لقد حطمنا السقف الزجاجي

  • 8/23/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬مضى‭ ‬التحقت‭ ‬ببرنامج‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬دور‭ ‬هام،‭ ‬بالمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬بحثت‭ ‬فيها‭ ‬ضمن‭ ‬البرنامج‭ ‬كان‭ ‬السقف‭ ‬الزجاجي‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬الحواجز‭ ‬المصطنعة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التحيز‭ ‬السلوكي‭ ‬أو‭ ‬التنظيمي‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬النساء‭ ‬المؤهلات‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مناصب‭ ‬قيادية‭ ‬في‭ ‬مؤسساتهن‭. ‬فما‭ ‬هي‭ ‬نتائج‭ ‬البحث‭ ‬آنذاك‭ ‬وكيف‭ ‬تقارن‭ ‬بوضع‭ ‬المرأة‭ ‬المهني‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي؟ في‭ ‬فترة‭ ‬إعداد‭ ‬البحث‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬النساء‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كبيرة،‭ ‬ولكن‭ ‬شغل‭ ‬معظمهن‭ ‬مناصب‭ ‬متواضعة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬أو‭ ‬أسفل‭ ‬الهرم‭ ‬التنظيمي‭. ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬التي‭ ‬شغلتها‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة،‭ ‬مثل‭ ‬منصب‭ ‬وزيرة‭ ‬أو‭ ‬عضوة‭ ‬في‭ ‬البرلمان،‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬الهرم‭ ‬التنظيمي‭.‬ على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استثمار‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والالتزام‭ ‬بمتطلبات‭ ‬الوظيفة،‭ ‬كانت‭ ‬أقل‭ ‬حظا‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬تنفيذي‭ ‬في‭ ‬القطاع‭. ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬لبلوغ‭ ‬منصب‭ ‬إداري‭ ‬متوسط‭.‬ إن‭ ‬انتشار‭ ‬الظاهرة‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬عززتها‭ ‬الثقافة‭ ‬والعادات‭ ‬الابوية‭ ‬المهيمنة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية،‭ ‬مثل‭ ‬عوامل‭ ‬مجتمعية‭ (‬في‭ ‬شكل‭ ‬أنواع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬التنميط،‭ ‬مثل‭ ‬ربط‭ ‬الصفات‭ ‬القيادية‭ ‬بالرجل‭ ‬وربط‭ ‬المرأة‭ ‬بالأعمال‭ ‬المنزلية‭ ‬ووظائف‭ ‬الرعاية‭ ‬ووحدات‭ ‬الدعم‭)‬،‭ ‬وحواجز‭ ‬تنظيمية‭ (‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬نقص‭ ‬التدريب‭ ‬والتوجيه‭ ‬للنساء‭)‬،‭ ‬وحواجز‭ ‬شخصية‭ (‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬الخبرة‭ ‬المناسبة‭ ‬وأسلوب‭ ‬القيادة‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬حدت‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬على‭ ‬اختراق‭ ‬السقف‭ ‬الزجاجي‭.‬ الآن‭ ‬وبعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬يختلف‭ ‬وضع‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬اختلافا‭ ‬كبيرا،‭ ‬حيث‭ ‬استطاعت‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬بقيادة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬والمؤسسي‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬المشاركة‭ ‬الكاملة‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة،‭ ‬وأهمية‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬القيادي‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬إيجابيا‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والذي‭ ‬حرصت‭ (‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬توجه‭ ‬القيادة،‭ ‬ومبادئ‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭) ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬وتوظيفها‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وهيأت‭ ‬للمرأة‭ ‬البيئة‭ ‬الحاضنة‭ ‬لتطوير‭ ‬قدراتها‭. ‬فأصبحنا‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬نشهد‭ ‬توظيف‭ ‬نساء‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬قيادية،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬مناصب‭ ‬الجناح‭ ‬التنفيذي‭ ‬حصرا‭ ‬على‭ ‬الرجل،‭ ‬ما‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬لأن‭ ‬تصبح‭ ‬نموذجا‭ ‬عالميا‭ ‬يحتذي‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬دعم‭ ‬تقدم‭ ‬وريادة‭ ‬المرأة‭.‬ الآن‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬أقول‭ ‬لقد‭ ‬حطمت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬السقف‭ ‬الزجاجي‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬والخاص‭ ‬معا‭. ‬وأنا‭ ‬فخورة‭ ‬جدا‭ ‬بكوني‭ ‬امرأة‭ ‬بحرينية‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬المشاركة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة؛‭ ‬إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬شريكا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬بمختلف‭ ‬أبعادها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭.‬

مشاركة :