يقول المدير الفني الأوروغواياني غوس بويت، إنه دائماً ما يكون في وضع الاستعداد؛ مشيراً إلى أن هذه هي طبيعة العمل مديراً فنياً للمنتخبات؛ حيث تكون هناك فترات من العمل المكثف تتبعها فترات راحة وتوقف لمدة طويلة. عُين بويت مديراً فنياً لمنتخب اليونان في فبراير (شباط) الماضي، وبدأ مهام عمله بشكل رائع؛ حيث فاز في جميع مبارياته الأربع في دوري الأمم الأوروبية، من دون تلقي شباك الفريق أي هدف. يعيش بويت في أثينا؛ لكن عقله ليس بعيداً أبداً عما يحدث في لندن التي يسميها «وطنه الحقيقي». وفي الوقت نفسه، فإن تشيلسي هو أيضاً يعيش وضعاً مختلفاً هذا العام، بعد إجبار رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش على بيع النادي اللندني، تاركاً تشيلسي بلا قيادة واضحة وبمستقبل غامض، حتى اشترى تود بوهلي النادي أخيراً مقابل 4.25 مليار جنيه إسترليني في مايو (أيار) الماضي. ومنذ ذلك الحين، بدأ كل شيء يتغير في ملعب «ستامفورد بريدج»؛ حيث رحل عدد من اللاعبين المهمين والموظفين، وبدأ بوهلي يضع بصمته الخاصة على النادي. وكان من بين الراحلين قلب الدفاع القوي أنطونيو روديغر الذي انضم إلى ريال مدريد، ويبقى أن نرى حجم التأثير الذي سيحدثه رحيل المدافع الألماني. يرى بويت، البالغ من العمر 54 عاماً، أن التأثير سيكون هائلاً، ويقول: «سيكون التأثير كبيراً للغاية لأسباب عديدة. لقد تغلب على كل التحديات وانتظر الحصول على فرصة تحت قيادة فرانك لامبارد، ثم عاد بقوة في عهد توماس توخيل، وأظهر للجميع قيمته». ويضيف: «انظر إلى أين ذهب؟ لقد ذهب إلى ريال مدريد. إنه لم يعد إلى وطنه من أجل الاعتزال هناك؛ لكنه ذهب إلى أحد أفضل الأندية، إن لم يكن أفضل نادٍ في العالم. هذا هو مستوى اللاعب الذي سيفتقدونه. في المقابل، تعد هذه فرصة للاعب آخر لكي يشارك بصفة أساسية مع تشيلسي؛ لكنني لا أعتقد أن هناك من هو قادر على تقديم المستويات نفسها التي كان يقدمها روديغر». لم يكن روديغر هو اللاعب البارز الوحيد الذي رحل عن تشيلسي هذا الصيف؛ حيث عاد المهاجم البلجيكي العملاق روميلو لوكاكو الذي انتقل إلى تشيلسي مقابل 97.5 مليون جنيه إسترليني قبل عام، إلى إنتر ميلان على سبيل الإعارة بعد موسم صعب مع النادي اللندني. يعتقد بويت الذي لعب 143 مباراة مع تشيلسي، أنه من العار الشديد أن يُنظر إلى عودة لوكاكو إلى «ستامفورد بريدج» على أنها فاشلة، ويقول: «في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، خسر تشيلسي لوكاكو، وفقد لوكاكو فرصة العودة إلى تشيلسي. في الشهرين الأولين كان رائعاً؛ حيث كان نشيطاً ومتحركاً وقوياً، ويلعب على المرمى بشكل مباشر، وكان له تأثير كبير». ويضيف المدير الفني الأوروغواياني: «ثم تعرض لإصابة طفيفة وأجرى المقابلة الشخصية الشهيرة (التي قال فيها لوكاكو إنه «غير سعيد» بوضعه في تشيلسي). منذ ذلك الحين، بدا لي أن العلاقات والمشاعر داخل النادي جعلت الأمور صعبة على الجميع؛ خصوصاً بالنسبة للوكاكو. لقد كان رائعاً في بداية الموسم الماضي، وكان يقدم مستويات ممتازة؛ لكن بعد كل هذه الشائعات والأمور الغبية التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أثر ذلك على الجميع في النادي، ولم يعد اللاعب إلى المستوى نفسه الذي كان يقدمه». ويتابع: «هذا يُظهر للعالم أنه لا يهم كم أنت جيد، فلا يوجد عديد من اللاعبين في أي رياضة يمكنهم أن ينتقلوا إلى أندية جديدة ويضمنون تقديم مستويات جيدة لأنهم كانوا يلعبون بشكل جيد مع أنديتهم السابقة فقط. هناك أشياء كثيرة تؤثر على الأداء». يعتقد بويت أن توخيل هو المدير الفني المناسب لتشيلسي؛ لكنه أصيب بخيبة أمل بسبب تراجع مستوى الفريق الموسم الماضي، بعد أن ظهر قادراً على المنافسة بقوة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الأسابيع الأولى من الموسم. يقول بويت: «اعتقدت أن تشيلسي كان يلعب من أجل الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز العام الماضي. بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا والتعاقد مع لوكاكو، اعتقدت أن الفريق بات مستعداً للفوز بلقب الدوري؛ لكنه لم يفعل ذلك. لكن الفريق كان على وشك الفوز بالألقاب، وهذا هو المكان الذي يجب أن يكون فيه تشيلسي: اللعب من أجل الفوز بالبطولات والألقاب. أنا متأكد من أنهم يحاولون اتخاذ القرارات الصحيحة مع الأشخاص الجدد لمحاولة الفوز باللقب هذا الموسم». هذه حقبة جديدة لتشيلسي بعد 19 عاماً تحت قيادة رومان أبراموفيتش. يتذكر بويت الحياة في تشيلسي قبل وصول رجل الأعمال الروسي بملياراته. انتقل بويت للنادي اللندني في عام 1997، قادماً من ريال سرقسطة الذي فاز معه ببطولة كأس الكؤوس الأوروبية عام 1995، بعدما تغلب على آرسنال في المباراة النهائية. لعب بويت في تشيلسي تحت ملكية كين بيتس، ورحل قبل عام واحد من مجيء أبراموفيتش. يقول بويت: «عندما كنت هناك، كنا فريقاً جيداً للغاية، وكنا نلعب كرة قدم ممتعة وكنا نفوز بالألقاب؛ لكن كان هناك شيء مفقود. كان جوزيه مورينيو مهماً جداً لتشيلسي؛ لكن من المؤكد أن الوضع اختلف تماماً بعد مجيء أبراموفيتش. كان الاندماج مع مورينيو مذهلاً ومهماً للغاية». ويضيف: «كانت الأمور تسير ببطء في التسعينات من القرن الماضي تحت قيادة كين بيتس. كان النادي يتحسن ويتطور؛ لكنه انتقل إلى مستوى آخر تحت قيادة أبراموفيتش. الشباب في أوروغواي لا يصدقون أنني لعبت لتشيلسي، ويقولون: هل فعلت ذلك حقاً؟ هذا يعكس السمعة الكبيرة التي يتمتع بها تشيلسي في جميع أنحاء العالم في الوقت الحاضر. ربما لا يمتلك النادي تاريخاً عريقاً مثل بعض الأندية الكبرى الأخرى في أوروبا؛ لكنه وصل إلى هذا المستوى بفضل أبراموفيتش، وهذا شيء رائع». ويقول بويت عن بوهلي: «أريد أن أتمنى له التوفيق، فالنادي بحاجة إلى القليل من الحظ. سوف ينفق المال؛ لأنه لن يأتي إلى تشيلسي ولا يحاول مساعدة الفريق. المشكلة هي أن التحركات القليلة الأولى هي الأكثر صعوبة. إنها تشبه شرائك لأول سيارة في حياتك، فأنت يمكنك شراء هذه السيارة؛ لكنك تريد سيارة أخرى أغلى قليلاً. الأمر نفسه ينطبق على اللاعبين؛ حيث انتهى الأمر بالحديث عن إمكانية التعاقد مع نيمار ورونالدو، وهذه مشكلة لأنك بحاجة إلى التفكير فيما هو أفضل للفريق؛ مزيج مما يحتاجه المدير الفني وما يحتاجه النادي». قضى بويت 4 سنوات في تشيلسي، حصل خلالها على كأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الكؤوس الأوروبية، وكأس السوبر. وبينما ينظر بويت إلى مستقبل ناديه المحبوب، فإنه يشعر بالقلق حيال أمر واحد، ويقول عنه: «إذا جمعت 10 من مشجعي تشيلسي معاً في الوقت الحالي، وسألتهم عن التشكيلة الأساسية للفريق، فلا أعتقد أن اثنين منهم سوف يقولون تشكيلة مماثلة، وهذه مشكلة كبيرة في حد ذاتها. عندما تتحدث عن أفضل الفرق في العالم فإنك تعرف 95 في المائة من التشكيلة الأساسية. لا أعتقد أن أي شخص يعرف ذلك بالنسبة لتشيلسي، وهذا مقلق بعض الشيء».
مشاركة :