ليست صعبة.. ولا قوية!

  • 1/8/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من أهم الأسئلة التي برزتْ الفترة الماضية، وخصوصاً قبل منافسات نادي الهلال في تصفيات كأس العالم للأندية: - هل من المعيب أن يشجّع شابٌ ما فريقًا أجنبيًّا، في مباراته المصيرية مع فريق وطنه المنافس لفريقه؟! ربما يظن بعضهم أنَّ الإجابة يجب أن تكون بالنفي، من باب أن تشجيع الفرق وليس المنتخب، خيارٌ شخصي. فيما يجزم آخرون بأنها بالإيجاب بلا أدنى شك، لأن هذا الفريق يمثل الوطن. هذه القضية تتكرر دائماً في منافسات الفرق السعودية للبطولات الإقليمية والقاريّة والعالمية، وسوف لن يتمكن أحدٌ من فرض رأيه على المشجع، وإجباره على مؤازرة فريقٍ ينافس فريقَه ويقضّ مضجعه في البطولات المحلية. ولعلنا نتوقف عن نقاشها، لنسأل أنفسنا: - ما البرامج التي تعزز الحس الانتمائي لدى الشباب؟! لماذا على سبيل المثال، يتركون نفاياتهم في مدرجات الملاعب، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء وضعها في الحاويات المخصصة؟! لماذا حين يفرحون بالفوز، يحطمون ويكسرون ويتهورون في قيادة سياراتهم؟! لِمَ تتسبب كرة القدم في صنع الجفوة بين الأخ وأخيه، والابن وأبيه؟! ما مبرر كل المقاطع التي نشاهدها بعد المباريات، لأطفال يبكون ولفتيان يتصارعون، لأن هذا الفريق فاز والآخر هُزم؟! أظن أنّ هذا ما يجب أن نناقشه، وأن نجد له الحلول. علينا مواجهة المؤسسات المعنية بالتثقيف بهذه الأسئلة، وأن نحفّزهم على العمل لكي يدخلوا في غمار الحراك الحقيقي للوصول إلى وعي جمعي يتلاءم مع أشكال التنمية الحاضرة بقوة اليوم. وفي تلك المرحلة من الوعي الجديد والمغاير، ربما نستطيع أن نتحاور معهم؛ لماذا يستميت الشباب في تشجيع الفريق الأجنبي في مباراته مع الفريق الوطني المنافس لفريقهم في بطولة آسيوية. أقول ربما، لأن المقياس هنا غير موضوعي، فارتفاع حس الانتماء الوطني والالتزام بالسلوكيات الإيجابية داخل الملاعب، لا يعني بالضرورة تشجيع الخصم المحلي لفريقي في مباراته ضد فريق أجنبي. شبابنا اليوم لا يزالون بحاجة لأيقونات رياضية وإعلامية، ترشدهم للوعي الرياضي المنشود. ذلك الوعي الذي لا يستنكر العشق الجنوني للفريق، ولكنه يخففه لكي لا يقتل صاحبه؛ فهل نجد تلك الأيقونات، أم نظل على حالنا، نعيد ونكرر بأن الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، هو ما يشحذ في شبابنا التعصب الرياضي، ويجعلهم يشجعون بهستيرية شديدة الفريقَ الذي يلعب ضد فريق وطنهم، المنافس لفريقهم؟!

مشاركة :