أكثر من عقد مضى التحقت ببرنامج الدكتوراه في جامعة دور هام، بالمملكة المتحدة، ومن ضمن المواضيع التي بحثت فيها ضمن البرنامج كان السقف الزجاجي في القطاع الخاص، الذي هو عبارة عن الحواجز المصطنعة القائمة على التحيز السلوكي أو التنظيمي التي تمنع النساء المؤهلات من الوصول إلى مناصب قيادية في مؤسساتهن. فما هي نتائج البحث آنذاك وكيف تقارن بوضع المرأة المهني في القطاع الخاص في الوقت الحالي؟ في فترة إعداد البحث كانت نسبة النساء العاملات في القطاع الخاص في البحرين كبيرة، ولكن شغل معظمهن مناصب متواضعة في وسط أو أسفل الهرم التنظيمي. وعلى عكس المناصب القيادية التي شغلتها المرأة البحرينية في القطاع الحكومي في البحرين في تلك الحقبة، مثل منصب وزيرة أو عضوة في البرلمان، لم تتمكن الكثير من النساء في القطاع الخاص في ذلك الوقت من الوصول إلى قمة الهرم التنظيمي. على الرغم من استثمار المرأة العاملة في القطاع الخاص في التعليم العالي والالتزام بمتطلبات الوظيفة، كانت أقل حظا من الرجل في تلك الحقبة في الوصول إلى منصب تنفيذي في القطاع. في واقع الأمر، قد يستغرق النساء في تلك الفترة أكثر من عقدين من الزمن لبلوغ منصب إداري متوسط. إن انتشار الظاهرة كان نتيجة عدة عوامل عززتها الثقافة والعادات الابوية المهيمنة في مجتمعاتنا العربية، مثل عوامل مجتمعية (في شكل أنواع مختلفة من التنميط، مثل ربط الصفات القيادية بالرجل وربط المرأة بالأعمال المنزلية ووظائف الرعاية ووحدات الدعم)، وحواجز تنظيمية (على سبيل المثال نقص التدريب والتوجيه للنساء)، وحواجز شخصية (على سبيل المثال الافتقار إلى الخبرة المناسبة وأسلوب القيادة)، والتي حدت من قدرة الكثير من النساء في تلك الفترة على اختراق السقف الزجاجي. الآن وبعد أكثر من عقد من الزمن يختلف وضع المرأة البحرينية في القطاع الخاص اختلافا كبيرا، حيث استطاعت الجهود المبذولة من قبل القيادة الرشيدة لتمكين المرأة البحرينية من خلال المجلس الأعلى للمرأة، بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، زيادة الوعي المجتمعي والمؤسسي حول ضرورة المشاركة الكاملة للمرأة في جميع جوانب الحياة، وأهمية دور المرأة القيادي في صنع القرار، وهذا ما انعكس إيجابيا على ثقافة المؤسسات الخاصة العاملة في البحرين والذي حرصت (تماشيا مع توجه القيادة، ومبادئ التنمية المستدامة) على الاستفادة القصوى من قدرات النصف الثاني من المجتمع وتوظيفها في خدمة المؤسسات، وهيأت للمرأة البيئة الحاضنة لتطوير قدراتها. فأصبحنا كل يوم نشهد توظيف نساء في مراكز قيادية، ولم تعد مناصب الجناح التنفيذي حصرا على الرجل، ما أهل البحرين لأن تصبح نموذجا عالميا يحتذي به في مجال دعم تقدم وريادة المرأة. الآن بكل فخر أقول لقد حطمت المرأة البحرينية السقف الزجاجي في القطاع الحكومي والخاص معا. وأنا فخورة جدا بكوني امرأة بحرينية تعيش في حقبة المشاركة التي تعيشها المرأة البحرينية في هذه الفترة؛ إذ أصبحت المرأة البحرينية شريكا رئيسيا في التنمية بمختلف أبعادها في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم.
مشاركة :