنويا، باستخدام أربعة معايير، تتمثل في: جودة التعليم، وجودة أعضاء هيئة التدريس، والمخرجات البحثية، وكذلك الأداء مقارنة بحجم المؤسسة. أخيرا، اختلفت أم اتفقت حول معايير التصنيف، وأهمية البحث عن مقاييس شاملة لجودة التعليم العالي، تستمر التصنيفات العالمية الحالية في جذب مزيد من الاهتمام، سواء على مستوى أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب وكذلك المجتمع، لذا فالعالمية التعليمية لم تصبح صعبة ولا قوية، بل سنكون في مقدمة الركب كما كنا.
مشاركة :