أعلنت السعودية وتركيا تشكيل "مجلس تعاون استراتيجي"، أوضح بشأنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنه سيكون "مهتما بالعديد من الأمور"، بينما تتواصل أجواء التوتر في منطقة الشرق الأوسط. إضاءة على دور المجلس وأهدافه مع الكاتب والصحافي السعودي أحمد الديحاني. بالإعلان عن تشكيل مجلس تعاون استراتيجي بين السعودية وتركيا، تكون العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة، اتخذت شكل تحالف على عكس ما كان عليه من قبل، حيث ظلت محصورة في إطار من التعاون. ويرى مراقبون أن هذا التحالف أملاه الوضع الحالي بالمنطقة، خاصة مع تشعب الأسئلة بخصوص أكثر من ملف، لما يحصل في سوريا واليمن والعراق، والخطر الذي أصبح يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، إضافة إلى التوسع الإيراني الذي لا يخدم لا الرياض ولا أنقرة. كما أن الكثير من المصالح المشتركة تحفز البلدين على الدخول في تعاون مكثف في إطار مؤسساتي من هذا القبيل، حيث توجد مصالح تخص كل بلد، لا يرى كل منهما أنه بمقدوره بمفرده أن يواجهها وحده، ويعي أنه يستلزم عليه الدخول في تحالفات من هذا النوع. وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، قال بشأن المجلس إنه سيكون مهتما بأمور عديدة بما فيها الأمور الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة وغيرها. ما هي المحاور الكبرى التي ستعمل وفقها كل من السعودية وتركيا في إطار مجلس التعاون الاستراتيجي؟ أحمد الديحاني: هذه المحاور كشفها وزيرا خارجية البلدين في تصريحات أعقبت لقاء العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتتمثل في القضايا الأمنية والسياسية والعسكرية إضافة إلى الطاقة. وستؤسس لتحالف متين بين الرياض وأنقرة للعمل على أكثر من ملف يخص المنطقة والشأن الدولي عامة. هل يمكن اعتبار المجلس سلاحا من قبل البلدين لمواجهة التوسع الإيراني بالمنطقة؟ أحمد الديحاني: التعاون بين البلدين انتقل إلى تحالف بعد الإعلان عن تأسيس هذا المجلس. وأكيد أن هذا التحالف يهدف أيضا إلى التصدي لمحاولات التوسع الإيراني بالمنطقة. والتصريحات النارية التي أطلقتها أنقرة مؤخرا باتجاه طهران تؤكد أن البلدين يتحدثان بنفس اللغة نحو إيران، كما أن السعودية ستغطي النقص في الطاقة الذي لحق بتركيا نتيجة خلافاتها مع روسيا. يبدو أن هناك رؤية مشتركة بين البلدين للأزمة السورية أيضا. هل سيبادر مجلس التعاون الاستراتيجي بتحركات معينة في هذا الملف؟ أحمد الديحاني: هناك مشاورات بين البلدين بشأن الأزمة السورية، وللبلدين موقف متطابق بشأنها، ويعملان وفق رؤية موحدة تتجلى في توحيد صفوف المعارضة السورية، دعمها عسكريا، ورفض أي وجود للأسد في المرحلة المقبلة. هل ستتأثر العلاقات السعودية المصرية بهذا التقارب الكبير بين الرياض وأنقرة؟ أحمد الديحاني: السعودية تلعب على محورين اثنين، المحور السعودي التركي وتسعى للدفع به لأجل الأهداف التي أعلنها البلدان، والمحور السعودي المصري، دون أن تكون هنالك أية علاقة لكل محور بالآخر. علما أنه في الوقت الذي حضر فيه الرئيس التركي إلى أنقرة، زار ولي العهد السعودي مصر. ولا أعتقد أن يكون للتقارب السعودي التركي تأثيرا على العلاقات بين القاهرة والرياض، اللهم على الجانب النفسي. بوعلام غبشي نشرت في : 30/12/2015
مشاركة :