هدمت السلطات الإسرائيلية اليوم (الاثنين) منشآت سكنية في قرية "الديوك التحتا" غرب مدينة أريحا في الضفة الغربية، وسط تنديد فلسطيني. وقالت مصادر فلسطينية رسمية إن قوة إسرائيلية اقتحمت القرية وهدمت 8 منازل قيد الإنشاء تعود لفلسطينيين من مدينة القدس قرروا البناء في أريحا. وتتراوح مساحة المنازل المهدمة ما بين 130 إلى 150 مترا مربعا. وقال ناصر الشلودي صاحب أحد المنازل المهدمة لـ ((شينخوا)) إن ما جرى "مجزرة" من قبل السلطات الإسرائيلية التي رفضت السماح للسكان بإخراج أي من مقتنياتهم الشخصية، مؤكدا صمود أصحاب المنازل على أرضهم ولن يرحلوا منها. واشتكى الشلودي بينما يجلس على أنقاض منزله برفقة أفراد عائلته من أن الممارسات الإسرائيلية التي تستهدف البشر والحجر والشجر في الضفة الغربية والقدس "لم تجد أي رادع" دولي وأوروبي لوقفها. وأشار الشلودي إلى أن المنازل سيعاد بنائها مرة أخرى رغم كافة الإجراءات الإسرائيلية، لافتا إلى أن القرية تتعرض لاعتداءات إسرائيلية بهدف إفراغها من سكان لصالح التوسع الاستيطاني. ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي على عمليات الهدم، في وقت يشكو الفلسطينيون من صعوبة الحصول على تراخيص للبناء في مناطق (ج) من الضفة الغربية وشرق القدس، بسبب ما يصفوها بشروط "تعجيزية" تضعها إسرائيل لذلك. وتقسم الضفة الغربية وبلدات في شرق القدس حسب اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، إلى ثلاث مناطق الأولى (أ) وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة والثانية (ب) وتخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية وإدارية فلسطينية، والثالثة (ج) وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية. من جهتها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية هدم المنازل وملاحقة الوجود الفلسطيني في القدس ومناطق (ج) بهدف إلغائه تماما لتسهيل فرض السيادة الإسرائيلية على تلك المناطق وضمها بالتدريج لإسرائيل. وقالت الوزارة في بيان إن إسرائيل ماضية في تنفيذ خارطة مصالحها الاستعمارية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وتواصل فرض المزيد من التغييرات على واقعها لصالح أطماعها الاستعمارية كسياسة حكومية رسمية. واعتبر البيان الممارسات الإسرائيلية تكرار متواصل لرفض حل الدولتين، واستبداله بالإجراءات الاستيطانية التي تنفذها إسرائيل على الأرض والتي من شأنها حسم مستقبل قضايا الحل النهائي التفاوضية من جانب واحد. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية، فإن السلطات الإسرائيلية هدمت أو صادرت أو أجبرت السكان على هدم 50 مبنى في القدس الشرقية والمنطقة (ج) من الضفة الغربية بحجة عدم وجود تصاريح بناء إسرائيلية. وجرت عمليات الهدم في الفترة من 2 إلى 15 أغسطس الجاري، وشملت مباني ممولة من دول مانحة، وأدت لتهجير 55 شخصا من بينهم أطفال وتأثر سبل عيش حوالي 220 آخرين، وفق تقرير المكتب الصادر قبل يومين. واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تعتبر مخالفة للقانون الدولي، ويعد الاستيطان الإسرائيلي من أبرز ملفات الخلاف بين الفلسطينيين وإسرائيل في ظل توقف مفاوضات السلام بينهما منذ العام 2014.
مشاركة :